د. المتوكل: أكثر من 3 ملايين طفل معرضون لسوء التغذية بسبب العدوان والحصار الأمريكي

استمرار الحصار من قبل أمريكا وحلفائها ينذر بكارثة إنسانية في اليمن
دارس: هناك أكثر من 14 سفينة محملة بالمشتقات النفطية ماتزال محتجزة من قبل العدوان الأمريكي السعودي

تتوالى البيانات التحذيرية عن توقف القطاعات الخدمية والحيوية، خاصة القطاعات الصحية والنظافة والمياه والصرف الصحي والكهرباء والنقل والصناعة والمخابز والأفران عن تقديم خدماتها إزاء استمرار الحصار الاقتصادي الشامل ومنع دخول سفن المشتقات النفطية، الأمر الذي يٌنذر بكارثة إنسانية هي الأكبر على مستوى العالم في التاريخ المعاصر.
وفي ظل العجز الأممي والصمت الدولي المطبق، ضيّق تحالف العدوان الأمريكي السعودي الخناق على الشعب اليمني من خلال عدم السماح بدخول أي سفينة نفطية أو غذاء أو دواء إلى ميناء الحديدة، في انتهاك سافر للمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، ما فاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية على اليمنيين دون استثناء.

الثورة / أحمد علي

العاصمة صنعاء وكل محافظات اليمن الحرة الواقعة تحت سلطة حكومة الإنقاذ الوطني المحاصرة باتت تواجه أعباء كبيرة في المشاريع والخدمات التي تسهم في تحسين المستوى المعيشي للسكان الذين يمثلون ما نسبته 80 % من إجمال سكان اليمن والتخفيف من معاناتهم جراء استمرار العدوان والحصار.
حيث تتضاعف معاناة سكان العاصمة والمحافظات اليمنية يوما بعد آخر في ظل الممارسات التعسفية لدول تحالف العدوان وإمعانها في أعمال القرصنة البحرية واحتجاز سفن المشتقات النفطية، ما يؤكد مضي أمريكا وأدواتها في ارتكاب المزيد من الجرائم الإنسانية بحق اليمنيين.
جريمة كبرى
وقد اعتبر وزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس الحصار جريمة إنسانية كبرى يرتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني.
وأشار إلى أن حصار العدوان يقتل الشعب اليمني في ظل صمت المجتمع الدولي، وأبرز أساليبه الخبيثة احتجاز سفن المواد الغذائية والدواء والمشتقات النفطية.
وبيَّن الوزير دارس أن هناك أكثر من 14 سفينة محملة بالمشتقات النفطية ماتزال محتجزة من قبل العدوان الأمريكي السعودي رغم حصولها على تصاريح دخول وتم تفتيشها من الأمم المتحدة في جيبوتي، ووصلت فترة احتجاز بعض تلك السفن إلى أكثر من 10 أشهر .
وأكد وزير النفط والمعادن أن الشعب اليمني اليوم يرفع صوته رفضا لكل الإجراءات التعسفية لتحالف العدوان.. لافتا إلى أن استمرار قوى العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية المرتبطة بالقطاع الصحي والخدمي والنقل سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل للإفراج عن سفن الوقود لتفادي كارثة إنسانية نتيجة توقف القطاعات الخدمية والحيوية عن تقديم خدماتها للمواطنين .
مأساة كبيرة
بدوره قال وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل” أمريكا اعتدت على اليمن في 26 مارس 2015م وقتلت النساء والأطفال ودمرت الأعيان المدنية وقتلت الأطفال في بطون أمهاتهم “.. مؤكدا أن أمريكا تسببت في أكبر كارثة إنسانية في التاريخ الحديث وحاصرت الشعب اليمني ودمرت كل قدراته.
