“هجوم انصار الله على مارب يهدد عملية السلام ويجب أن يتوقف” ترددت كثيرا هذه العبارة خلال هذه الأيام وليست فقط من مبعوث الأمم المتحدة غريفيت ولكن من دول الاستكبار أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات ومن حالفهم واتجهت أبواقهم الإعلامية المزيفة والكاذبة إلى شن حملة إعلامية في قنواتهم وصحفهم المأجورة ويعبرون عن قلقهم الشديد وخوفهم الكبير على أبناء محافظة مارب وأرضها وثرواتها ودعوتهم إلى توقف القتال فيها والذين عبروا عنها من أجل الحد من التداعيات الإنسانية حسب زعمهم – جراء تصاعد المعركة بين الجيش واللجان الشعبية ومرتزقة العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني ومقابل ذلك ما يقارب من ست سنوات والشعب اليمني رجالاً ونساء وأطفالاً يٌقتل ويُذبح وتُدمر مقدراته ويُحاصر ويمنع عنه الغذاء والدواء ويٌمنع من السفر إلى الخارج للعلاج ويموتون عشرات الآلاف وبسبب ذلك انعدمت الخدمات الضرورية جراء الحصار الغاشم وفُرضت القيود على الصادرات والواردات ومُنعت سفن المشتقات النفطية من الدخول إلى ميناء الحديدة وتم مصادرة ونهب ثرواته السيادية والسيطرة على جميع المنافذ الإيرادية الضريبية والجمركية وقطع مرتباته والأضرار الأخرى التي لا تُحصى والشعب اليمني صابر وصامد ولا يوجد أحد من المجتمع الدولي يحرك ساكنا وبالعكس من ذلك كانوا يقفون مع الجلاد ضد الضحية ويبررون له أفعاله الإجرامية وعندما شعروا بالخطر على مرتزقتهم في مارب كثر البكاء والعويل والتحدث عن الإنسانية والسلام والحقوق والحريات مع العلم أن كل هذه المعارك التي يقوم بها الجيش واللجان الشعبية كفلها له الشرع والقانون والعرف وجميع الكتب السماوية للدفاع عن النفس والأرض والعرض ومن أجل تحرير كل شبر من أرض الوطن الغالي وليس مارب فقط من سيطرت قوى الشر والاستكبار العالمي وأذنابهم السعودية والإمارات ومن حالفهم.
والهدف من ذلك ليس خوفهم على من يسكن في مارب والحرص على حياتهم وامنهم واستقرارهم وحقوقهم ولكن أهدافهم الخبيثة كثيرة تتمثل في مصالحهم الرخيصة وأغراضهم اللئيمة وأفكارهم الملعونة التي سوف يخسرونها عندما تتحرر مارب وكذلك انعدام آمالهم في دخولهم صنعاء لأن ذلك أصبح من المستحيلات التي لم ولن يكون لهم ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ورجال الرجال المجاهدين في جبهات الشرف والعزة والكرامة ولأن محافظة مارب استثنائية بين المحافظات التي اجتمعت فيها القبيلة والتاريخ والسلم والثروات وصمام الأمن والأمان لحدود اليمن الغالي والذي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بالأرض الطيبة والرب الغفور وإذا ما راجعنا التاريخ مع النظام السعودي يتضح لنا أن مطامعها كانت قديمة في السيطرة على مارب وثرواتها وتاريخها وحضارتها ولأن القبيلة اليمنية تختلف من منطقة إلى أخرى فهي تكون رديفاً وداعماً للدولة حين تكون سلطات الدولة قوية وتحمي مصالحها وفي مارب خاصة ماتزال القبيلة تملك زمام المبادرة في المعارك ضد مرتزقة العدوان لعدة اعتبارات تاريخية ومجتمعية وعقائدية وأيضا نابع من مصلحتها في البقاء وهو ما سوف يساهم في عرقلة سيطرة مرتزقة العدوان وتحرير مارب بإذن الله.
والأبعاد السياسية والاستراتيجية من دعوة غريفيت لوقف القتال في مارب تأتي من زوايا كثيرة حيث تأتي منها أهمية المحافظات الثلاث كموقع استراتيجي مهم في مناطق النفط والغاز فهي حدودية مع شبوة وحضرموت والجوف وتمثل أهميتها الحالية بكونها مورد لدول العدوان ومرتزقتهم وأيضا هي المحافظة التي توجد فيها معسكرات تدريب لمرتزقة العدوان والقاعدة وداعش وموطن تأسيسهم التي تشن العدوان والإرهاب على الشعب اليمني منها وخلال فترة العدوان ارتفع عدد سكانها من قبل عام 2015م الذين كانوا بضع عشرات الآلاف من السكان الأصليين لمارب إلى أكثر من مليوني نسمة بعد العدوان وكذلك من الأبعاد الاستراتيجية للمطالبة لوقف القتال في محافظة مارب الى جانب النفط والغاز الذي يستخرج منها منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي ما يرفع حظوظها مستقبلا هو الثروة المعدنية إضافة إلى احتضانها للمحطة الكهربائية الغازية التي تغذي معظم المحافظات اليمنية بالطاقة وإضافة إلى ذلك أيضا فإن تأثير معركة تحرير مارب بشكل مباشر يحافظ على وحدة البلاد حيث أن هزيمة العدوان ومرتزقته سيعزز من فرص تعميق الوحدة ولأن محافظتي مارب وشبوة هما المحافظتان اللتان تحت سيطرت العدوان ومرتزقته بشكل مطلق ويشكل ذلك حجر عثرة أمام وحدة البلاد، ويعد سبباً كبيراً في تمزقها فإنه من المهم التطرق لوضع شبوة مع معركة التحرير التي تدور في مارب لوجود جملة من المحددات التي تجعل من تحرير مارب جوانب مؤثرة على الوضع في محافظة شبوة منها التداخل المجتمعي والقبلي بين المحافظتين وتصدر شبوة للنفط الخام القادم من مارب عبر مد أنبوب ويوجد في شبوة أيضاً اكبر مشروع اقتصادي في اليمن وهو مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال من خلال ميناء بلحاف ويُمثل أهمية استراتيجية .
وتعتبر معركة تحرير مارب في الميزان إذ تضع العدوان ومرتزقته على مفترق الطرق ويؤثر عليهم ليس فقط في انتهاء العدوان والحصار بل وفي المكونات المجتمعية من وجهة انتهاء مصالحهم ومكونها وتأثيرها عليهم وسيكون من الصعب على مرتزقة العدوان شن الحرب وستتوقف معظم جبهات القتال في الشرق والشمال حيث تستخدم قوات المرتزقة منطقة مارب كقاعدة عسكرية للقتال فخسارة هذه المنطقة يجعل من جهود العدوان خلال السنوات الماضية واللاحقة في مهب الريح.
Prev Post
Next Post