الثورة نت/
شيعت جماهير غفيرة في مدينتي رام الله والخليل، ظهر اليوم الجمعة، جثماني القياديين في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عمر البرغوثي، وعدنان أبو تبانة.
ففي موكب مهيب وحشد جماهيري ضخم ودع الفلسطينيون جثمان القيادي في حركة حماس الشيخ عمر البرغوثي “أبو عاصف” -ظهر اليوم الجمعة- في بلدة كوبر برام الله.
وانطلق آلاف المشيعين بمسيرة حاشدة من المشفى الاستشاري في مدينة رام الله، إلى بلدة كوبر مسقط رأس القائد الوطني الكبير أبو عاصف البرغوثي حسبما افاد المركز الفلسطيني للإعلام.
وبعد أن ألقيت عليه نظرة الوداع في منزله، نقل إلى مسجد كوبر الكبير حيث أدى آلاف المواطنين صلاة الجنازة على جثمانه بعد أن احتشدوا في الساحات والشوارع المحيطة بالمسجد.
وشارك في تشييع الجثمان قيادة حركة حماس في الضفة الغربية ونشطاؤها الذين انطلقوا منذ ساعات الصباح الباكر نحو مدينة رام الله وقرية كوبر.
وتزامن مع التشييع انطلاق مسيرة من الملثمين الذين رفعوا رايات حركة حماس وكتائب الشهيد عزالدين القسام.
وتلا أحد الملثمين المشاركين في مسيرة التشييع بيانا صادراً عن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، ونعوا فيه المجاهد القسامي الشيخ عمر البرغوثي.
وأشار البيان إلى أن البرغوثي هو أحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة، والمشرف المباشر على العديد من خلايا القسام في الضفة.
وزفّ بيان الكتائب القائد المؤسس عمر البرغوثي والذي ترجل عن صهوة جواده، ليرحل إلى ربه بعد مسيرةٍ ملؤها التضحية والصبر والعطاء لم تلن له فيها قناة.
وفي كلمته خلال مراسم التشييع وجّه القيادي في حماس مصطفى أبو عرة التحية لروح القائد عمر البرغوثي الذي صدق ما عاهد الله عليه.
وقال أبو عرة: إن البرغوثي ابن كوبر مخرجة الأبطال والأسرى والشهداء هو علم من أعلام فلسطين قلّ نظيره.
وأشار إلى أن أبو عاصف نموذج غير متكرر، ومقامه أعلى وأرفع من الكلمات لأنه من أهل الخير والعطاء.
بدوره قال الأسير المحرر والقيادي في حماس الشيخ محمود الشوبكي: إن هذه الجموع الغفيرة هي استفتاء على نهج الشيخ أبو عاصف البرغوثي في يوم التحاقه بربه، وهي ألسنة حق أن نهج هذا الشيخ كان نهجا مشرّفا.
وقال الشوبكي: “حق للسماء أن تبكي عليك لجهادك، وإن هذه الجموع تشهد على حسن غرزك”.
واحتسب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان القياديَّ أبو عاصف البرغوثي شهيدا عند الله، وجاءت آلاف مؤلفة من كل فلسطين لبلدة كوبر تشهد له بمقاومته وصبره وثباته في وجه الاحتلال.
وقال عدنان: إنه كان دوما ما يسمع من أبي عاصف دعاءه بأن يقضي وأهله شهداء، مقبلين غير مدبرين، ومثخنين في هذا العدو، وما كان إلا أن استجاب الله له في حياته بصالح الذي ارتقى شهيدا والأسير عاصم الذي داس رؤوس جنود الاحتلال.
وختم القيادي عدنان قائلا: من بكى على أبي عاصف، عليه أن يمضي في الطريق الذي مضى فيه، طريق المقاومة، وأن نرفع راية الجهاد والمقاومة.
كما شيّعت جماهير غفيرة، ظهر اليوم الجمعة، جثمان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الدكتور عدنان أبو تبانة “أبو أنس” في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وهتف المشيعون الذي حملوا الرايات الخضراء بهتافات حماسية، منها، “يا أبو أنس طل وشوف.. هي رجالك بالألوف”، “تحية للكتائب عز الدين”، “يا أبو أنس لا تعبس.. بدك عسكر بنلبس”.
واستذكر المشيعون في الخليل جبل فلسطين الشيخ أبو عاصف البرغوثي الذي وافته المنية -أمس- في رام الله، إثر إصابته بفيروس كورونا، فقالوا: “من الخليل تحية.. لكوبر الأبية”.
وتزاحم المشيعون على رفع الجثمان الطاهر متوجهين نحو مقبرة “الكرنتينا” وسط الخليل.
وفي توديع “أبو تبانة”، قال القيادي في حركة حماس عبد الكريم فراح: إنه لا يسعنا في هذا المقام ولا هذه الدقائق ذكر مناقب ومآثر الدكتور أبو أنس، الذي حمل هم فلسطين منذ ريعان شبابه وهو في الجامعة.
وذكر فراح أن الفقيد تنقل بين العلم والعمل في المؤسسات الخيرية، كما وكانت له سنوات طويلة في أروقة التحقيق والزنازين عند الاحتلال.
وأكد أن الدكتور عدنان كان رجل المرحلة خصوصًا في إطار ما تمر به القضية الفلسطينية من معطف خطير ومؤامرات كبيرة.
وكشف أن “أبو تبانة” كان يعمل بصمت، حيث عكف مؤخرًا على تشكيل القائمة الأولى من محافظة الخليل، لكنه رحل بصمت أيضًا.
وأضاف: “الدموع والبكاء لا تنفع، الذي ينفع هو السير على الطريق ذاته ومواصلة المسير”.
وختم حديثه: “الرجال اليوم يرحلون في زمنٍ نحن بأمسّ الحاجة لهم، فحبّ هذه الجماهير لهذا القائد لم يكن من فراغ، فهو عمل لأجلهم طوال سني حياته”.