وأكد أن حصار أمريكا قتل المواطنين، وعدوانها دمر أكثر من 50 % من المرافق الصحية في اليمن بشكل مباشر وغير مباشر.
ولفت وزير الصحة إلى أن أكثر من 523 مستشفى ومركزاً ووحدة صحية دمرها تحالف العدوان الأمريكي منذ بداية العدوان.
وقال” في القطاع الصحي حدثت أكبر مأساة إنسانية، فاليوم يتحدثون بالأرقام لكن بلا قيم ولا مبادئ وبلا أخلاق، حيث تسمعون أن العدوان قتل ثلاثة آلاف امرأة وهو رقم كبير يعلنه العالم ولكن هناك أكثر من ثمانية آلاف امرأة يمنية تموت كل عام بسبب الحصار”.. متسائلا ” أين هي منظمات حقوق المرأة؟”.
وأشار الدكتور المتوكل إلى أن أكثر من 300 طفل يمني يموت كل يوم ، وأكثر من ثلاثة ملايين طفل معرضون لسوء التغذية، بسبب العدوان والحصار الأمريكي، فيما هناك أكثر من 400 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بحاجة إلى مستشفيات، والمنظمات الدولية التي تتغني بالأرقام لم تجهز مستشفى واحداً..
وأضاف” نحن لا نراهن على الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن الذي أصدر قراره بحصار الشعب اليمني وإنما نراهن على الله وقيادة الشعب اليمني وأبنائه”.
ولفت وزير الصحة إلى أن ما فعله حصار أمريكا بالشعب اليمني لا يمكن أن يحصى أو يعد، وآثار الحصار لن تكون على هذا الجيل فحسب وإنما على الأجيال القادمة لأن الحصار يقتل أكثر مما تقتل القنابل .
وقال ” نحن كقطاع طبي وصحي نقول للقيادة وللوفد الوطني المفاوض يجب أن يكون رفع الحصار هو الهدف الأساسي قبل أي تفاوض، لأنه يقتل الشعب اليمني”.
نداء استغاثة
فيما حذرت القطاعات الخدمية والحيوية من كارثة إنسانية تهدد حياة اليمنيين بسبب أعمال القرصنة البحرية واحتجاز سفن المشتقات النفطية من قبل العدوان الأمريكي السعودي.
وأطلقت القطاعات الخدمية والحيوية الأشد تضرراً نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري للإفراج عن سفن الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمات للمواطنين والتخفيف من معاناتهم.
وأكد ناطق وزارة الصحة الدكتور نجيب القباطي أن أكثر 400 مستشفى عام وخاص في أنحاء اليمن مهددة بالإغلاق خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب أزمة المشتقات النفطية الخانقة.
وأشار إلى أن الوزارة تتلقى نداءات من كافة المستشفيات والمراكز الصحية بتدني خدماتها الصحية وقرب إغلاق أبوابها في حال استمرت دول العدوان في منع دخول المشتقات النفطية ..
ولفت الدكتور القباطي إلى أن 200 طفل من حديثي الولادة مهددة حياتهم بالوفاة في حال تعذر استمرار عمل حضانات المستشفيات بسبب نقص الوقود، كما أن الأقسام الحيوية في المستشفيات من عنايات مركزة وعمليات وحاضنات وأجهزة الفحص والتشخيص مهددة أيضاً بالتوقف.
وأفاد ناطق وزارة الصحة بأن 15 مركز غسيل كلوي تستفيد منه 10 آلاف حالة منها خمسة آلاف حالة غسيل كلوي مهددة بالموت جراء النقص الحاد في المشتقات النفطية المخصصة لمراكز الغسيل الكلوي في عدة محافظات.
ولفت إلى أهمية توفير الوقود لتوفير الخدمة الصحية لقرابة 200 ألف مريض بالسكري يحتاجون للأنسولين وتوفير الخدمة لـ40 ألف من المصابين بمرض السكر.
فيما أشار مدير المؤسسة العامة للكهرباء إبراهيم قاسم المؤيد إلى حجم معاناة المواطنين نتيجة احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة.
