اليمن ظلمت مرتين مرة بهذا العدوان الغاشم والحصار الخانق، ومرة بهذا الصمت المطبق المتواطئ مع هذا العدوان الوحشي الآثم الذي اشترى كل الذمم بمال السعودية المدنس خاصة المنظمات الدولية الأممية التي صمّت آذانها وغضّت طرفها عن مظلومية اليمن التي فاقت كل حد في تاريخ البشرية، ولكن برغم مرارة الحزن والألم إلا أننا واثقون بأن بعد العسر يسراً، وأن المنح تولد من رحم المحنّ ولهذا صمدنا وصبرنا بثبات لأكثر من ست سنوات، ولكننا اليوم عندما شاهدنا معرض الشهيد القائد الذي كشف وأزاح الستار عن فخر الصناعات اليمنية، شعرنا بالفخر والارتياح وتفريج كل الكرب، هذا المعرض الذي عُرض تزامناً مع الذكرى السنوية لاستشهاد شهيد القرآن، وكأنه أسراء ومعراج لأهل اليمن مواساة وتخفيفاً لحزنهم بفقد شهيد القرآن حسين بدرالدين الحوثي- رضوان الله عليه-، هذا المعرض وما عُرضت فيه من مشاهد عظيمة لمعجزات باهرة في التصنيع المحلي لمختلف الأسلحة العادية والاستراتيجية والصغيرة والكبيرة البرية والبحرية والجوية التي هي آية من آيات الله بأن نمتلك هذه الترسانة من الأسلحة صناعة يمنية خالصة، هذا المعرض رغم أنه عرض في زخم حزننا بذكرى فقدنا للشهيد القائد إلا أنه كان مواساة وتخفيفاً لآلام وأحزان شعب اليمن وإعلاء لشانهم بين الأمم وإكراماً لهم بعد كل الذي عانوه من صهاينة العرب ناهيكم عن عدوتهم إسرائيل وأمريكا، فكان هذا المعرض فرحاً وفرجاً على شعب اليمن، وتعريفاً للعالم بمنزلته ومكانته ومن هو شعب اليمن ذو البأس الشديد، هذا المعرض أزيح ستاره في يوم السابع والعشرين من رجب، يوم الأسراء والمعراج وكأنه رسالة من السماء لشعب اليمن ورحلة ملكوتية لقدرة الله، كما كان الإسراء والمعراج لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم تخفيفا لأحزانه بسبب ما لاقاه من قومه من إيذاء، وإعلاء لشأنه، هذا اليوم سيكتب بماء من ذهب، ولن تنساه الأجيال فهو يوم تاريخي مفصلي لتاريخ ومستقبل اليمن أثلج صدرونا وأزال الألم عن بلد منهك لست سنوات، وقدم رسائل للعالم أوضح فيها أنه برغم ما تعرضنا له من عدوان وحصار وقتل وجوع وحرمان ومؤامرات ومخططات إجرامية أصبحنا رقماً صعباً لا يمكن كسره، فلم تعد بلادنا مكشوفة الظهر للعدو، فقد أمسكنا بزمام القوة التي استقيناها من مشروع الشهيد القائد الذي رسم لنا طريق العزة والقوة والنصر، مجسِّدا لقوله تعالى ً”وأعدوا لهم”، بفضل الله ومنته نحن نمتلك اليوم مثلث القوة الشاملة المتمثلة في شجاعة وحكمة قائدنا السيد عبدالملك الحوثي- يحفظه الله، وبسالة وإرادة الجندي اليمني، وكفاءة التصنيع ولوجستية الضرب التي صنعت منا قوة عصيَّة على الكسر والهزيمة.
أرادوا تحطيم اليمن فتحطمت كل آمالهم وانكسرت وفشلت كل مخططاتهم وسقطت كل أهدافهم، وتحررت اليمن من قيودهم فأصبحنا نواجهم ندا لند، بل نحن أقوى لأن الله معنا ناصرنا ومؤيدنا.
معرض الشهيد القائد سنفرض اليوم به قرارنا وسنعيد انتاج الحياة السياسية والعسكرية لبلادنا، فمن يتحكَّم بصناعة السلاح وتوجيه السلاح يكون هو القوي المسيطر، ولهذا حاولت تلك الدول كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول المصنِّعة للأسلحة من احتكار التصنيع العسكري لأكثر من سبعين عاما ليكونوا هم المسيطرين على العالم ولكننا اليوم كسرنا تلك القاعدة ودخلت اليمن نادي التصنيع والاكتفاء الذاتي في تصنيع الأسلحة البرية والبحرية والجوية، بينما عدة دول تدَّعي بأنها دول عظمى كالسعودية لا تستطيع صناعة حتى بندقية.
نحن منتصرون بكل معادلات العالم، فمن يمتلك ويتحكَّم بالتصنيع العسكري سيتحكَّم بمسارات الحروب وهذا ما فاجأت به اليمن أعداءها كما فاجأتهم بشجاعة وإقدام مقاتليها الذين مزجوا بين أسلوب التكتيك العسكري التقليدي وحرب العصابات وهو أسلوب فريد تفرَّد به المقاتل اليمني حافي القدمين الذي أرعب العالم ببسالته وشجاعته وعنفوانه المنقطع النظير، هذا الأسلوب هو مدرسة حربية ومعجزة قتالية تسعى دول العالم لتدريسها لمقاتليها لما أثبته الواقع من انتصارات عجيبة كشفت حجم الفشل الذي وصلت إليه دول العدوان، والتي باتت اليوم تعيش أزمة ومأزق تحاول الخروج منه، السعودية باتت تتخبط خاصة حينما شاهدت خزانات الوقود في رأس التنورة تشتعل ومطاراتها تتعطل وتغلق، لقد استطعنا اليوم أن ننتج الألم الذي كسر العدو وهزمه في عقد داره.
لن يهزم شعبٌ معتمد على الله في الميدان ، شعب ملائكة الرحمن له مدد ،شعب قائده أبو جبريل.