مع عملية توازن الردع الأولى سقط التباهي بالتفوّق النوعي والكمّي الذي تتمتع به قوى العدوان مقابل اليمن، ومع تنفيذ اليمن عملية الردع السادسة وبزخم كبير من سلاح الجو والقوة الصاروخية، فلا تضع أعداء اليمن أمام نذر تحولات جديدة في مسارات المواجهة فقط، بل هي رسالة نارية أن اليمن يمتلك قدرة ردع استراتيجي ، أربع عشرة طائرة مسيرة وثمانية صواريخ بالستية تعني امتلاك القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية شروط الفعالية الردعية
وبالنسبة للعدو تعني مُسَلّمة عدم قدرته على النيل من هذه القدرات المتنامية، ومعضلة السعودي والأمريكي هنا أن اليمن راكم قدرات صاروخية وسلاح جو مسير على مستوى نوعي وكمي وبقدرات تدميرية ودقة إصابة وقدرة بفضل الله على انتقاء الأهداف واستهدافها .
من المفارقات أن هذه العملية تأتي على أعتاب العام السابع من العدوان والحصار، أي بعد ست سنوات من سياسة التدمير الشامل، وهذا يعني أنه لم يعد بوسع النظام السعودي استيعاب وتحمل توالي عمليات توازن الردع اليمانية بوصفها ضربات محدودة ذات أثر محدود ، وبالتالي يمكن تصفيته في سياق استهداف شامل لليمن .. ذلك حصل منذ ست سنوات ..
ورد قوى العدوان باستهداف عاصمة الصمود اليمني يؤكد ما نذهب إليه ، استهداف المستهدف وقصف المقصوف ليس إلا ضرباً من ضروب التنفيس عن الوجع والإذلال الذي تتعرض له مملكة قرن الشيطان ، وهذا يعني أن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير قد أنجزا بعون الله حيازة قدرة ردع استراتيجية في ظل فائض قوة على مختلف الجبهات تحرز هي الأخرى إنجازات ميدانية ، ومحصلة ذلك أن اليمن يراكم إنجازات مختلفة أو معادلة ردع متلاحمة ضمن خيار واحد هو الانتصار على العدو وسحقه وليس فقط ضرب خططه القائمة على حسم المعركة لصالحه ..
مكابرة تحالف العدوان المترنح تتابع إسقاطه أرضاً وآخر الحصاد، ضرب شركة أرامكو برأس التنورة وأهداف عسكرية أخرى بالدمام وعسير وجيزان، وهذه الأهداف ذات أبعاد اقتصادية وجيواستراتيجية، وتؤكد أن آثار الحصار المفروض على اليمن ستصيب الجسد الاقتصادي للمعتدين ولا شيء سيقيه الشلل والعلل والأمراض والتداعي ولسنا بحاجة للحديث عن تأكيد عملية توازن الردع السادسة ، الانكشاف المدوي لحلف الأعداء وثغرات أسلحتهم (أنظمة الباتريوت) وعجزها فذلك بات مسلمة لدى جميع الخبراء العسكريين على اختلافهم . على أن السؤال الذي يطرح نفسه ويبحث عن إجابة سريعة من قبل النظام السعودي حصريا هو ماذا بعد عملية توازن الردع السادسة ؟ قد يتبرع متابع محايد وخبير بتنويه منبس إلى أن النزول من الشجرة مغاير تماماً لصعودها .
Next Post