صمود الشعب اليمني هزم الغطرسة الأمريكية

 

شكَّل قرار إلغاء جماعة أنصار الله من قائمة الإرهاب نصرا كبيرا للشعب اليمني وهزيمة مدوية للغطرسة الأمريكية التي تعتبر الراعي الرسمي للإرهاب الدولي، حيث لاقى قرار التصنيف سخطاً شعبياً واسعاً على المستوى المحلي والاقليمي والدولي ما دفع بإدارة بايدن إلى اتخاذ خطوات متسارعة جراء ذلك السخط الواسع لتعلن شطب أنصار الله من القائمة السوداء .

الثورة  / اسكندر المريسي

الرد اليمني مقابل الغطرسة الأمريكية
وعندما خرج اليمنيون أواخر الشهر الماضي بكثافة الى الساحات والطرقات تنديدا بالممارسات الإرهابية الأمريكية والتي تتواصل بشكل يومي بحق الشعب اليمني الصابر والصامد والمقاوم حيث يستمر العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي منذ ست سنوات في ارتكاب الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية دون أن يرف أي جفن لكثير من المتغنين بشعارات حقوق الإنسان أو بأهازيج الحرية والسيادة والاستقلال.
وبعد كل ذلك خرجت الإدارة الأمريكية التي رحلت بدون أسف عليها وعلى رئيسها دونالد ترامب، لتصدر قرارها بتصنيف حركة انصار الله في اليمن كـ”منظمة إرهابية”، طبعا من وجهة واشنطن، التي تمتلك سجلا حافلا بالجرائم الإرهابية وجرائم الحرب ضد الإنسانية طوال التاريخ منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية وإلقاء قنبلتين ذريتين على اليابان، وصولا إلى الجرائم التي ارتكبت بحق السكان الأصليين في البلاد التي أسست فيها الولايات المتحدة، ناهيك عن كل ما جرى ويجري في عصرنا الحاضر، وتكفي فقط الإشارة إلى كل ما جرى ويجري في فلسطين واليمن لنعرف مدى الانحطاط الأخلاقي للإدارات الأمريكية وكل الأدوات التي تستخدمها في جرائمها بحق الفلسطينيين واليمنيين سواء التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي أو بقية الكيانات الخليجية التي طبّعت -سرا أو علانية- العلاقات مع الصهاينة إرضاء للأمريكي والراحل ترامب.
كل ذلك وغيره دفع الشعب اليمني للنزول إلى الساحات والميادين لرفع كلمة الحق بوجه الطغاة والقول إن الإرادة والعزيمة اليمنية والمقاوِمَة لن تتراجع أو تستسلم أو تخذل كل الشعوب المستضعفة التي عانت من ظلم الأمريكي وكل الأنظمة والأدوات التي يستخدمها ويحيمها في هذه المنطقة والعالم، خاصة ما يتعلق باستمرار العدوان وبخصوص القرار الظالم بحق أنصار الله.
التراجع المهزوم
بدأت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن بإجراءات إلغاء قرار الرئيس السابق ترامب بتصنيف جماعة الحوثي “جماعة إرهابية”،
وأعلنت واشنطن يوم الجمعة الماضي أنها تعتزم إلغاء تصنيف جماعة الحوثي اليمنية على أنها منظمة إرهابية ردا على الأزمة الإنسانية في اليمن لتلغي بذلك أحد أكثر القرارات التي تعرضت لانتقاد واتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبيل تسليمها السلطة لإدارة الرئيس جو بايدن.
ويأتي هذا الإلغاء، الذي أكده مسؤول في وزارة الخارجية، بعد يوم من إعلان الرئيس جو بايدن وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة بين السعودية وإيران.
وبدأ وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن رسميا يوم الجمعة الماضي إجراءات إلغاء القرار السابق. وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “أبلغنا الكونجرس رسميا بنيّة وزير الخارجية إلغاء هذه التصنيفات”.
وقال المتحدث: “بعد مراجعة شاملة بوسعنا أن نؤكد أن وزير الخارجية يعتزم إلغاء تصنيفي أنصار الله على أنها منظمة إرهابية أجنبية وعلى أنها منظمة إرهابية عالمية” مستخدما اسماً آخر لجماعة الحوثي.
وأضاف أن “تحركنا يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي اتخذته الإدارة السابقة في اللحظة الأخيرة، والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين أنه سيعجل بأسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
كما اكد الوزير التزام بلاده بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد هجمات جديدة”، حسبما قال المتحدث باسم الوزارة، والذي شدد بالقول: إن “تحرّكنا هذا ناجم فقط عن العواقب الإنسانيّة لهذا التصنيف الذي قامت به الإدارة السابقة في الدقائق الأخيرة”.
وكان بايدن قد أكد في خطاب في مقرّ وزارة الخارجية الأمريكية الخميس الماضي كان الأول له حول السياسة الدولية لإدارته، أن إدارته “تعزز جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن” التي “تسببت بكارثة إنسانية واستراتيجية”.
وشدد بايدن على أن “هذه الحرب يجب أن تنتهي”، وأعلن إنهاء “كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة”.
الأمم المتحدة ترحب بالقرار
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة رحبت بالخطة الأمريكية “لأنها ستوفر إغاثة ضخمة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لتلبية احتياجاتهم الأساسية من أجل البقاء”.
وتصف الأمم المتحدة اليمن بأنه يعاني أكبر أزمة إنسانية في العالم حيث يواجه 80 % من سكانه عوزا ويعيشون في الأغلب على المساعدات الإنسانية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو قد أدرج جماعة أنصار الله في القائمة السوداء في 19 يناير – قبل يوم واحد من تولي بايدن منصبه – على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة من أنها ستدفع الملايين في اليمن إلى مجاعة واسعة النطاق.
وتؤكد منظمات العمل الإغاثي أنه لا خيار لديها سوى التعامل مع الحوثيين الذين يشكلون حكومة أمر واقع في مناطق واسعة من اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء وأن إدراجهم على لائحة الإرهاب سيعرِّض المنظمات لخطر ملاحقات في الولايات المتحدة.

قد يعجبك ايضا