فريق تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة يتفقد أوضاع واحتياجات ميناء الحديدة

مناقشة الوضع الإنساني في الحديدة وتداعيات احتجاز سفن الوقود على القطاعات الخدمية

 

 

الثورة  / أحمد كنفاني

التقى القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم صباح أمس الأحد الفريق الإنساني للأمم المتحدة الذي يزور المحافظة حاليا برئاسة المنسق المقيم للأنشطة التنفيذية ومنسق الشؤون الإنسانية الجديد للأمم المتحدة لدى اليمن وليام ديفيد جريسلي.
كرس اللقاء لمناقشة الأوضاع الإنسانية بالمحافظة عموما، ومدى مساهمة المنظمات العاملة بهذا الخصوص على مستوى كافة المديريات في مجال مشاريع الاستجابة الطارئة ومسارات العمل الإنساني الهادفة للتخفيف من المعاناة الإنسانية جراء الحصار والعدوان والتصعيد.
وتطرق اللقاء الذي حضره مدير عام فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي جابر حسين الرازحي وعضو لجنة التنسيق وإعادة الانتشار العميد محمد علي القادري ومدير عام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية سجاد محمد ساجد ومدير مكتب المنسق الإنساني ماتيو ليزلي ومدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالحديدة حازم الجندي إلى الآثار الاقتصادية والإنسانية الخطيرة الناجمة عن استمرار الحصار لسفن المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة وأضحى يهدد بتوقف الخدمات الأساسية وفي مقدمتها قطاعات المياه والصحة والكهرباء والنظافة.
كما تناول اللقاء جوانب التنسيق والتكامل بين تلك المنظمات والسلطة المحلية بالمحافظة وكيفية تعزيز المزيد من الشراكة في سبيل مواجهة التحديات الإنسانية الشائكة وتأمين الاحتياجات الملحة للمتضررين من الأحداث المتفاقمة.
وفي اللقاء رحب القائم بأعمال المحافظ بالممثل المقيم الجديد للأمم المتحدة في اليمن.. مؤكدا أنه سيلقى كافة التسهيلات من السلطة المحلية للمضي قدما في تنفيذ مهام العمل الإنساني والتزامات منظمات ووكالات وبرامج الأمم المتحدة بالعمل على التخفيف من تداعيات المأساة الإنسانية الناجمة عن الحصار والعدوان والعمل وفق خطة الاحتياج للعام الجاري بما يعود بالفائدة على الحديدة وأهلها.
وشدد قحيم على ضرورة تعزيز الأدوار الإيجابية للمنظمات الأممية والدولية العاملة في اليمن وإعلان موقف صريح من احتجاز سفن المشتقات النفطية.. لافتا إلى ضرورة مواكبة العمل الإنساني لجهود الضغط من أجل رفع الحصار ووقف العدوان عن الشعب اليمني ليتمكن من النهوض دون الحاجة لجمع التمويلات الإنسانية التي لا تفي باحتياجاته الملحة.
وثمن مستوى الجهود الإنسانية لمنظمات الأمم المتحدة العاملة بالمحافظة.. داعيا إياها إلى تخطي العقبات التي تواجهها نتيجة تدني الدعم المقدم من قبل المانحين، وخلق شراكة فاعلة مع المؤسسات المحلية لضمان نجاح برامجها الإغاثة.. مشيرا إلى أن السلطة المحلية بالمحافظة تتابع أنشطة المنظمات بكل اهتمام وتحث المكاتب الحكومية المعنية على مساندتها وتذليل الصعوبات أمامها لإنجاح برامجها على أكمل وجه.
