يقال إن التاريخ لا يكتب إلا بعد أن يهدأ غبار المعركة ، وما تعرض له وجود الإنسان اليمني على أرضه من اعتداء وعدوان قد لا يكون الوقت المناسب لكتابة التاريخ الأسود للمعتدين الأشرار من السعوديين والإماراتيين والأمريكان ، والبطولات التي سطرها اليمنيون وهم يدافعون عن أرضهم وعرضهم في وجه أعتى عدوان في تاريخنا المعاصر بكل أنفة واقتدار طالما والحرب لم تضع أوزارها بعد ، وإذا ظنت السعودية ومن معها في تحالفها النتن أنهم بمنأى عن المساءلة القانونية في المحافل الدولية، بما من شأنه إجبارهم على دفع التعويف عن كل ما ارتكبوه من جرائم قتل وتدمير بحق الإنسان اليمني ومكتسباته فهم واهمون ، فالعراق الذي دفع حتى اليوم قرابة الخمسين مليار دولار للكويت كتعويض عن اعتدائه في حرب الخليج الثانية لا زال مطالباً بالمزيد ، والعدوان على اليمن طيلة السنوات الست كانت له آثار صحية عديدة تسببت بإصابات حادة للمدنيين والعسكريين، وهذه الإصابات تسببت بحالات عديدة من الإعاقة وأعداد كثيرة من الوفيات ، ناهيكم عن الدمار الهائل الذي طال معظم البنية التحتية، خاصة التي تدعم الصحة العامة والرعاية الطبية والنظافة والنقل والاتصالات والطاقة الكهربائية،
أما الآثار الاقتصادية للحرب فقد عمد العدو السعودي منذ الشرارة الأولى للحرب إلى تدمير المصانع والمزارع ومخازن الأغذية ومساكن المواطنين منفردة ومجتمعة، ودمر الجسور والطرقات في عديد مناطق اليمن ، كل ذلك كان له عظيم الأثر في تدهور الوضع الاقتصادي وغلاء الأسعار وانخفاض سعر العملة الوطنية التي فقدت من قيمتها خلال فترة الحرب والعدوان أكثر من 400 % ، وبالإضافة إلى التضخم الاقتصادي حيث ارتفعت نسبة البطالة إلى مستوى قياسي قد لا يكون له نظير في أي دولة في العالم، ست سنوات من الحصار والقتل والخراب والحقد الدفين على اليمن وأهل اليمن والعالم معدوم الضمير شعوبا ودولاً لا يحرك ساكنا ضد المعتدين الفجار ، حتى المنظمات الدولية بدلا من أن يكون لها دور مؤثر وضاغط في سبيل إيقاف العدوان على اليمن ووقف الحرب ، وجدت في حرب اليمن ضالتها للتسول والارتزاق على حساب دماء اليمنيين لمصالحها والمنظمات التي تعمل معها وبأمرها .