الأهلي والوحدة تنافس شريف وقانون غائب

حسن الوريث

 

 

قبل أيام نظم النادي الأهلي بصنعاء فعالية لتكريم رواد الرياضة ونجومه القدامى في بادرة جيدة من رئيس النادي حسن الكبوس وبعدها بأيام كان رئيس نادي وحدة صنعاء أمين جمعان يقوم بزيارات لعدد من نجوم النادي القدامى وبعض الشخصيات التي خدمت العمل الرياضي في مبادرة متميزة وبين مبادرة الكبوس في الأهلي وجمعان في الوحدة عاد التنافس بين الناديين الكبيرين ولكن هذه المرة ليس في ميدان العمل الرياضي بل في ميدان العمل الإنساني والذي فعلاً نحن بحاجة إليه ليس في الرياضة ولكن في مختلف مجالات العمل والحياة.
عموماً، فإن هذه المبادرات الجيدة التي اعتبرها أنا أنها مبادرات شخصية وليست منظمة لذلك حتى وإن استمرت قليلاً فإنها ستنتهي وتتلاشى وتلك المبالغ التي حصل عليها النجوم القدامى ستذهب في لمحة بصر وسيعود البؤس وتعود رحلة المعاناة بحثاً عن لقمة العيش ومواجهة أعباء الحياة وسيعود أولئك النجوم إلى الوضع السابق “كما كنت” كما يقال في اللغة الكشفية والعسكرية وبالتالي فإن الوضع الطبيعي هو أن يكون هناك قانون لرعاية الرياضيين القدامى وصندوق خاص بهم ولكن ليس كصندوق رعاية النشء والشباب والذي تحول من أول يوم لإنشائه إلى صندوق لتطوير جيوب البعض وفلل وعمارات وغيرها بينما الرياضي المستحق الذي وجد الصندوق من أجله مغيب تماماً.
تحدثنا كثيرا ومازلنا وربما سنظل نتحدث عن ضرورة وجود آلية مستمرة لرعاية الرياضيين القدامى بعد اعتزالهم ولتكون هذه الآلية ملاذاً آمناً لهم تحميهم من غدر الزمان وعثراته وعلى اعتبار أن الرياضي في اليمن مظلوم من البداية حتى النهاية ولا يجد من يرعاه حتى حينما يكون في أوج تألقه فنحن نرى الكثير من الرياضيين اليمنيين المبدعين يعانون ويقاسون الأمرين وبعضهم يضطر للبحث عن أي عمل يقتات منه كما حصل للكثيرين من رياضيينا والذين تمتلئ بقصصهم الصحف والقنوات التلفزيونية ونحن نشاهد الرياضيين في الكثير من بلدان العالم حينما يعتزلون فإنهم يتجهون إما إلى مجال الرياضة كمدربين أو إداريين أو فنيين أو أنه يكون البعض منهم قد أسس لنفسه مشروعاً تجارياً، لكن هنا يجد الرياضي نفسه عقب اعتزاله غالباً في الشارع دون أي عمل وهذا حال الكثير من الرياضيين اليمنيين الذين نجدهم في خانة التهميش والحرمان أو نراهم غالباً في أروقة الوزارة والاتحادات والأندية يتابعون مسئوليها لعل وعسى يجدون التفاتة بمساعدة مالية قد يجدونها وغالباً لا يجدونها حتى تلك الجمعيات التي أنشئت تحت مسمى روابط الرياضيين القدامى غابت وانتهت ولا نسمع عنها سوى من المشاكل والتنازع فيما بينها.
بالعودة إلى التنافس بين الأهلي والوحدة في هذا الجانب فإننا نقول أنه تنافس شريف ومطلوب ولكن نتمنى من هذين الناديين الكبيرين أن تخصص جزءا من دخلهما في صناديق خاصة لرعاية رياضييها القدامى وفق آليات محددة يتم وضعها من قبل خبراء ماليين وإداريين ورياضيين وستكون فكرة تقتدي بها بقية الأندية كما أنها أيضاً مطروحة على وزارة الشباب والرياضة والاتحادات بإصدار قانون يسمى قانون رعاية الرياضيين القدامى وصندوق تشترك في دعمه الوزارة والقطاع الخاص والأندية والاتحادات ووضع كافة الضوابط التي تنظم عمله لخدمة هذه الفئة من الرياضيين.
أريد أن أقول شكراً للأهلي والوحدة على هذه المبادرات ولكن لن أقولها سوى عندما نرى الوضع يتحول إلى آلية مستمرة لرعاية الرياضيين القدامى فيهما وكل من خدم الناديين، وسأعتبر هذه دعوة للناديين لدراسة المقترح بدلاً من المبادرات الشخصية التي كما قلت تنتهي بمجرد انتهاء التكريم وخالص التقدير لكل من يتبنى المبادرات الإنسانية للرياضيين القدامى الذين لا يجب أن ننساهم وننسى ما قدموه وأن لا يبقى الرياضي رهين محبسين هما غياب القانون وهروب الوزارة والاتحادات والأندية من مسئولياتها.

قد يعجبك ايضا