شيء جميل أن تستمر قوى ٢١ سبتمبر في صنعاء تبعث باقات من الرسائل اليومية والموجعة إلى عمق دول العدوان باعتبار الاستهداف لراس تنورة وأرامكو جزءاً من تلك الرسائل الجهادية وتمثل جزءا من الرد البسيط، والمشروع علي عدوان اليهود والأمريكان وآل سعود..
صحيح أن هذا الاستهداف أصبح كابوسا مزعجا للرياض وواشنطن وكذا الاستمرار والإصرار في تحرير ما تبقى من محافظة مارب من قبل صنعاء أصبح عاملا لتنامي قلق تحالف العدوان بغض النظر عن درجة الرعب التي وصلوا إليها خصوصا الأمريكان وآل سعود وكافة مرتزقتهم ودواعشهم كما أن صمود اليمن في وجه العدوان على مدى ٦سنوات ودخول العام السابع جعل الناتو والتحالف في هزائم نفسية متواصلة ويتخبطون تارة يرسلون وسطاء وتارة يقدمون مبادرات ووو إلخ.
وصول الباليستيات لعمق المواقع السعودية هذه المرة بعد فشلهم في مارب وعجزهم عن تمرير مبادرتهم المسمومة وخروج ملايين اليمنيين بمسيرات حاشدة في صنعاء تتويجا لصمودهم على مدى ٦ سنوات في وجه العدوان ودخول العام السابع أوصل الرياض وواشنطن لحالة هذيان مما جعل وزير دفاع مملكة المنشار يخرج عن التغطية ليقول إن مملكته تتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الإنسانية ووقف الحرب في اليمن والتهيئة لحوار سياسي.. وكأنه يعيش حالة خارج إطار العقل.
على غرار ذلك برز من النافذة الصهيونية وزير خارجية أمريكا بعد تناوله شنبانيا ليقول تصرفات الحوثيين استفزاز واضح يهدف لإطالة أمد الصراع في اليمن أي بعد وصول الرسائل لراس تنورة وكأن هذا الرد غير مشروع بينما هم منذ ٦ سنوات ما زالوا يرتكبون أبشع الجرائم بحق اليمن وأبنائه بل يتلذذون بذلك.
لو نظرنا لحالة الانفصام لدى واشنطن أو الرياض تقاس من واقع التصريحين لوزير الدفاع السعودي أو وزير الخارجية الأمريكي سنجد في تصريح الوزيرين أنه لا يوجد لديهم على أرض الواقع ذرة من القيم الإنسانية خصوصا ملك المنشار وولى عهده وبقية عائلته الحاكمة ولو أن لديهم ذرة إنسانية لما فرضوا حصارا مطبقا على اليمن برا وبحرا وجوا منذ ٦ سنوات وحتى اليوم وهم على يقين أن ذلك يعد محرما بكل المواثيق والقوانين الدولية المتعلقة بالجانب الإنساني وهذا دليل على أن كيان سعود مجرد من الإنسانية بل ضميره منشار والمنشار لا يعرف الإنسانية ولو التفت المجرم محمد بن سلمان لمجمل المجازر التي ارتكبها بحق اليمن ربما يتعرف على ذاته أنه عدو للإنسانية وهذا دليل على أن جارة السوء هي تستهدف كافة القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بالجانب الإنساني بل تؤمن بقانون الغاب.
هنا يبرز الانفصام لمملكة المنشار
كما أن تصريح وزير الدبلوماسية الأمريكية هو الآخر يساند الانفصام السعودي لأن هناك العديد من القواسم المشتركة بين واشنطن والرياض ذات طابع إجرامي ومنها الشراكة في ارتكاب الجرائم بحق اليمن وتعميق ثقافة الوحشية والغلاط المعادي للإنسانية والتطبيع مع إسرائيل ولا حصر لهذه القواسم وكان وزير خارجية أمريكا يريد أن يقول ويلمح إلى أن الاستهداف لراس تنورة وأرامكو مزعج لواشنطن على حد تعبيره واستفزاز لكن ما ينبغي أن يدركه الأمريكان أن منطق الغطرسة قد ولى ولم تعد اليمن تقبلهم لأن واشنطن متورطة مع كيان سعود بارتكاب أبشع الجرائم بحق اليمن .
