الثورة نت/ أحمد كنفاني
أختتمت بمحافظة الحديدة اليوم أعمال المؤتمر العلمي الأول حول الأطماع الاستعمارية في السواحل الغربية اليمنية، الذي نظمته جامعة الحديدة تحت شعار “اليمن أسطورة الصمود والتحدي ومقبرة للغزاة والمحتلين” بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
ناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام عدداً من المحاور تضمنت الأهمية الإستراتيجية والتاريخية للسواحل الغربية اليمنية وأطماع وأساليب الغزاة والمحتلين فيها ودور أبناء اليمن في مقاومة الأطماع الاستعمارية على السواحل الغربية اليمنية وتأريخ مدينة الحديدة في الصمود والتحدي.
وفي الإختتام بحضور القائم بأعمال المحافظ محمد عياش قحيم أكد نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي شرف الدين أهمية غرس الثقافة القرآنية في نفوس النشئ والشباب وتحصينهم من الغزو الفكري والثقافات المغلوطة.
وأشار إلى أن العدوان على اليمن يهدف إلى إخضاع الشعب اليمني لهيمنة قوى الاستكبار والاستعمار ..لافتا إلى أهمية إيقاف الهيمنة الامريكية في إثارة المشاكل وإرهاب الشعوب من أجل تحقيق مكاسب سياسية.
وأوضح الدكتور شرف الدين أن قوى الاستعمار الصهيوني الامريكي تسعى جاهدة إلى تكريس الاختلاف بين الأمة الواحدة وتفريقها.. مستعرضا ما تمر به الأمة من ذل وضعف جراء تخليها عن دينها وقضاياها .
وتطرق إلى أهمية إيقاف العدوان والحصار وإيجاد شراكة وطنية تستوعب الجميع .. مبينا أن الشعب اليمني اليوم يحمل قضية نصرة المستضعفين ومواجهة الطواغيت.
وحث على استمرار الفعاليات الثقافية في الجامعات لتعزيز الوعي لدى الطلاب والطالبات بمخاطر الحرب الناعمة التي تهدد الأمة والمؤامرات التي تستهدف الشعوب العربية والإسلامية في دينها ومستقبلها.. مؤكدا أن غرس الثقافة القرآنية في نفوس النشء والشباب كفيل بخلق جيل قادر على مواجهة التحديات.
وأشاد نائب وزير التعليم العالي بالتوصيات التي خرج بها المؤتمر والجهود التي بذلتها جامعة الحديدة في انعقاده وما قدمته السلطة المحلية من تسهيلات الجهات الداعمة اثمر على نجاحه وعلى الوجه المطلوب.
فيما تطرق وكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري إلى الموقع الاستراتيجي لليمن الذي ظل محل أطماع القوى الدولية المتنافسة قديما وحديثا .. مشيرا إلى الدور البريطاني الجديد في اليمن وعودة مطامعها وأهدافها الاستعمارية القديمة.
وبين أن الحرب على اليمن التي تقودها امريكا والسعودية والإمارات مثلت فرصة لتنفيذ مرحلة جديدة من أهداف المستعمر القديم الجديد .. مشيرا إلى مشاركة بريطانيا وفرنسا وعدة دول غربية في التخطيط والمساهمة في التنفيذ لهذه الحرب لتحقيق أهدافها ومصالحها.
وأكد أن بريطانيا تسعى للعودة إلى اليمن وتحديدا إلى الجنوب بأدوات ووسائل جديدة من خلال دول إقليمية وجماعات محلية.
وقال “نحن اليوم أمام مسؤوليات وأمانة كبيرة على عاتقنا في العمل لصالح الوطن الذي يتعرض لأعتى عدوان طال الإنسان والحجر والشجر”.
ولفت البشري إلى أن المرحلة الراهنة تحتم على الجميع التحرك في إطار إعادة بناء الدولة وتفعيل مؤسساتها والاستفادة من القدرات والخبرات لتحقيق التنمية والنهوض في كافة المجالات.
وأكد أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على أطماع الاستعمار في السيطرة على السواحل الغربية، لما لها من أهمية إستراتيجية على مستوى العالم، ما يتوجب إعادة النظر تجاه التحديات المستقبلية الرامية احتلالها.
