المؤامرة كبيرة على الأمة!!

عبدالله الأحمدي

 

 

منذ ما بعد ظهور الإسلام والأمة تتعرض للمؤامرات الغربية.
وكل تاريخ العرب هو صد لغزوات الغرب الاستعماري منذ الحروب الصليبية وحتى اليوم، لكن المؤامرات ازدادت ضراوة منذ سقوط جدار برلين واستفراد أمريكا وحلفائها بالعالم، أو ما سمي بالقطب الأوحد.
لقد بدأت المؤامرة حديثا بتجريد الأمة من أسلحتها؛
أرغموا معمر القذافي بتسليم معمله النووي للأمريكان بعد حصار ونهب لأموال ليبيا تحت مسمى التعويضات لحادثة لوكربي.
ورطوا صدام بالحرب ضد الثورة الإيرانية، ثم بغزو الكويت، وفي الأخير فرضوا عليه عقوبات وحصاراً دولياً، وجردوا العراق من أسلحته التقليدية تحت مبرر وجود سلاح كيميائي.
لاحظوا كم هو الأمريكي جبان، لم يجرؤ على غزو العراق إلا بعد أن تأكدوا من خلوه من الأسلحة؛ وبعد تجويع أهله بالحصار وسرقة ثرواته.
لقد كانت كثير من الأنظمة العربية في الصف الأول من المؤامرة على العراق.
وبعد سقوط النظام العراقي جاء الدور على سوريا. وهذه المرة كانت المؤامرة عالمية وبشكل واضح؛ دول وأنظمة تورطت في غزو سوريا. جاء الإرهابيون من أكثر من ثمانين دولة في العالم لمحاربة سوريا، وتورطت تركيا ومازالت في الحرب ضد سوريا، وسرقة اقتصاد ومصانع حلب، وقامت القوات التركية، وقوات حلف الناتو بغزو الشمال والشرق السوريين، وسرقات النفط والأغذية السورية. وشجع الغرب قوات الأكراد في الشمال على الانفصال.
وقام الناتو ودول عربية بإنشاء فصائل الإرهاب.
وكانت إسرائيل طرفا في دعم الجماعات الإرهابية في الجنوب السوري، وسهلوا لهذه الجماعات الانطلاق من مناطق الاحتلال الإسرائيلي وقدموا لهم الدعم اللوجستي.
أما دول الخليج والسعودية فقد مولوا كل الحروب ضد إخوانهم العرب والمسلمين بمئات المليارات من الدولارات وما زالوا، ابتداء من تدمير أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، وليس انتهاء بالعدوان ضد اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان.
دمر الأمريكان أسلحة اليمن بمساعدة النظام العفاشي استعداداً لغزو اليمن بواسطة أدواته القذرة.
في العام 2006م هزمت المقاومة اللبنانية الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. بعدها وقفت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس مبشرة بشرق أوسط جديد.
ومن يومها والحروب تتناسل في المنطقة العربية.
المؤامرة واضحة؛ يريد الاستعمار الغربي وأذنابه من الأعراب والصهاينة إعادة تقسيم الأمة وإركاع أحرارها.
عشر سنوات من العدوان العالمي ضد سوريا، وست سنوات من نفس العدوان ضد اليمن تتصدره عصابة العمالة في الرياض وصهاينة الحمارات.
أكثر من تريليون دولار دفعتها السعودية والحمارات لقتل وتدمير الشعب اليمني دون أن يحقق تحالف الشر والمرتزقة أي إنجاز.
ومع اقتراب الجيش اليمني ولجانه الشعبية من إنجاز مهمة تحرير مارب من دنس الاحتلال ورجس الإرهاب والارتزاق ترمي السعودية وأدواتها ودول الغرب العدواني بكل ثقلهم العسكري والسياسي من أجل بقاء هذه المحافظة النفطية تحت دنس الاحتلال.
الدول التي تحالفت مع العدوان ضد العراق واليمن وليبيا وسوريا، أو سكتت على ذلك العدوان دورها قادم، فأمريكا وأدواتها من تحالف الأشرار السعو- إماراتي لن يوفروا أحدا.
لقد نجح الغرب الاستعماري بقيادة دولة الشر أمريكا بتدمير الأنظمة الوطنية، وتدعيم الأنظمة الصنيعة؛ وبالذات السعودية ودويلات الخليج، واحتلال الكثير من أراضي الأمة والتحكم بالثروات النفطية لصالح الشركات الغربية.
تبدو امريكا متحكمة بكثير من الأنظمة التي خيرّتها بين التطبيع مع دولة الصهاينة، أو الحصار والسقوط.
لقد نجح الأمريكي في توجيه أدواته للتطبيع من كيان الغرب دولة الاحتلال الصهيوني.
وبالرغم من التطبيع مع كيان العدو إلا أن المؤامرات لم تتوقف على العرب.
أمريكا والغرب يريدون أن يخدموا دولة الاحتلال التي زرعوها في قلب الأمة.
ما حدث من تعطيل للملاحة في قناة السويس أواخر شهر مارس هو إحدى أشكال المؤامرة. يضاف إليه ما تقوم به أثيوبيا من منع المياه عن مصر والسودان.
لقد نجح الاستعمار بفصل جنوب السودان عن شماله وفي الطريق تزداد المؤامرة لفصل شمال العراق، وشمال سوريا وجنوب اليمن.
والحبل على الجرار والكثير من نخب الأمة ما زالوا مشغولين بالتنظير للطائفية والمناطقية، وإشعال الحروب الداخلية، ومعاداة الجمهورية الإسلامية في إيران!!

قد يعجبك ايضا