الإجماع على تعاظم القوة العسكرية اليمني
وسائل إعلام دولية : العملية رسالة قوية للسعودية مفادها.. إما وقف العدوان والحصار، أو مضاعفة استهداف مناطق حساسة
محللون عسكريون: السعودية وصلت إلى مرحلة الفشل واليأس حيث لا تملك القدرة لخوض حرب سواء على المستوى التكتيكي أو المستوی التعبوي والاستراتيجي
خبراء عسكريون :مشروع “نيوم ” سيفشل لأن الشركات العالمية لن تغامر دون وجود أمن في السعودية
مغردون سعوديون : تحالف الفشل العربي بقيادة ابن سلمان اعترف بعدم القدرة على التصدي للصاروخ وجميع الطائرات المسيَّرة
برز في وسائل الإعلام الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا حدث عملية الردع الخامسة بشكل مهيمن على بقية أخبار المعمورة ، لأنها حالة عكست مدى تعاظم القوة العسكرية اليمنية وقدرتها على الوصول إلى أبعد مدى وخصوصا إلى الرياض عاصمة الدولة الأكثر ترفا وغناء في المنطقة.
العملية التي جاءت كرد مشروع على العدوان السعودي المستمر على اليمن والشعب اليمني منذ قرابة الست سنوات.
الثورة / عبدالله محمد
وبتصفح المنشور في وسائل الإعلام والسوشيال ميديا نجد أن الأغلب قرأ في العملية رسالة قوية للسعودية مفادها إما وقف العدوان والحصار، أو مضاعفة العمليات التي ستستهدف مواقع حساسة في مملكة الإرهاب والقتل.
محلياً أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني العميد عابد الثور أن عملية توازن الردع الخامسة التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية تأتي في إطار تعاظم القوة العسكرية اليمنية بشقيها المادي والمعنوي.
وشدد العميد الثور في حديث لقناة “العالم ” أن السعودية وصلت إلى مرحلة الفشل واليأس حيث لا تملك القدرة في خوض اية حرب سواء على المستوى التكتيكي أو المستوی التعبوي والإستراتيجي.
وأشار العميد الثور إلى أن هذه الضربات تؤكد لتحالف العدوان وللسعودية أن القدرات العسكرية اليمنية وصلت إلى مستوى متقدم جدا ولن تستطيع السعودية التصدي لهذه القدرات.
وأوضح العميد الثور أن تحالف العدوان يزعم التوجه للسلام في اليمن لكن هذا السلام ليس إلا في الإعلام لأنهم يمارسون جرائمهم ويمنعون المشتقات النفطية عن الشعب اليمني.
مؤكداً أن الشعب اليمني لا يملك اي خيار غير الخيار العسكري والذي يأتي في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس وردع العدوان.
ولفت العميد الثور إلى تحذيرات القيادة السياسية والعسكرية اليمنية لتحالف العدوان والتي تؤكد على قدرة صنعاء توجيه ضربات أشد من عملية توازن الردع الخامسة التي استهدفت العمق السعودي .
تفاعل كبير
وقد لقيت العملية العسكرية الجديدة للجيش واللجان الشعبية ” عملية توازن الردع الخامسة”، -التي استهدفت العاصمة السعودية الرياض ومناطق أخرى في المملكة- تفاعلا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية واليمن وبقية الدول العربية، وتصدرت عدة أوسمة ترند بعض هذه الدول، ومن هذه الأوسمة كانت #الرياض_الآن #الرياض #صوت_الانفجار.
نبض السوشيال
وأكد نشطاء على مواقع التواصل لا سيما “تويتر” أن العملية كانت كبيرة حتى قبل إعلان الرياض أو صنعاء أي معلومات عن العملية، وذلك بسبب حجم الانفجارات والعدد الكبير من المسيَّرات التي اجتاحت سماء الرياض.
فيما انتشرت عدة مقاطع فيديو للحظة اعتراض الدفاعات السعودية بعض هذه المسيَّرات، وأخرى لسقوط بعض هذه المسيَّرات وإصابتها للأهداف، وكذلك النيران التي نتجت عن الاستهدافات.
متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع أكد قائلاً :”إن عملياتنا مستمرة وستتوسع أكثر فأكثر طالما استمر العدوان والحصار على بلادنا”، مجددا تنبيه سكان تلك المناطق الابتعاد عن كافة المواقع والمطارات العسكرية أو التي قد تستخدم لأغراض عسكرية.
