مؤتمر صحفي لتدشين الحملة الإعلامية المفتوحة لرفع معاناة المرضى
٥٠٠٠ مريض بحاجة لزراعة الكبد في الخارج والعدوان يمنع سفرهم
د. الدرويش: الحملة تهدف لإيصال معاناة المرضى اليمنيين للعالم
أطباء: إغلاق مطار صنعاء فاقم معاناة مرضانا وندعو العالم لتفعيل إنسانيته
العدوان دمّر ٥٢٣ مستشفى ومركزاً صحياً ويمنع دخول الأدوية والأجهزة الطبية
الثورة / محمد العزيزي
عقد أمس في صنعاء اللقاء الإعلامي والصحفي الأول، لتدشين الحملة الإعلامية الدولية لرفع معاناة المرضى اليمنيين عبر النداء الإنساني، تحت شعار “ارفعوا معاناة مرضانا”، بحضور المعنيين في الصحة ووسائل الإعلام المحلية والإقليمية.
وفي المؤتمر الصحفي “الحملة” أكد الدكتور مطهر الدرويش رئيس اللجنة الطبية العليا، أن الهدف من الحملة إيصال صوت المرضى اليمنيين إلى كل الشرفاء والأحرار في العالم للالتفات إلى معاناة المرضى.. مؤكدا أنه يجب إسماع العالم بصوت المريض اليمني وأن تصل معاناتهم إلى أذهان المدافعين عن الإنسانية العالمية.
وأوضح رئيس اللجنة الطبية العليا أن اللجنة اتخذت قرارا بضرورة رفع صوت اليمنيين وأنينهم إلى المنظمات الإنسانية لرفع هذه المعاناة التي لم يسبق لها مثيل في العالم.
وأضاف: نحن نعمل باستمرار في الميدان وستظل الحملة الإعلامية مستمرة وسوف نقدم لوسائل الإعلام كل المعلومات المطلوبة عن المرضى اليمنيين لأن هدفنا رفع المعاناة..
وأشار إلى أن هناك ٥٠٠٠ مريض يحتاجون إلى زراعة كبد في الخارج و٧٠٠٠ مريض مصابون بأمراض خطيرة ومستعصية و٣٠٠٠ طفل مصابون بتشوهات خلقية في القلب، وجل هؤلاء المرضى اليمنيون ضمن المسجلين بالجسر الجوي الطبي الإنساني، الذي وعدت به منظمة الصحة العالمية ولم تنفذ سوى رحلة جوية يتيمة.
من جهته قال الأخ وليد أبو السعود – مدير الحملة الإعلامية للنداء الإنساني لرفع معاناة المرضى اليمنيين – أن اللقاء الإعلامي الأول للحملة مطلب أخلاقي وإنساني الهدف منه إسماع العالم بمعاناة الشعب اليمني وخاصة المرضى جراء الحصار الغاشم من قبل دول التحالف.
وأكد أبو السعود أن المعاناة الصحية الكبيرة لهؤلاء المرضى جراء منع السفر يعد من أكبر جرائم الحرب التي نبذتها كل القوانين الوضعية لتلك المنظمات التي تسمى مجازا بمنظمات حقوق الأنسان.. مؤكدا أن العالم ومنظماته المنافقة لا يدركون أو يعون كيف تصبح الحياة للمرضى في بلادنا جراء الحصار ومنعهم من السفر، وهذا الشعور المؤلم نحس به نحن في فريق الحملة الإنسانية ونستشعر به كواجب إنساني وأخلاقي، لذلك قمنا بإطلاق الحملة الإعلامية محليا ودوليا لفك الحصار عن مطار صنعاء والتعامل مع هذا الملف بإنسانية بحتة والعمل على إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية بأسرع وقت .
إلى ذلك قال خالد الشائف مدير عام مطار صنعاء، أن الحملات الإعلامية والاحتجاجية مهمة لفضح جرائم العدوان والحصار وهذا الأمر لا يتأتى إلا إذا تضافرت الجهود وإيصال صوت المرضى اليمنيين إلى العالم.
وأشار مدير مطار صنعاء إلى أن المطار كان يسافر منه ٥٠٠٠ مواطن يوميا لكل أنحاء العالم، معظم هؤلاء المسافرون مرضى يغادرون البلاد بغرض العلاج، وإغلاق المطار من قبل العدوان تحت أعذار واهية ليس لها أساس على الواقع .
وقال: لهذا السبب أغلق العدوان مطار صنعاء بهدف التضييق على اليمنيين ومحاصرتهم، والعدوان يعرف أن إغلاق المطار سوف يتسبب في وفاة المرضى وأن المتضررين هم أولئك المرضى المصابين بأمراض مستعصية وأن إغلاق المطار سبب كارثة إنسانية.
مؤكدا أن مطار صنعاء الدولي جاهز لاستقبال الرحلات الجوية وليس هناك أي عوائق تعيق تلك الرحلات الجوية، كما يدعي العدوان.
كما أكد الدكتور عبدالله ثوابة مدير عام مركز الأورام في صنعاء أن الصمت العالمي تجاه المرضى اليمنيين المصابين بالأمراض المستعصية أمر يتناقض مع مبادئ الإنسانية التي يدّعونها، وأن إغلاق المطار زاد من تفاقم الحالات المرضية وأثّر على المرضى اليمنيين بشكل مباشر وغير مباشر بسبب إغلاق المطار وأن هذا الإجراء يعد جريمة أخلاقية وإنسانية.