ولفت إلى أن محطات مياه الشرب معرضة للتوقف خلال أيام قليلة نتيجة نفاد وقود محطات الكهرباء بفعل استمرار الحصار .. مندداً باستمرار تحالف العدوان الأمريكي السعودي في أعمال القرصنة على سفن المشتقات النفطية.
وحمَّل المؤيد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية تبعات الصمت إزاء جرائم العدوان وما ستؤول إليه الأوضاع في قادم الأيام.
وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الري واستصلاح الأراضي الدكتور عز الدين الجنيد أوضح أن كثيراً من الأراضي الزراعية بدأت تتعرض للتصحر نتيجة نفاد الوقود بسبب انعدام المشتقات النفطية واستمرار احتجاز سفن النفط.
وبيَّن أن هناك أضراراً مباشرة وغير مباشرة على القطاع الزراعي بسبب استمرار أعمال القرصنة البحرية على سفن الوقود، ما يهدد مصادر الأمن الغذائي في اليمن.
فيما دعا وكيل وزارة الصناعة والتجارة عبدالله عبد الولي المنظمات الدولية التي تسترزق باسم اليمن إلى النظر لحجم الكارثة الإنسانية في اليمن بسبب استمرار احتجاز المشتقات النفطية .. مؤكداً أن الشعب اليمني لا يستجدي أحداً بل يناشد الضمير العالمي بالوقوف إلى جانبه لرفع الحصار والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية.
ولفت إلى أن 1200 منشأة مهددة بالتوقف وبعضها متوقفة عن الإنتاج بسبب قرصنة العدوان للمشتقات النفطية فضلا عن ست مطاحن تراجع إنتاجها نتيجة نقص الوقود.
إلى ذلك حذر رئيس الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري وليد الوادعي من توقف الأنشطة الخدمية في حال استمرار القرصنة البحرية واحتجاز سفن الوقود ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة .. مبينا أن 150 ألف وسيلة نقل وبضائع تأثرت بسبب عدم توفر الوقود.
في حين أوضح مدير المؤسسة العامة للاتصالات المهندس صادق مصلح أن الوزارة تعتمد اعتماداً كلياً على المشتقات النفطية وحالياً بدأت أجزاء منها تخرج عن العمل.
وكيل قطاع النظافة في أمانة العاصمة محمد شرف الدين أكد أنه في حال استمرار انعدام المشتقات النفطية ستتوقف معدات النظافة، فضلا عن توقف نقل ألفي طن من المخلفات بأمانة العاصمة.
ولفت إلى أنه في حال توقف نقل 18 طناً من المخلفات الطبية من أمانة العاصمة، سيتسبب ذلك في كارثة بيئية كبيرة .. مبينا أنه لم يتبق لدى صندوق النظافة من الوقود إلا ما يغطي نسبة ضئيلة جداً لنقل المخلفات.
وكان ناطق شركة النفط اليمنية عصام المتوكل أكد أن العدوان الأمريكي السعودي ما يزال يحتجز 13 سفينة محملة بالمشتقات النفطية .. مبيناً أن دول العدوان تختطف وتغيِّب سفن المشتقات النفطية منذ أكثر من عشرة أشهر وأنه يتم إخضاعها لإجراءات تعسفية.
وأشار إلى أن استمرار الحصار على اليمن يخلف مأساة وكارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، خاصة قطاعات الكهرباء والصحة والمياه والبيئة والنقل وغيرها.
وقال “شركة النفط تجدد نداءات الإنسانية باسم المواطنين والقطاعات الأشد تضرراً من انعدام المشتقات النفطية إلى أحرار ومنظمات العالم بالضغط والاستجابة العاجلة للإفراج عن سفن المشتقات النفطية”.
تخلل المؤتمر الصحفي عرضا للمعاناة الإنسانية في اليمن جراء انعدام المشتقات النفطية وتوقف آلاف القاطرات المحملة بالمواد الغذائية المنتظرة تزويدها بالوقود.

قد يعجبك ايضا