فيما استعرض رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد أحمد الأهدل ومدراء المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي عبدالرحمن إسحاق والصحة العامة والسكان الدكتور خالد المداني وصندوق النظافة الدكتور ماجد الإدريسي والشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور عبدالرحمن الصائغ وهيئة مشاريع مياه الريف المهندس خالد الضحوي ونائب مدير مؤسسة الكهرباء المهندس عبدالرحمن حجر أهم الاحتياجات التي يتطلب توفيرها لكل جهة من الأدوية والمستلزمات الطبية والمعدات والنفقات التشغيلية وتوفير المازوت لضمان استمرارية تشغيل الكهرباء وتزويد المواطنين بالطاقة والمياه.
وأوضحوا أن اليمن يعاني الكثير من الصعوبات في ظل تعمد دول تحالف العدوان تجويع الشعب اليمني وانتهاج سياسة العقاب الجماعي بمنع دخول سفن المشتقات النفطية والمواد الغذائية والتجارية إلى ميناء الحديدة بهدف مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية.
وأكدوا على ضرورة أن ترتقي تدخلات المنظمات الدولية إلى مستوى احتياجات المواطن في الحديدة وتلامس مشكلاته الحقيقية.. ولفتوا إلى أن الحديدة بحاجة ماسة لتدخلات كبيرة وفي مجالات يتم تحديدها وفق الأولوية والاحتياج.
وأشاروا إلى الجهود المبذولة في سبيل استمرار الخدمات وعدم توقفها بسبب انعدام الوقود.. ونوهوا إلى أن الخدمات التي تقدمها المكاتب الخدمية بالمحافظة مهددة بالتوقف نهائيا خلال اليومين القادمين في حال ما استمرت دول تحالف العدوان في تعنتها وعدم إدخال سفن الوقود.
من جانبه عبر المنسق الإنساني جريسلي عن تعاطفه الشديد مع المعاناة الإنسانية في اليمن عامة والحديدة خاصة.
وأكد أن منظمات الأمم المتحدة العاملة في الحديدة تعمل في إطار خطة مرسومة تتضمن العديد من المشاريع الخدمية الطارئة وتأهيل المؤسسات المحلية لتقوم بدورها وأهدافها الإنسانية والمخاطبة بشأن سفن الوقود والتي تعاني اليمن من آثارها عموما.
وأشاد بتعاون وجهود قيادة السلطة المحلية والمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومسؤولي المكاتب الخدمية في التنسيق وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية العاملة في المحافظة.. مشيرا إلى أن كافة مكاتب ومنظمات ووكالات العمل الإنساني وبرامج الأمم المتحدة، تولي الاهتمام بكل ما يخفف من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.
حضر اللقاء منسق العلاقات بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الدكتور نجيب المنصور ومنسقي الشؤون الإنسانية خالد الجماعي وأيمن نعمان.
إلى ذلك تفقد الفريق الإنساني للأمم المتحدة الذي يزور محافظة الحديدة حاليا برئاسة المنسق المقيم للأنشطة التنفيذية ومنسق الشؤون الإنسانية الجديد للأمم المتحدة لدى اليمن وليام ديفيد جريسلي أمس الأحد بمعية وكيل المحافظة علي أحمد قشر ونائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ البحر الأحمر المهندس يحيى عباس شرف الدين ومدير عام فرع المجلس الأعلى لإدارة وتتسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي جابر حسين الرازحي وعضو لجنة التنسيق وإعادة الانتشار العميد محمد علي القادري، ميناء الحديدة.
واطلع نائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر شرف الدين منسق الشؤون الإنسانية والوفد المرافق له خلال الزيارة التي شملت مركزي المعلومات والتدريب والتأهيل وأرصفة الحاويات على أهم احتياجات الميناء من الآليات والمعدات المختلفة وعن المشاكل والصعوبات التي تواجه العمل في الميناء ومن أبرزها افتقاره لكرينات مناولة الحاويات وما تمارسه قوى العدوان من حصار وقرصنة للسفن النفطية والغذائية والتجارية ومنع دخولها إلى الميناء وما يصل إلى الميناء من مواد غذائية فاسدة ومنتهية تقدر بعشرات الأطنان يتم استيرادها عبر منظمات الأمم المتحدة.