وكشف الدكتور ثوابة أن أسعار علاجات أمراض السرطان تضاعفت عشرات الأضعاف وإن وجدت فهي أقل جودة نتيجة عملية نقل هذه الأدوية من مكان إلى آخر.
وأضاف: الحصار تسبب في إغلاق كل مراكز الطب النووي في اليمن بما فيها مركز عدن، كما أن العدوان منع دخول جهاز العلاج بالإشعاع، حيث كان لدينا ثلاثة أجهزة أصبحت خارج الخدمة ونحن نعمل الآن بجهاز واحد بطاقة أقل من ٣٠٪ من القدرة الفعلية للجهاز.
بدورها تحدثت الدكتورة نجلاء السنبلي – رئيسة قسم الأطفال في مستشفى السبعين – قائلة: إن العدوان تسبب بظهور أمراض لم تعرف من قبل إلا عبر المقررات الطبية وليس لها وجود على الواقع، ولكن اليوم ظهرت هذه الأمراض بسبب الحرب ولذلك نحن نطالب بوقف الحرب والعدوان وإنقاذ حياة المرضى الذين يموتون يوميا بسبب الأمراض الخطيرة وهم يحتاجون إلى فحوصات وعمليات جراحية سريعة لا توجد في اليمن، وعليه نحن نطالب بفتح مطار صنعاء الدولي فورا لإسعاف هؤلاء المرضى.
وأوضحت الدكتورة السنبلي أن ٤٨٪ من الأطفال يعانون من سوء التغذية وهذا ما تكشفه الدراسات العالمية، بالإضافة إلى أن المستشفيات في بلادنا لم تعد تستطيع استقبال تلك الأعداد الهائلة من المرضى وبعض المرضى لا ندري ماذا نعمل لهم خاصة وأن الأدوية التي تعالج تلك الحالات المرضية غير موجودة، ولذا نطالب العالم أن ينظروا إلى المرضى والأطفال اليمنيين بعين الرحمة والإنسانية.. لافتة إلى أن هذه الحملة جاءت متأخرة وأن الصمت أوصل حالات سوء التغذية إلى الوفاة من الجوع، لأن الطعام هو أهم شيء من أجل البقاء على قيد الحياة.
وأشار الدكتور مجاهد العصامي – رئيس قسم الكلى في مستشفى الثورة بصنعاء – إلى أن هناك ١٤ ألف مريض مصابون بأمراض الفشل الكلوي وكل شخص يحتاج إلى جلستين كل أسبوع.. وأضاف: أمراض الكلى يتزايدون بشكل غير طبيعي وهذه الزيادة تؤدي إلى زيادة في الجلسات، بالإضافة إلى نقص الأدوية ومواد الغسيل وتخفيض جلسات الغسيل في سبيل توفير خدمة الغسيل لكل المرضى.
وقال رئيس قسم الكلى في مستشفى الثورة، أضم صوتي إلى صوت المطالبين بفتح مطار صنعاء فورا لان غالبية المرضى يضطرون إلى البقاء في صنعاء لتلقي العلاج لأن العدوان حرمهم من السفر للعلاج.
الشيخ عبدالله أبو الرجال رئيس منظمات المجتمع المدني أكد هو الآخر أن الشعب اليمني يدخل بعد أيام السنة السابعة و هو تحت الحصار والعدوان، وأن براءة الأطفال المرضى المصابين بأمراض خطيرة و يعانون من التشوهات لم تلق أي رحمة من العالم المتشدق بالإنسانية .
ودعا الشيخ أبو الرجال إلى سرعة فتح مطار صنعاء كون السفر للعلاج في الخارج حقا من حقوق الشعب اليمني.. ولفت إلى أن منظمات المجتمع المدني سلمت فريق الاتحاد الأوروبي عددا من التقارير التي تؤكد حجم المعاناة التي بلغت ذروتها.. مشيرا إلى أن الشعب اليمني لم يعد يعول على عالم مرتش وغير مبال بالإنسان والدليل إخراج السعودية من قائمة العار..
وصدر عن الحملة الإعلامية المفتوحة بيان أكد فيه المشاركون في الحملة عن إعلان التضامن الكامل مع المرضى الذين استعصى علاجهم داخل اليمن، وطالبوا العالم بالوقوف الجاد مع اليمنيين وخصوصا المرضى منهم عن طريق فتح مطار صنعاء الدولي وتفعيل مشروع الجسر الطبي الإنساني.. ونطالب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بالالتزام بالقوانين الدولية والاتفاقيات المبرمة بهذا الصدد وتطبيق المعايير العالمية في تقييم وتدبير الصحة لمرضانا في ظل العدوان والحصار الظالم على شعب بأكمله.
وناشد المشاركون في الحملة، المنظمات الحقوقية والإنسانية محليا ودوليا للالتفات إلى المرضى اليمنيين والعمل على رفع معاناتهم وإزالة شبح الموت، كما ناشدوا المؤسسات الإعلامية المختلفة محليا وعالميا القيام بدورها الإنساني وإيصال صرخة المرضى اليمنيين ومعاناتهم إلى جميع أحرار العالم شعوبا وأنظمة إذا كان ما يزال يوجد أحرار في هذا العالم .
وكان المؤتمر الصحفي قد تخلله عرض فلاشات وربورتاجات توضح حجم المعاناة التي يعاني منها المرضى اليمنيون المصابون بالأمراض المستعصية واحتياجاتهم للسفر إلى الخارج.