صدر مؤخراً في صنعاء كتاب بعنوان “صعدة.. الصرخة في زمن الصمت” من تأليف الكاتب محمد محمد المقالح.. والذي جاء في 300 صفحة من القطع المتوسط.
والكتاب يرصد الكثير من الأحداث والوقائع التي عاشها المؤلف خلال سنوات طويلة شهدت حروب صعدة وما تلتها من أحداث، وذلك من خلال سيرته ومشاركته ومعايشته لتلك الأحداث والوقائع وتسجيل العديد من تفاصيلها من زاوية شخصية رصدت العديد من الأحداث التي شهدها مؤلف الكتاب.
ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب:
الكتابة بالنسبة لي عن حروب صعدة “2004-2010م” وخلفياتها وتداعياتها على مستوى الوطن هي كتابة عن جزء مهم من سيرتي الذاتية ومن تاريخي السياسي ومن دور نضالي قمت به وبفاعلية، أعتز به اليوم ومنذ أن تعرفت على الأوضاع في صعدة منتصف ثمانينيات القرن الماضي.. هذا أولاً.
وهي أيضاً جزء من موقف سياسي وحقوقي ورسالة إعلامية وصحافية ضد حروب صعدة الـ6 والجرائم التي ارتكبت فيها ومحاولاتي المستمرة للحد من آثارها وتداعياتها السلبية على أمن واستقرار اليمن ووحدة النسيج الوطني لليمنيين.. وهذا ثانياً.
وثالثاً هي من معاناة واضطهاد وتنكيل عشته وتعرضت له على خلفية موقفي الرافض للحروب “تحريضا وسجنا وخطفا وإخفاء ومحاكمة”.
أما رابعاً فهي عن معرفة لا بأس بها بمؤسس حركة أنصار الله الأول الشهيد حسين بدر الدين ووالده وعدد من إخوته وكثير من الشباب المحيطين به، ومن اشتراكي معه ومعهم في وقت من الأوقات في عمل سياسي وأحد هو المساهمة في تأسيس حزب الحق والمشاركة في قيادته التنفيذية لفترة من الزمن قبل انفلاشه وتفرقنا من بعده طرائق شتى.
كما أن موقفي الرافض لحروب صعدة كان تعبيراً عن حزبي “الحزب الاشتراكي اليمني” الرافض لتلك الحروب والذي ظل يدعو إلى وقفها والترحيب بأي مسعى لمعالجة آثارها والحقيقة أنه ومنذ اللحظة الأولى لانفجار الحرب وعدد من قيادات الحزب يشاركون في كل الأنشطة والفعاليات الاحتجاجية ضدها.
لقد كنت ومن موقعي كعضو قيادي في اللجنة المركزية والأمانة العامة ونائباً للدائرة الإعلامية والثقافية ورئيساً لتحرير موقعه الإخباري “الاشتراكي نت” أعبر عن موقف الحزب أيضا وهو الحزب عينه الذي وقف معي وساندني رافضاً الانجرار وراء كل التحريضات التي كانت تضخ من خارج الحزب ضدي وضد موقفي من حروب صعدة وهذا خامسا وأخيراً.
أما كيف تكون الكتابة عن حروب صعدة وخلفياتها وتداعياتها، بعض من سيرة ذاتية ومن تاريخ نضالي طويل وممتد إلى بداية الثمانينيات من القرن الماضي.
ويضيف المؤلف: ومن الطرائف التي لا يزال يذكرني بها اليوم تلاميذي وقد تخرجوا من الجامعات ونال بعضهم درجات الدكتوراه وبعضهم ممن أعتز بهم وتعتز بنجاحهم اليمن- أنني كنت أطلب منهم ترديد شعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” في الفصل الدراسي وكنت أكتب الشعار نفسه في الحوائط والأشجار كتعبير عن موقفي المناهض للسياسة الأمريكية والمتأثرة بالثورة الإيرانية.
ولا أدري هل لا تزال بعض أشجار الصنوبر البري “العمق” في قرية المقالح تحمل جذوعها بعضاً مما كتبته عليها من تلك الشعارات العديدة في عام التدريس الإلزامي “58-68م”.
* عندما ضرب الطيران الأمريكي والبريطاني مدينة سرت الليبية عام 1986م خرجت متقدما صفوف تلاميذي الطلاب في مظاهرة احتجاجية على طول الطريق الذي يقسم قريتنا نصفين ونحن نردد كلمات نشيد كنت أسمعه من إذاعة طهران العربية مطلعه يقول ” أمريكا أمريكا عدوة الشعوب مثيرة الحروب.. أمريكا أمريكا.. الموت لأمريكا”.
* لم يكن هذا الشعار غريبا على الشباب العربي في بداية ثمانينيات القرن الماضي وممن عاصر لحظة انتصار الثورة الإسلامية في إيران وعلى خلفية إعجابنا بموقفها المناهض لأمريكا والكيان الصهيوني.
* غير أن مظاهرة طلاب مدرسة الأحرار بقرية المقالح ربما تكون أول مظاهرة احتجاجية تخرج في قرية نائية في اليمن تردد شعار “الموت لأمريكا” الذي عم أصقاع اليمن بعد قرابة العشرين عاماً من ذلك التاريخ وبعد أن اتخذه الشهيد حسين بدر اليدين الحوثي شعاراً لحركته وثورته واستشهد دفاعاً عن حقه وحق أتباعه في حرية ترديده.
* وفي هذا الكتاب “الصرخة في زمن الصمت” بعض من تاريخ حروب صعدة الست وشيء من سيره ذاتية لمواقفي فيها.