وخلال الاجتماع الموسع الذي عقد بمبنى المركز الرئيسي لمؤسسة موانئ البحر الأحمر بالميناء رحب الرئيس التنفيذي للمؤسسة القبطان محمد أبوبكر بن اسحاق عن بزيارة منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن والوفد المرافق معه للميناء والاطلاع على اوضاعه وسير العمل فيه والدور المناط به كميناء مدني يخدم أبناء اليمن قاطبة ويمثل المنفذ الوحيد الذي يعتمدون عليه في المرحله الراهنة في استقبال المعونات والتزود بالغذاء والدواء والوقود .. مؤكدا على تراجع نشاطه الخدمي والإنساني بشكل كبير لا يمكن وصفه خلال الأعوام الماضية وبالتحديد بعد استهدافه من قبل دول التحالف وتدمير ما بحوزته من كرينات وآليات ومنع دخول سفن الحاويات.
وأوضح أن نشاط مناولة الحاويات بالميناء خلال العام 2014م بلغ مليوني طن فيما في العام 2020م بلغ 191 ألف طن وبفارق 92 بالمائة ، فيما بلغت كمية المشتقات النفطية التي استقبلها الميناء خلال 2014م مليوني طن في حين بلغت العام الماضي مليون طن .. مؤكدا عن عدم وصول أي سفينة مشتقات بعدها للميناء منذ مطلع العام الجاري حتى اليوم.
وأكد القبطان اسحاق أهمية وضع آليات عمل تضمن تحقيق الشراكة الفعلية لما من شأنه النهوض بالعمل الإنساني الذي لا يمكن ان يتم الا برفع الحصار عن موانئ المؤسسة والسماح بدخول السفن دون شروط.
وثمن النشاط القائم بين الشركاء والمؤسسة .. كما أكد حرص المؤسسة في تقديم التسهيلات لتسيير أعمال المنظمات وأداء المهام المنوطة بها.
فيما حمل وكيل المحافظة علي أحمد قشر تحالف العدوان المسؤولية القانونية على استخدام الحصار كسلاح حرب ضد الشعب اليمني.. داعيا الأمم المتحدة ومنظماتها المتواجدة بالمحافظة إلى كشف هذه الحقيقة وما يمارس ضد موانئ المؤسسة من حصار .. معتبرا مؤتمر المانحين الذي عقد في مملكة العدوان ما هو إلا ذريعة تستخدمها الأمم المتحدة لتغطية ما يمارس ضد اليمن منذ سبع سنوات من انتهاكات وجرائم إبادة جماعية طالت الحجر والشجر.
ولفت الوكيل قشر إلى أن السعودية وأمريكا تجاوزت كل الخطوط الحمراء في الحرب على اليمن.
وأكد أن التغاضي الأممي عن العدوان والحصار المفروض على اليمن، غير مقبول ويخرج الدور الأممي من الحياد المفترض إلى المشاركة الفعلية مع العدوان في كل جرائمه.
ولفت إلى أنه وبالرغم من كل المعطيات التي تؤكد ذلك الا أنه ما يزال الشعب اليمني يعول على الأمم المتحدة ومبعوثها في وقف العدوان ورفع الحصار عن موانئ الحديدة .. مؤكدا أن الحصار جريمة واستمراره يفضح دول العدوان وزيف خطابها الإنساني هي والمجتمع الدولي.
من جانبه أشار منسق الشؤون الإنسانية الجديد للأمم المتحدة باليمن إلى أن زيارته للمحافظة ومينائها الاستراتيجي يهدف إلى الإلمام والاطلاع على أهم احتياجاتها وما تعانيه المؤسسات والمكاتب والجهات الخدمية من مشاكل وصعوبات في ظل الوضع الراهن للبلاد.
وأكد أن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية سيبذل الجهود مع المانحين لحشد التمويلات والتنسيق المستمر مع القيادات المختصة لتغطية الاحتياج وفق الأولويات.
وقال ديفيد “نحن على اطلاع بما يجري في اليمن وسنتدخل في جانب دعمه إنسانيا”.

قد يعجبك ايضا