وإنَّا عليك يا سهل لمحزونون!
فهمي اليوسفي
لا يعد رحيل الأستاذ سهل بن عقيل خسارة على تعز كأحد أبنائها أو خسارة على دار الإفتاء في الحالمة، بل خسارة على اليمن بشكل عام..
لا يعد رحيل هذا الأستاذ العظيم خسارة فقط على أفراد عائلته، بل هو رحيل لرقم صعب من العيار الثقيل، لأن سهل هو ملك الجميع..
لقد أثبت الواقع وبرهنت الوقائع أن سهل رقم جهادي من الوزن الثقيل.
سهل رقم ثوري من الوزن الثقيل.. لأن سهل من أهم أعمدة أسطول ثورة ومسيرة ٢١سبتمبر..
لأن سهل رقم قوي في زوايا الصوفية المحبين لله ورسوله وآل بيت رسول الله..
لأن سهل مدرسة متكاملة نهل منها الكثيرون سوءا من أهل السياسية أو الفكر والثقافة والثورة..
لأن سهل مدرسة لبناء القيم الجميلة بطابعها القرآني وبنكهتها الإنسانية.
لأن سهل جسَّد فينا لغة وسلوك المبادئ الإيجابية لخدمة الأمة، وليس من أجل صفقات مقابل بيع الضمائر..
لأن سهل هو جزء من المشروع الإنقاذي لليمن.. لأن سهل صوفي نقي امتاز بكل ما هو جميل.. لأن سهل ثوابته قرآنية، ومواقفه وطنية، وسلوكياته إنسانية.. لأن سهل ليس من تجار المواقف الخداعية.. لأن سهل كان يتعامل بشفافية.. لأن سهل تعلَّم العلم وسخَّره لخدمة الأمة وليس لخدمة الذات..
إذا غادرنا سهل دون استئذان بعد أن دفع فاتورة مواقفه الثورية ومقارعته الوهابية الحُجَّة بالحُجَّة، ولا حصر لتلك الفاتورة التي دفعها هذا الرقم، فقد وصلت تضحيته حتى بفلذات أكباده من أجل إنقاذ اليمن..
رحل سهل إلى جوار ربه لكن لن ترحل مواقفه ومدرسته الفكرية والثقافية والثورية، بل ستظل محفورة في وجدان كل ثائر وفي وجدان كل صوفي زاهد..
رحل سهل لكن لن ترحل بصماته الإنسانية..
رحل سهل لكنه سيظل عنواناً في سجلات ثورة ٢١ سبتمبر..
هذا الرحيل جاء مفاجئاً، وفي وقت اليمن فيه بحاجة ماسة لسهل بن عقيل..
سهل .. سيظل حاضرا بيننا كمشروع للثورة ضد العدوان والطغيان والاستبداد والاستعباد والفساد..
سهل ترك المناصب والمكاسب واختار طريق الله ليؤدي دوره في إنقاذ الوطن..
سيدي .. تأكد أن لديك رصيداً كبيراً لا يقدر بثمن وهو حب الناس لك، وقد أحبوك لأنك كنت مع الله ومع اليمن، وتلك الجموع الغفيرة التي خرجت لتودعك تعد عيِّنة رمزية من محبيك، لأن من أحب الله يحبه الناس، وهذا هو أكبر رصيد لك..
سيدي ..نبشرك أن مشروعك الثوري سينتصر على العدوان والأمريكان..
وداعا استأذنا .. وداعا سيدي سهل بن عقيل.. وداعا سهل .. نم قرير العين . ستظل حاضرا بيننا كمشروع جميل مع الله والوطن..
رحمة الله تغشاك وطيَّب الله ثراك..