بحلول يوم الجمعة القادم تكون الحرب العدوانية الأكثر غباءً وجنوناً ووحشية في تاريخنا المعاصر، قد أكملت ست سنوات بالتمام والكمال وبدأت أول أيام العام السابع من هذه المهزلة الدموية التي يأبى النظام السعودي وأعوانه في أنظمة الشر والاستكبار العالمي وضع حد لها.
– وكما هي عادة الحروب تتزين في عيون أصحابها في بادئ الأمر لتبدو أمامهم وكأنها صبية حسناء فاتنة في أبهى حللها وجاذبيتها، لكنها على راي الشاعر العربي القديم – سرعان ما تتحول إلى عجوز شمطاء دميمة مقبوحة للشم والتقبيل، وكذلك كانت قبل الـ26من مارس عام 2015م بالنسبة لولي العهد السعودي المتعطش للسلطة والمجد وسفك الدماء.
-حينها كان الشاب المتهور محمد بن سلمان قليل الخبرة وكثير الطموح والغباء وليا لولي العهد ابن عمه محمد بن نايف، قبل أن يطيح به وبكل القيم والمبادئ ويعصف بكل من يقف في طريق وصوله إلى العرش سواء كان من الجيران أو من أقاربه وأرحامه.. ولقد رأى في اليمن المنهك القوى الغارق في بحور أزماته – وفي صراعات أبنائه والمثخن بجراحات سنين طويلة من الفساد والسياسات الخاطئة – فرصة سانحة لاستعراض العضلات والمهارات القيادية الخارقة وتأسيس شعبية غير مسبوقة في بلاده التي تعاني من ترهل نظام سياسي قديم ومتهالك، وأراد من خلال سفك دماء اليمنيين الفقراء تقديم نفسه أمام شعبه الخامل كبطل استثنائي والظهور في بزة القائد المخلص ذي الأفكار الجديدة والرؤى التحديثية لمجتمع مترف أسلم أمره لأفكار وعقائد متطرفة هدفها الأوحد إلحاق أكبر الضرر بصورة الإسلام والمسلمين وتشويه روحه ومبادئه أمام الشعوب والديانات الأخرى.
-حقق الطاغية الصغير شعبية زائفة ونجاحات لحظية، وهو يتبجح بقدرته العسكرية في إنجاز أهداف “عاصفة الحزم” المعلنة في ظرف أيام أو أسابيع على أسوأ الاحتمالات، وتدمير اليمن وكل ما يمتلكه من أسلحة وعتاد حربي ومقومات حياته وكسر إرادة شعبه وحملهم بالقوة على الخضوع للسيد السعودي مجددا في وقت قياسي، ووأد أي تحرك للاستقلال والانعتاق من الهيمنة السعودية وهي في المهد وباقل التكاليف والتضحيات، مدعوما بتأييد ومباركة عالمية غير مسبوقة وهكذا زيّنت له نفسه وشياطين الإنس والجن سوء عمله وصوّروا له بأن لا غالب له وأن لا أحد يقوى على التصدي والمواجهة .. فما الذي حدث بعد ذلك ؟!
– اليوم وبعد أن قتل عشرات الآلاف من المدنيين في اليمن وارتكب جرائم حرب ومجازر إبادة جماعية بحق الأبرياء ودمّر مقومات الحياة الأساسية لشعب عربي مسلم دون أن يحقق إنجازا عسكريا واحدا، ها هو ابن سلمان يغرق وحيدا في المستنقع اليمني وإذا بالشيطان الأكبر يتنصل عن مسؤولياته كشريك رئيسي في الجريمة من خلال محاولة الظهور كوسيط حريص على السلام وحقن الدماء، ولربما عما قريب سنرى أمريكا في مقدمة المطالبين بمثول سلمان ونجله وأركان النظام السعودي أمام محاكم دولية عن جرائمهم الوحشية في اليمن التي باتت تعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ناهيك عن الضربات المسددة التي توجهها القوات المسلحة اليمنية الباسلة ليلا ونهارا إلى العمق السعودي في وقت لم يجد فيه نظام الأمير – الأكثر حماقة في أسرة سعود – سوى استجداء العالم لحمايته من بأس ونيران أبطال اليمن والتباكي على ما يسميه استهداف منشآت حيوية هي بمثابة عصب الاقتصاد العالمي.