اليمن تريد سلاماً كاملاً وشاملاً وليس جزئياً وفشل الأمم المتحدة ناجم عن عدم واقعيتها
نائب وزير الخارجية: لم نتسلم رؤية حقيقية للسلام حتى اللحظة.. وما تتعرض له اليمن هو عدوان خارجي وليس حرباً أهلية
الثورة/ صنعاء
أكد نائب وزير الخارجية حسين العزي أن ما يتعرض له اليمن عدوان خارجي بمساندة مرتزقة في الداخل وليس حرباً أهلية منتقداً ازدواجية المعايير التي تنتهجها الأمم المتحدة حيال أطراف النزاع في البلاد ، وقال العزي في مؤتمر صحفي في صنعاء يوم أمس: “مطالبة الأمم المتحدة لصنعاء فقط بوقف إطلاق النار غير واقعية كون الحرب بين طرفين ويجب أن تكون الدعوة للطرفين”.
وأضاف أن “كل أشكال الحرب والحصار مورست على الشعب اليمني بما فيها المحرم والمجرم دوليا وسكتت الأمم المتحدة أمام ذلك كله وهي تقفز على الواقع في اليمن فالحرب فيه عدوان خارجي سانده مرتزقة في الداخل وليست حرباً أهلية” ، وأعرب العزي عن أسفه لـ”تبني” الأمم المتحدة رواية المرتزقة في مأرب فيما يخص النازحين وخلط القضايا الإنسانية بالسياسية وجعل القضايا الإنسانية بيد الخصم أداة للابتزاز السياسي.
كما أكد نائب وزير الخارجية حسين العزي، ترحيب حكومة الإنقاذ والمكونات الوطنية، بالأصوات المنادية للسلام وتقدير المواقف والتوجهات الساعية للسلام في اليمن.
وقال نائب وزير الخارجية في مؤتمر صحفي- نظمته الوزارة أمس في صنعاء، حول أسلوب التعاطي الدولي والأممي مع السلام في اليمن- “إن الصوت الدولي المرفوع عن السلام وإن كان يدل على نوايا طيبة لا يُشكك فيها، إلا أن هذه النوايا للأسف لا نجدها ملموسة على الواقع إلى حد الآن ولم تتبلور بعد إلى خطوات عملية ولم نجدها في أسلوب التعاطي الأممي والدولي مع موضوع السلام في اليمن”.
وجدد التأكيد على أن الشعب اليمني لا يريد سلاماً جزئياً بل سلاماً كاملاً وشاملاً يعم كل اليمن .. وأضاف “كان يفترض أن نلمس هذا التوجه الأممي والدولي، في التعاطي مع المواضيع ذات الصلة بالسلام في اليمن”.
وعبّر نائب وزير الخارجية عن الأسف من الأسلوب التقليدي والمعتاد للأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي أنتج كافة التجارب التفاوضية الفاشلة خلال الفترة الماضية .. وقال “ما يزال هذا الأسلوب معتمداً لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وهو ما يتضح من خلال عناوين كثيرة وخاصة ما يتعلق بمحافظة مارب”.
وتطرق إلى المستجدات الحالية في مارب باعتبارها الحاضر الأكبر في خطاب المجتمع الدولي والأمم المتحدة .. مشيراً إلى أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتحدثون عن جبهة مارب وكأنها وليدة اللحظة والجبهة الوحيدة في اليمن.
وتابع قائلاً “جبهة مارب قديمة تعود إلى بداية العدوان على اليمن وشكلت تهديداً لأمن المواطن اليمني، سواء على مستوى مارب نفسها أو اليمن بصورة عامة، كما أنها بفعل معسكرات القاعدة وداعش التي تكتظ بها، تشكل مصدر خطر وقلق لليمنيين”.
ولفت العزي إلى أن مارب كانت مصدراً لهجمات عسكرية وصلت إلى مشارف العاصمة صنعاء والبيضاء وهددت نهم والجوف .. مؤكداً أن التركيز الأممي والدولي على جبهة مارب وتوجيه الخطاب لطرف واحد، ينم عن أسلوب انتقائي غير مقنع ولا يسعى لتحقيق السلام الشامل الذي ينشده كافة أبناء الشعب اليمني.
وأوضح أن الخلل يكمن في التعاطي الأممي والدولي الذي يتسم بعدم التوازن والواقعية في موضوع السلام في اليمن .. مبيناً أن الأسلوب الأممي والدولي ما يزال هو المعيق للسلام.
وقال ” لا نشكك في نوايا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في إعلان السلام ولكن يجب أن تنعكس تلك الرغبة والنوايا في أسلوب صحيح”.
كما أكد نائب وزير الخارجية، أن حق الدفاع والرد الطبيعي والمشروع لا يمكن التوقف عنه .. مشيراً إلى أن العدوان الذي فُرض على اليمن انتهك كل القيم والقوانين والأخلاق ومن حق الشعب اليمني الدفاع والرد بكل الوسائل المتاحة.
وأفاد بأن القوانين والقرارات والمعاهدات الدولية وميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات بين اليمن والسعودية وغيرها تمنع دول الإقليم من التدخل في شؤون اليمن ورغم ذلك تتعامل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في هذا الجانب وكأن التدخل مشروعاً.
وأضاف “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي فشلا في إيجاد حل لهذه الحرب لأنهم يتعاملون معها كما لو كانت حرباً أهلية رغم أنها حرب بين دولتين اليمن والسعودية وحلفائها، وقرار الحرب صدر وأُقر وأعلن من جهة وأرض غير يمنية”.
ودعا نائب وزير الخارجية، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحييد الأجنبي إذا أرادوا حلاً وحواراً يمنياً – يمنياً حتى يكون هناك مصداقية .. وقال “المرتزقة هم طرف وهمي تريد الأمم المتحدة فرضه وليس بيدهم قرار الحرب أو السلم، إحلال السلام يكون بين الأطراف الحقيقية والفاعلة في الحرب”.
وأضاف “لم نتسلم رؤية حقيقية للسلام حتى اللحظة “.
وتطرق العزي إلى أن موضوع السفن وميناء الحديدة حسم في اتفاق السويد .. مشيراً إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن يأتي ليعرب عن قلقه ويرحّله إلى مفاوضات مقبلة.
وقال “نعيب على المبعوث الأممي خلط القضايا الإنسانية بالسياسية وجعل القضايا الإنسانية بيد الخصم أداة للابتزاز السياسي ” .. مطالباً بالإفراج عن سفن المشتقات النفطية وفتح مطار صنعاء للجوانب الإنسانية.
وعبّر نائب وزير الخارجية عن الأسف للحادث العرضي بحق المهاجرين في مركز الإيواء بصنعاء الذي نتج عنه وفاة 44 شخصاً وإصابة 193 آخرين، غادر أغلبيتهم المستشفيات وهناك تحقيق فتح في أسباب الحادثة.
وأشار إلى أن الجهات المعنية قامت بواجبها تجاه هذه الحادثة بحسب الإمكانيات المتاحة .. لافتاً إلى أن هناك مبالغة في الأرقام وتجيير الحادثة سياسياً.