فشل سعودي
فيما زعمت الرياض تصديها لبعض هذه الأهداف فقط، حيث أعلن التحالف بقيادة السعودية، اعتراض صاروخ باليستي تم إطلاقه من اليمن باتجاه العاصمة الرياض، وكذلك تدمير 5 طائرات بدون طيار باتجاه الأراضي السعودية حسب زعمها.
السعودي فهد السبيعي غرَّد على تويتر قائلاً “تحالف الفشل العربي بقيادة الطرطور #مبس اعترف على لسان المتحدث الرسمي بأنهم تصدوا لـ 5 طائرات مسيَّرة وصاروخ باليستي فماذا حدث لبقية الـ15 طائرة المسيَّرة؟”.
ناشطون يمنيون
المغردون اليمنيون عبَّروا عن فرحتهم بالعملية، التي جاءت كرد مشروع على العدوان السعودي المستمر على اليمن والشعب اليمني منذ قرابة الست سنوات. كما قرأ البعض في العملية رسالة قوية للسعودية مفادها، اما إيقاف العدوان والحصار، وأما مضاعفة العمليات التي تستهدف أهدافا حساسة في المملكة.
فقد عبَّر الناشط حمزه طه الخزان عن فرحته بالرّد اليمني، حاثاً القوات اليمنية على استمرار مثل هذه العمليات، فكتب: “الآن مرةً أخرى انفجارات عنيفة تهز العاصمة السعودية #الرياض. يا قووووة الله يحرقوووووا”.
فيما اعتبر البعض الآخر مثل الناشطة المهندسة ريم البغدادي، ان الرسالة اليمنية للسعودية تتمحور حول معركة مارب التي تحرز فيها القوات اليمنية تقدما كبيرا على جبهاتها، واعتبرت أن الرسالة هي ألا تحاول الرياض الدخول في المعركة الى جانب مرتزقتها، فكتبت: “أنصار الله يشنون الهجوم الأوسع برا وجوا وما النصر إلا صبر ساعة، القوم وصلوا إلى جبل البلق القبلي وجبل البلق الأوسط وسد مارب ويتجهون إلى منطقة المنين أسفل السد وهي النقطة الأقرب لمدينة مارب وفيها حاضنة شعبية للأنصار وكذلك نحو منطقة الجفنية وحمة المصارية الملاصقة للمدينة”.
هذا التحليل والرأي شاركها فيه الناشط mansoor ateav، الذي اعتبر ان العملية مرتبطة بمعركة مارب، وانها تهدف إلى منع الرياض من استهداف مارب في حال تم إعلان تحريرها قريبا، فقال: “هذا التوقيت لقصف العمق السعودي #الرياض يأتي رسالة مفادها أن أبطال الجيش واللجان الشعبية ماضون لتحرير مارب في الساعات القادمة وأن على السعودي أن يدرك أنه في حال قام باستهداف مدينة مارب المحررة فإن الرياض لن تسلم من وابل باليستي من هذه الرسالة التي زلزلت وهزت عاصمته”.
الناشطة أمة الملك الخاشب سخرت من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد خروجه من المستشفى اثر عملية جراحية، واعتبرت ان العملية جاءت نتيجة “تفجر” المرارة لبن سلمان، بعد استئصاله للزائدة، فقالت: “ لا تفهموا الصواريخ الباليستية التي وصلت #الرياض غلط، هي فقط وصلت تسلم على #ابن_سلمان بعد عملية الزايدة وجاية تفقع له المرارة بعد الزايدة، وبس كي نقول لهم لا تتدخلوا من #مارب لا من قريب ولا من بعيد، فمارب يمنية وستبقى يمنية.. وخالص دعواتنا لأبطالنا في جبهة ما رب”.
حساب فتى صعدة الثائر قال : إنها العملية الأولى التي تستمر لعدة ساعات متواصلة من الاستهداف، واعتبر أنها رسالة تفيد بأن عدم إذعان الرياض ووقف عدوانها على اليمن يعني أنها تكتب نهايتها بيديها. فقال: “توازن الردع الخامسة .. لكنها رسالة الرعب الأولى التي تستمر من الليل حتى الفجر هجوم وقصف جوي متواصل ومستمر دون توقف أو انقطاع .. إذا لم تذعن السعودية للسلام فهي تكتب نهايتها بنفسها .. ومفاجآت القادمات أعظم ..”.