وأضاف ” يتطلب علينا أنظمة وأحزاب وقوى سياسية مناهضة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، الوقوف صفا واحدا في مواجهة هذه المشاريع التي تستهدف الأمة وأمنها واستقرارها وأن يكون لنا تحرك على الصعيدين السياسي والشعبي ليكشف زيف إدعاءات الأنظمة العربية الرجعية وفي المقدمة نظامي العدو السعودي والإماراتي”.
ونوه إلى أهمية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية ورفع مستوى الوعي المجتمعي وتعزيز عوامل الصمود والثبات ورفد الجبهات لمواجهة العدوان وإفشال مخططاته وكسر شوكته.
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالمناهج والأنشطة الجامعية في مختلف المجالات بما يكفل تحصين طلاب المدارس وتعزيز ارتباطهم الإيماني والتمسك بالقيم والمبادئ الإيمانية لتحقيق عزة ومجد الأمة .. وثمن وكيل أول المحافظة جهود جامعة الحديدة ودورها الأكاديمي والتنويري.
وخلال الجلسة الختامية بحضور وكيلا المحافظة عبدالجبار أحمد وعلي قشر ووكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صادق الشراجي استعرض رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد أحمد الأهدل أهداف المؤتمر العلمي حول الأطماع الاستعمارية في السواحل الغربية اليمنية.
ولفت الدكتور الأهدل إلى العديد من الحقائق والمعطيات التي تؤكد الأطماع الأمريكية والصهيونية في السيطرة على السواحل الغربية اليمنية كونها تمتلك خصائص جيوبوليتيكية مهمة.
وأكد مدى نجاح القوى الكامنة للموقع الجيوسياسي لليمن في إنجاز ترتيبات مثمرة للشعب اليمني يرتبط باستقلال القرار السياسي اليمن وإسقاط الوصاية الخارجية عليه وهو ما أنجزه اليمنيون في سبتمبر من 2014م وسارعت قوى العدوان لإسقاطه.
كما أكد الأهمية الإستراتيجية للساحل الغربي بالنسبة لصفقة القرن وضرورة العمل على تنفيذ مخرجات وتوصيات المؤتمر الذي شارك فيه عدد من الباحثين اليمنيين والدول العربية والاجنبية بما يسهم في تضافر الجهود لمواجهة مشاريع قوى الهيمنة والإستكبار العالمي ورفد الجبهات بالمال والرجال دفاعا عن الوطن وأمنه واستقراره، وتعزيز التنسيق مع القوى المناهضة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة بما يضمن دحر هذا المشروع.
حضر اختتام المؤتمر الذي تخلله تكريم المشاركين والجهات المساهمة على انعقاده ونجاحه واعلان وضع حجر الاساس لمشروع اعادة تأهيل متحف الحديدة السبت القادم مستشار وزير التعليم العالي الدكتور محمد ضيف الله ورئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور عادل المتوكل وعدد من رؤساء الجامعات الحكومية والأهلية المشاركة في المؤتمر وأكاديميون وعمداء الكليات.
هذا وقد كان المؤتمر قد خرج بعدد من التوصيات اكدت جميعها على تعزيز دور وسائل الاعلام في تعزيز التوعية المجتمعية بمخاطر واطماع الاستعمار وادواته واساليبه قديما وحديثا على السواحل والجزر اليمنية وتوثيق الصمود الاسطوري في مواجهة العدوان الامريكي السعودي وانشاء مركز بحثي يهتم بدراسة وتقديم الابحاث واعتماد مقرر جامعي يختص بتوضيح الحضارة اليمنية وهويتها الايمانية عبر العصور مع ابراز اهمية موقع اليمن وما يمتلكه من جزر والاستمرار في تطوير القدرات الدفاعية البحرية للحفاظ على امن وسلامة السواحل والجزر اليمنية ومراجعة البرامج والمقررات الدراسية التاريخية في مقررات التعليم الاساسي والثانوي والجامعي بصورة علمية وازالة ما فيها من اخطاء وتصحيح المصطلحات الواردة فيها وابراز الدور الحقيقي لليمن واليمنيين عبر العصور وتبني اعداد واصدار اطلس تفصيلي للجزر اليمنية ليشكل مرجعية للباحثين والمهتمين واحياء مشروع السكة الحديدية في اليمن الذي دمره المستعمر البريطالي في العام 1912م وتعزيز عوامل الصمود في السواحل الغربية ودعم القطاع السمكي والتوجه نحو الاكتفاء الذاتي.