الرياضة والقناة الغائبة

حسن الوريث

لماذا لا يكون لدينا قناة رياضية؟ كان هذا هو السؤال الذي سأله ابني وصديقي الصغير عبدالله ونحن نتحدث عن القناة التي ستنقل مباريات كأس العالم للأندية، وبالتأكيد أن الإجابة على هذا السؤال من وجهة نظري بسيطة وسهلة جدا لكنها لدى آخرين تحتاج إلى دراسة وبحث في الأسباب والمسببات لعدم وجود قناة رياضية يمنية، أما بالنسبة لي فقد قلت له: يا صغيري العزيز السبب في ذلك باختصار شديد يعود إلى قصر نظر لدى الحكومة والجهات المعنية سواء في وزارة الإعلام أو الشباب والرياضة أو حتى لدى القطاع الخاص.
قال لي ابني وصديقي: سمعت أنه كانت هناك قناة رياضية حكومية اسمها قناة سبأ وقناة خاصة اسمها معين.. قلت له: اعلم يا صغيري العزيز أن الأمور عندما تكون غير مدروسة تكون نتيجتها الفشل، وهذا ما حدث بالفعل فقناة سبأ تأسست على أساس أنها رياضية لكنها ومنذ اليوم الأول انحرفت عن مسار الرياضة بشكل شبه كامل ولا مانع من بعض البرامج الرياضية لذر الرماد على العيون فقط ليس إلا ومع مرور الزمن انتهت الرياضة منها وصارت مثلها مثل بقية القنوات بعيدة ولا صلة لها بالرياضة إطلاقا ومع تعاقب الإدارات سواء العليا في وزارة الإعلام أو في المؤسسة أو في القناة زادت الهوة بشكل كبير وحتى عندما حاولت وزارة الشباب والرياضة إعادة الفكرة فشلت لأن الرؤية لدى الجميع كانت ومازالت ضيقة تجاه الرياضة وأهمية وجود حتى قناة رياضية واحدة والدليل أنه تم إيقاف كافة البرامج الرياضية في كل القنوات والإذاعات ولم يعد لها وجود.
قال لي صديقي الصغير: هل يعقل أن يكون الأمر بهذا الشكل وأن لا يكون لدى مسؤولينا فهم لأهمية الرياضة ودورها في حياة الشعوب من النواحي الاقتصادية والاجتماعية وإسهامها في عملية التنمية وصارت كثير من البلدان تعتمد في دخلها القومي على الرياضة والإعلام الرياضي الذي تحول إلى استثمارات عملاقة؟ قلت له هذا هو الحاصل في بلدنا للأسف الشديد فلا تستغرب يا صغيري العزيز من هذه الأمور.. وصحيح أن عيون مسؤولينا واسعة لكن نظرتهم ضيقة جدا جدا وبالتالي فلن تجد يوما ما أنه أصبح لدينا قناة رياضية أو حتى إعادة البرامج الرياضية إلى القنوات والإذاعات.
سالني: إذا فما هو الحل؟ وهل سيبقى رياضيونا وشبابنا محرومون من قناة رياضية وبرامج تلبي رغباتهم واحتياجاتهم؟ وهل سنظل نتعذب دوماً في متابعة مباريات منتخباتنا الرياضية في مختلف الألعاب لأن قنواتنا الفضائية وفي مقدمتها الحكومية غير مهتمة ولا معنية بالجانب الرياضي أبداً وليس من اختصاصها أبداً ولو أنها أعطت جانباً من اهتمامها بالرياضة لكان لليمن شأن آخر لكننا مازلنا “محلك سر “فقد تكاملت علينا الأمور فمسؤولو الرياضة بعيدون عنها والإعلام أبعد وهكذا فقد وقعنا بين فكي الكماشة وضاع كل شيئ؟.
قلت له يا صديقي العزيز: أعتقد أن الإعلام اليمني بحاجة إلى إعادة نظر كي يكون إعلاماً هادفاً نافعاً يفيد المجتمع في كل المجالات من خلال إنشاء قنوات متخصصة إخبارية ورياضية واقتصادية ومنوعة وغيرها فالرياضة يجب أن يكون لها نصيب مثل بقية المجالات وأنا في اعتقادي أن إطلاق قناة رياضية متخصصة أصبح ضرورة من كافة النواحي التوعوية والإعلامية والاستثمارية ويمكن أن تقوم مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بذلك على اعتبار أنها تمتلك أربع قنوات فضائية معظمها معطلة بكوادرها الذين لا يتم الاستفادة منهم أبداً من خلال استغلال الإمكانيات البشرية والفنية وعمل دراسة علمية لإطلاق القناة الرياضية اليمنية وليس كما حدث في الماضي بحيث أن قناة سبأ التي أنشئت كقناة شبابية رياضية سياحية تحولت بقدرة قادر إلى قناة أخرى لم يعد لها علاقة بالرياضة إلا مثل علاقة رجل السياسة بالأحداث الرياضية التي لا تعنيه بتاتاً إلا وقت الانتخابات فقط.
في نهاية الحديث مع صديقي الصغير اتفقت معه على تقديم مقترح عبر صحيفة الثورة بضرورة إنشاء قناة رياضية يمنية متخصصة ونتمنى من كافة الصحفيين والإعلاميين الرياضيين أن يتفاعلوا ويسهموا في تحفيز صناع القرار الحكومي في قطاع الإعلام والشباب والرياضة وكذا القطاع الخاص للمبادرة إلى دراسة الموضوع وإطلاق أول قناة رياضية يمنية وأيضا تفعيل البرامج الرياضية في كل القنوات والإذاعات الحكومية والخاصة والاستفادة من تجارب البلدان والدول في هذا الجانب ونتمنى أن يتم التجاوب مع هذا الطرح.. وشكرا مقدما وسلفا لكل من سيتفاعل ويساهم في دعم المقترح وتنفيذه.

قد يعجبك ايضا