فيما اعتبر الناشط Salah Ali Salah أن العملية تضع الرياض أمام خيارين، إما التفاوض مع أنصار الله مباشرة، أو تغيير نهجها واستراتيجيتها السياسية والعسكرية في اليمن، فكتب: “بحسب تصريحات #صنعاء تم استهداف #الرياض بصاروخ باليستي وطائرات مسيَّرة، الدفاع المدني السعودي قال ان شظايا سقطت فوق الأحياء السكنية… استمرار استهداف #السعودية يجعل السعودية أمام خيارين، إما الدخول في مفاوضات مباشرة مع # “الحوثيين” أو تغيير استراتيجيها السياسية والعسكرية في اليمن بشكل كامل”.
فيما نشر احد النشطاء فيديو قال انه يصور محاولات إخماد النيران التي اشتعلت في احد المنازل السكنية، نتيجة سقوط صاروخ باتريوت سعودي فشل في اعتراض الأهداف الجوية، -ولم يتسن لنا تأكيد صحة المنقول في التغريدة-.
نبراس الأرض NBRAS AL2RD-غرد :”الرياض سقوط صاروخ باتريوت على احد المباني أثناء فشله في التصدي لمسيرة يمنية.
فيما لاقت الأخبار العاجلة التي نقلت تصريحات العميد يحيى سريع، تفاعلا كبيرا، وانتشرت بشكل كبير على موقع توتير..
تعطيل المطارات
عملية توازن الردع اليمنية الخامسة، مثَّلت هزة كبيرة في الأوساط السعودية وفق ما بثته القنوات العالمية..
فقد أفاد مراسل قناة العالم بأن هذه العملية، نُفذت عبر صاروخ باليستي من نوع “ذو الفقار” و15 طائرة مسيَّرة استهدفت مواقع حساسة في العاصمة السعودية الرياض ومدينتي أبها وخميس مشيط جنوب السعودية.
وأشار إلى أن العملية عطلت حركة الملاحة في بعض المطارات في الرياض ومناطق أخرى.
وأوضح مراسل العالم أن هذه العملية تأتي في إطار ردع العدوان السعودي الذي يستمر في استهداف الشعب اليمني ولإرغام العدوان برفع الحصار.
وحول سير عملية قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية في محافظة مارب، أشار مراسل العالم إلى تقدم القوات المشتركة باتجاه مركز مدينة مارب حيث تسعى لإحكام سيطرتها على مركز المدينة في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة في محاور مركز المدينة.
فشل “نيوم”
فيما ذهب الخبير العسكري العميد / عزيز راشد إلى القول :إن السعودية اليوم في مهب الريح وأصبحت أمام خسارة إستراتيجية كبرى لا يمكن لها الخروج من هذا المأزق الذي تورطت فيه إلا بوقف العدوان.
وأكد العميد راشد في حديث لقناة العالم:”عندما تتصاعد الهجمات العسكرية وتكون هناك عملية مشتركة من نوع جديد وهي عملية توازن الردع الخامسة فهده تعد ضربة مهمة وقاصمة وتشير الى أن الدفاعات الجوية السعودية التي يتم تجهيزها من أمريكا والدول الأوروبية والخبراء الصهاينة لا تستطيع ان تتصدى لهذه الطائرات”.
وخاطب العميد راشد السعوديين قائلاً:”انتم ورطتم شعبكم وورطتم أنفسكم ورغم وعود بن سلمان حول مشروع نيوم وإنشاء منطقة اقتصادية كبرى، سيرفض الاقتصاديون الأجانب السفر إلى السعودية لأن أمنها مخترق من قبل الطائرات المسيَّرة اليمنية ومن قبل الصواريخ ولا يمكن لأي دولة ان تبني اقتصادها بدون الأمن”.
“الردع الخامسة” وتقرير خاشقجي
وفي الوقت ذاته وبالتزامن مع عملية الردع الخامسة كانت السعودية لم تفق بعد من سكرة تقرير المخابرات الأمريكية لرأس السلطة محمد بن سلمان بالتورط في قتل خاشقجي، حيث اكتفى النظام السعودي في رده على اتهام تقرير الـ”سي آي ايه” الأمريكي ، ببيان يرفض التقرير الأمريكي فحسب، دون أي تحرك دبلوماسي يذكر أو حتى تسجيل اعتراض خجول لدى السفير الأمريكي في الرياض، بل اظهر بيان الخارجية السعودية تمسكا بالعلاقات مع أمريكا!.
