حينما روجت السياسة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية في المنطقة، كاد صداها أن يغزو العالم إجراما وعبثا، وما بين دعم معلن ومعارك وهمية، استطاعت السياسة الأمريكية أن تمرر المخططات الإرهابية في أي دولة تشاء، وحين يُستهدف الإرهابيون في أفغانستان ويُدعمون في اليمن من أجل نصرة القضية الصهيونية، كان يجب على تلك السياسة المختبئة أن تقف خلف طاولة المساءلة القانونية، والمؤسف أن هذه السياسة أصبحت هي القانون بذاته!!
إبان تحركات بن لادن، قامت قيامة الجيوش الأمريكية، واستنفرت من أجل محاربة “الإرهاب”، وهكذا فعلوا في العراق، أما في سوريا فالحال فيها هو كالحال في اليمن، وبدأت المخططات الأمريكية تتكشف حتى باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط في الهاوية، فالتحركات بالنسبة للتنظيمات الإرهابية المتمثلة بـ “القاعدة وداعش” باتت محط شبهة للضحية نفسها، وما حدث في اليمن مؤخرا كان طامة بحق تلك التنظيمات التي فقدت هيبتها تحت لواء أمريكا، وما حدث لهم في محافظة (البيضاء) من التنكيل كان أكبر شاهد على وضعهم الضعيف الذي لا يقل عن وضع جيوش العدوان ومرتزقتهم.
فأمريكا مؤخرا قد حركت جميع أحجار الشطرنج، قاصدة بذلك الكسب غير العادل، لكنها تعثرت في تحريك حجر الملك والذي تمثل في التنظيمات الإرهابية، فتحريكها قد أزاح الستار عن مخططات العدو الصهيوني في المنطقة، وكشف حقيقة “القاعدة وداعش” لمن ينتمون إليها.. ومن يحاربون.. وماهية القضية التي يتحركون من أجلها؟!.. فهم ليسوا إلا أداة أمريكية قذرة، يتقمصون ثوب الإسلام وهم ألد الخصام.
حين غاب الوعي عن المجتمعات المسلمة تبجحت السياسة الأمريكية في المنطقة كمنقذ للأمة الإسلامية من هلاك الإرهاب الذي صنعوه هم، لذلك قدمت التنظيمات الإرهابية كعدو لأمريكا، ومن أجل محاربتها فقد تغلغلت الجيوش الأمريكية في تلك المناطق والدول التي تتواجد فيها، ليس بغية تطهيرها بل من أجل احتلالها، وهذا ما حدث في “باكستان”، لكن الواقع الراهن كما يقال هو زمن كشف الحقائق، وفيه وقعت تلك التنظيمات في هاوية الانكشاف الواضح وأصبحت تمثل أمريكا رأسا دون أي ستار، وأصبحت الشعوب في المنطقة تعي ذلك جيدا، وهذا ما أفسد اللعبة “الصهيو-أمريكية”، لكنه لم يردعهم تماما ولكنهم حاولوا المكابرة واللعب على المكشوف، لكن ليس لهم سبيل في اليمن !!
فالخطوة التي قام بها تحالف العدوان – بإشراف من العدو الصهيو-أمريكي – كانت خطوة للوراء، فالقاعدة وداعش لن يكونوا أولي قوة وأولي بأس شديد مقارنة بالمرتزقة الآخرين، فالجميع قد ناله من الخزي ما نال أمريكا، والضربات اليمنية قد قصمت العمود الفقري للعدوان، حتى وإن جنّدوا كل من يحمل في يده سكينا ومنشارا، فالوضع في اليمن يختلف كليا عن الوضع في القنصلية السعودية في تركيا!! ولهذه الجملة حسابات تعرفها تلك التنظيمات الصهيونية كما يعرفها الساسة الأمريكيون من جمهوريين وديموقراطيين.
ختاما:
التنظيمات الإرهابية هي صنيعة أمريكا سواء بقيادة بن لادن أو البغدادي أو بلعيدي، فجميعهم عملاء ويخدمون المشروع الصهيوني وينفرون الإنسان عن الإسلام، كان ذلك هدفهم لكنهم وقعوا في شراك العنكبوت وأصبحوا واهنين في مواجهة اليمنيين، فجميع المرتزقة قد تراجعوا للخلف في كل مواجهة، ومن ضمنهم القاعدة وداعش، فاليمن لا يوجد في سطحها أرض للمحتل ولا للمرتزقة قرار، بل إن في باطنها مقبرة واسعة للغزاة، وإذا أراد العدو الصهيوني استعراض عضلاته فعليه ألا يتراجع، لكن عليه أن يدرك أن الرصاصة التي ستردعه في اليمن لن تتوقف إلا عندما تطهر الأراضي الفلسطينية، فالقضية بالنسبة لليمنيين هي القضية، وإن غدا لناظره قريب.