لو أن كلتا الدولتين المعتديتين على اليمن تحترمان الإنسانية لما وجد حصار مطبق على بلدنا جوا وبحرا وبرا وصلت درجة الإجرام لديهم حتى على مستوى منع دخول المشتقات النفطية والغذائية وقطع المرتبات وتدمير الكهرباء وكافة المؤسسات الصحية والتعليمية وغيرها إذا ًأين الإنسانية لديهم؟
لو كان لدى أمريكا والسعودية قليل من الإنسانية لما استهدفوا الأطفال بالقصف الوحشي والمستشفيات لان كل ذلك يمثل عدوانا على الإنسانية والحياة ويعتبر عدوانا على كافة القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بالجانب الإنساني.. فأين الإنسانية التي يتحدث عنها وزير دفاع المنشار أو خارجية الأمريكان؟
بلا شك لدينا إدراك أن الانتصارات التي يحققها المجاهدون على مختلف الجبهات خصوصا في مارب ووصول البالستيات لعمق آل سعود قد جعلهم يتقدمون بمبادرات منشارية عنوانها السلام .. ومن المعروف أن الدولة التي تسوق السلام تتخلى عن السلاح وهذا تناقض والمبادرات التي تأتي للحل بين ذات البين تكون من طرف حيادي وليس طرفا من أطراف الصراع غير مدركين أن اليمن وصل لقناعة ذاتية ليقول اليوم للعالم بأسره كفى مبادرات سعودية كفى خداع كفى لف ودوران كفى كفى لأن اليمن وأبناءه لايزالون يدفعون ثمن مبادرات كيان سعود بدءا من ٢٠١١م وحتى اليوم لأن اليمن لم. يعد قابلا بالوصاية السعودية ولن يقبل بالتطبيع مع كيان صهيون ويرفض الاستسلام وينبغي أن يفهم المنشار ونجله أنه ليس كل مرة تسلم الجرة لأن اليمن لم يعد قادرا على هضم أي مرتزق أو داعشي وقد قرر مصيره بذاته وصموده على مدى ٦ سنوات هو جزء من تقرير المصير أي لا تراجع لا استسلام. ولن يتراجع عن الاستمرار في تحرير كافة ربوع اليمن بما فيها الأجزاء المغتصبة من القرن المنصرم. ولن يظل صامتا عن النفط الذي ينهب من تلك الأراضي ومن حقه أن يدمر كافة المنشآت النفطية والمطارات في عمق آل سعود والبادئ أظلم ومن قال حقي غلب .
أما التغني والغلاط السعودي والأمريكي صار مفضوحا فإذا أراد المنشار ونجله أن يخرجوا من هذه الورطة ويحافظوا على ماء الوجه عليهم أن يقبلوا فورا بشروط قوى ٢١ سبتمبر في صنعاء ويضعون كل اعتبار لحقوق الجوار وليس الجواري بحيث يفضي لحل قضية اليمن برمتها، أي أن يكون سقف شروط صنعاء مرتفعاً ليس كما كان في بادئ العدوان، منها من وجهة نظري التالي:
أن يتوقف العدوان على بلدنا دون قيد أو شرط وتنسحب القوى الأجنبية السعوإماراتية والانجلوإمريكية من الساحة اليمنية إلى حدود اليمن في الشمال إلى ما قبل اتفاقية الطائف وفي الجنوب إلى الحدود التي رسمت من قبل دولة الكثيري بحضرموت الموضحة بخط الاستقلال اليمن جنوبا مع بريطانيا عام ٦٧م وتلتزم السعودية والأمريكان بتسليم المرتزقة والدواعش إلى صنعاء لمحاكمتهم استنادا لاتفاقية الطائف عام ١٩٣٤م.. ويسمح دخول طاولة الحلول لليمن بعد إيقاف العدوان وفك الحصار روسيا والصين على المستوى الدولي وإيران على المستوى الإقليمي لأن اليمن لم يعد يثق بالغرب لأنه خصم معتد وتوقيع اتفاقيات مؤخرا بين الصين وإيران يحد من مطامع وجرائم الأمريكان في المنطقة.
أن تعلن السعودية وبقية التحالف فك الحصار الشامل على اليمن دون أن تعرقل أو تمنع دخول الغذاء والمشتقات النفطية لميناء الحديدة وعلى أن تلتزم دول التحالف بسرعة صرف مرتبات موظفي جهاز الدولة منذ انقطاعها خلال شهر من توقيع أي اتفاقية بذلك مع تسليم المتورطين في ارتكاب هذه الجريمة خدمة لأجندات العدوان لصنعاء .
أن يكون هناك تفاوض جدي وندي بين صنعاء والرياض .
أن تلتزم الرياض بدفع كافة المبالغ لإعادة إعمار اليمن ..وغيرها.
أن تعتذر السعودية عن عدوانها على بلدنا وتساهم بإعادة كافة الأموال المنهوبة التي نهبتها قوى الفساد والإرهاب من الداخل.
أن تلغى أي اتفاقيات تمت بين مرتزقة العدوان ودواعشهم مع أي أطراف خارجية تمس السيادة اليمنية وثرواتها وغيرها خلال فترة هذا العدوان…
أن تغادر كافة الأساطيل العسكرية للغرب من المياه السيادية اليمنية بما فيها الأمريكية.. سواء في البحر الأحمر أو العربي..
هذه الشروط تعد المدخل العملي لإثبات حسن النية لدول العدوان إذا كانت لديها رغبة بالخروج من الورطة والشروع بإيجاد حل شامل وعادل لقضية اليمن.
وهناك شروط أخرى متعلقة بقضية بلدنا مرحّلة منذ مطلع القرن المنصرم وحتى اليوم ستكون محل ملف المباحثات الندية أي بين الرياض وصنعاء وما دون ذلك سوف يستمر الجهاد والاستهداف للعمق السعودي بصفة يومية وإذا لم يستجب تحالف العدوان فسقف المطالب والشروط تتصاعد من قبل صنعاء.
وعليهم أن يقبلوا قبل فوات الأوان بنصائح قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بمناسبة مرور ٦ أعوام من الصمود.. وإلا فمن أنذر فقد أعذر .. ونقول لهم سنواصل المشوار يا مملكة قرن المنشار.. وعلى الباغي تدور الدوائر.
*نائب وزير الإعلام