البيان السعودي الذي حاولت وسائل الإعلام السعودية وصفه بأنه شديد اللهجة، بدا هزيلا خاويا منتظرا التحرك الأمريكي التالي بعيدا عن التصعيد، فلم يرافقه تحرك دبلوماسي كاستدعاء السفير الأمريكي بالرياض مثلا أو حتى تسجيل احتجاج لدى السفارة الأمريكية، بل سجل بيان الخارجية السعودية تمسكا بـ”العلاقات الراسخة” مع أمريكا ما بدا وكأنه اعتراف بالجريمة واستجداء من قبل المتهم لـ”القاضي”.
وما يؤكد ان البيان والتحرك السعودي كان اقل من المستوى هو ما رافقه من بيانات خليجية مؤيدة للبيان السعودي، كبيان البحرين وبيان الكويت وحتى بيان حكومة المرتزقة في الرياض.
حتى أن بعض وسائل الأعلام الموالية للسعودية ذهبت للمقارنة بين موقف المملكة من كندا وطرد السفير الكندي، على خلفية تدخل الأخيرة في الشأن السعودي ونشطاء المجتمع المدني المعتقلين، وبين تأكيد بيان الخارجية السعودية على “الشراكة” بين المملكة، والولايات المتحدة الأمريكية التي ارتكزت على أسس راسخة، وأملت الرياض بأن تستمر هذه الأسس الراسخة، دون إصدار إعلان سريع لطرد السفير الأمريكي كما فعلت مع نظيره الكندي غير المرغوب فيه عام 2018م.
كما أنه وعلى الرغم من أن التقرير الأمريكي لم يشمل صورا أو مكالمات هاتفية أو دلائل ملموسلة إلا انه اتهم محمد بن سلمان بالتورط مباشرة في جريمة القتل وهو ما يعني ان أمريكا قد تكون تملك هذه الأدلة التي ربما قد زودتها بها تركيا التي أعلنت سابقا أنها تملك ما يثبت ذلك، وربما أتي الصمت السعودي انتظارا لم ستفعله إدارة بايدن بالضبط او بما طلبه بايدن من الملك السعودي خلال اتصالاتهما في الأيام الفائتة ومدى تنفيذ السعودية له.
أمريكا استثنت بن سلمان إلى الآن من العقوبات التي طالت الشخصيات السعودية المتورطة باغتيال خاشقجي (76 شخصية)، وهي عقوبات مالية، ومنع منحهم تأشيرات دخول للولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسهم اللواء أحمد عسيري، وقوة التدخل السريع، الذراع الأيمن للأمير بن سلمان، وبررت أمريكا عدم معاقبة ولي العهد السعودي على لسان المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية، جين بساكي، التي قالت انه “على مدار التاريخ، وحتى خلال حقبته الحديثة، امتنعت الإدارات الديمقراطية والجمهورية عن فرض عقوبات ضد قادة حكومات أجنبية تربطها معنا علاقات دبلوماسية، بل وحتى في حال غياب العلاقات الدبلوماسية بيننا”، وهو كلام مضحك لأن أمريكا لا تتوانى عن فرض عقوبات على أي زعيم يعارضها، وقد استهدفت عقوباتها ليس زعماء عالمين فحسب بل حتى عائلاتهم وأطفالهم في بعض الأماكن.
لكن بساكي أشارت إلى نقطة هامة وهي أن إدارة بايدن تعتقد أن “ثمة أساليب أكثر فعالية لمنع تكرار ذلك في المستقبل وكذلك لإفساح المجال أمام العمل مع السعوديين في مجالات يوجد فيها الوفاق وتوجد فيها مصالح قومية للولايات المتحدة”، أي أن واشنطن ستلجأ للابتزاز وما يهمها بالفعل هو مصالحها لا الديمقراطية والعدالة .. هذه هي الدبلوماسية (كما قالت بساكي).
من جهة أخرى أكد الرئيس الأمريكي، أن إعلانا سيصدر حول ما ستفعله إدارته مع السعودية بشكل عام، وبين الجمعة حيث صدر تقرير الـ”سي آي ايه “ الذي اتهم بن سلمان بالتورط بجريمة قتل وبين ما سيصدر، من المرجح ان يكون الابتزاز الأمريكي للملك سلمان وابنه قد وصل أوجّه وسيحدِّد مدى رضوخ السعودية “المطلق” للمطالب الأمريكية وطريقة التعامل الأمريكي مع السعودية والتي سيحددها بيان إدارة بايدن المنتظر.