تكريم 30 مبادرة مجتمعية وطلابية وابتكاراً زراعياًوإطلاق 2021م عاما للتطوع والابتكار

النعيمي يدعو إلى استنهاض القدرات الشابة واستغلال طاقاتها في خدمة وتطور الوطن

العقل اليمني يطلق أولى قذائف فك الحصار ويعلن عن ابتكاراته في التصنيع الزراعي
آلة قطَّاعة وفرَّامة للأعلاف وآلة بذَّارة الحبوب ومبيد أبابيل1 صناعة يمنية100%
وسائل زراعة الأسطح المنزلية إنتاج محلي نحو تحقيق الأمن الغذائي
10آلاف شتلة عنب في أمانة العاصمة بالشراكة مع الوزارات المعنية .. وتنفيذ 2000 مبادرة تنموية بالجامعة والقرى والعزل
المرأة اليمنية حاضرة في التحدي الاقتصادي عبر الأسر المنتجة

الثورة / يحيى الربيعي/ سبأ

كرّم عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد أمس 30 مبادرة مجتمعية وطلابية وابتكاراً زراعياً.
وفي حفل التكريم الذي نظمته مؤسسة بنيان بالشراكة مع جامعة صنعاء وملتقى الطالب الجامعي بحضور وزيري الإدارة المحلية علي القيسي والزراعة والري الدكتور عبدالملك الثور ونائبي وزيري الزراعة الدكتور رضوان الرباعي والصناعة محمد الهاشمي، أشار عضو السياسي الأعلى النعيمي إلى ضرورة الاهتمام بالمجالين الإنتاجي والزراعي في إطار التوجهات الصادقة نحو تنمية مستدامة واكتفاء ذاتي.
واعتبر المبادرات والابتكارات تجسد روح الإرادة لدى المجتمع المحلي في الإبداع بالعمل الإنتاجي والمساهمة في تعزيز تنمية اقتصادية مجتمعية وصولاً إلى اكتفاء ذاتي في مختلف المجالات.
وأشاد النعيمي بجهود القائمين على الفعالية التي كشفت عن أعمال ومبادرات وابتكارات عكست روح إبداع وإنتاج المجتمع المحلي في الميدان الإنتاجي والزراعي.
وأكد أن الشعب اليمني الذي يواجه أكبر عدوان في التاريخ وانتصر عليه عسكرياً، قادر على الإبداع في الميدان الإنتاجي والزراعي والبناء والتنمية، لافتا إلى أن المعركة التي يخوضها الشعب اليمني، معركة تحد لكسر الحصار والانطلاق بقوة في حركة الإنتاج المحلي.
ودعا إلى استنهاض القدرات الشابة بالمجتمع واستغلال طاقاتها وإبداعاتها بما يخدم الوطن وتطوره في كل المجالات، مؤكداً دعم خطة الحكومة للمسارات الإنتاجية التي تتبناها مؤسسة بنيان مع الوزارات ذات العلاقة.
ولفت عضو السياسي الأعلى النعيمي إلى أهمية الجانب التسويقي للمنتجات المحلية في المجتمع الصغير والأحياء والمدن والمحافظات عبر تشكيل اتحاد للمنتجين للترويج والتنسيق والبيع في المحلات لمنافسة السلع المستوردة.
وكان عضو السياسي الأعلى النعيمي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية افتتحا معرض المبادرات المجتمعية والابتكارات الزراعية التي تم تكريمها.
وأشاد بما تضمنه المعرض من أعمال إبداعية، عكست إصرار أبناء اليمن على الابتكار والإبداع والإنتاج مهما كانت الظروف والتحديات.
من جانبه اعتبر رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس المرحلة الراهنة، مرحلة حرب اقتصادية تتطلب تكاتف الجميع لإحداث نهضة تنموية محلية ونشر الوعي في أوساط المجتمع بأهمية المنتج المحلي وقيمته الصحية والغذائية والتوجه للإنتاج المحلي.
فيما أكد المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان المهندس محمد المداني أن العام 2021 سيكون عاماً للتطوع والإحسان والجهاد التنموي لتحويل المستضعفين إلى منتجين والتحديات إلى فرص.
وأعلن عن إطلاق مشروع زراعة 10آلاف شتلة عنب بأمانة العاصمة بالشراكة مع الوزارات المعنية، وتنفيذ 2000 مبادرة تنموية بالجامعة والقرى والعزل، مؤكدا الاستمرار في العمل التنموي بما يسهم في تفعيل الموارد والوصول إلى الاكتفاء وعدم الارتهان للخارج.
من جهته أشار رئيس ملتقى الطالب الجامعي مراد العنسي إلى أن الإنتاج المحلي عامل أساسي في نهضة الدول وتعزيز التكافل الاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد الحرص على الاهتمام بالشباب وتوجيه قدراتهم لبناء الوطن والتخطيط للتوسع في البرامج التنشيطية والتطوعية لتنفيذ مشاريع تنموية في مختلف المجالات.
الفعالية أقامتها مؤسسة بينان التنموية بالتزامن مع إقامة معرض صور وعرض لبعض بوادر الإنتاج الصناعي والزراعي اليمني على أيدي خبرات كوادر يمنية، وبمواد خام محلية.
“الثورة” جابت أقسام المعرض الذي أقيم على هامش الحفل التكريمي الذي اشتمل على عدد 30 خيمة خصص لكل مبادرة أو ابتكار خيمة يتم فيها عرض الصور والمنتجات أو الآلات المبتكرة، وشرح تفصيلي من قبل قادة العمل الطوعي والمهندسين والخبراء المشرفين والمنفذين وأصحاب الابتكارات، وخرجت بالحصيلة التالية:

زراعة الأسطح المنزلية
البداية كانت من خيمة مبادرة زراعة أسطح المنازل، وتهدف المبادرة، التي يقدمها مجموعة من المبتكرين المتطوعين برعاية مؤسسة بنيان التنموية، إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، وجعل الأفراد قادرين على تلبية جزء كبير من احتياجاتهم الغذائية من خلال الفرص والوسائل المتاحة، وأهمها استغلال أسطح المنازل، والوصول إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي، من خلال القيام بعمليات الزراعة العمودية أو الزراعة الأفقية باستخدام الأنابيب البلاستيكية أو التنيك أو عبوات الشوايل وأيضا يمكن استخدام أحواض الأخشاب.
ووفقا للمتحدثين تحتل زراعة الأسطح المنزلية أهمية بالغة خصوصا في المدن التي تفتقر للمساحات الخضراء كما أنها تعتبر من الأنشطة الاقتصادية الهامة والجيدة للأسر والمجتمع، حيث أنها تساهم في عمليات إنتاج الأغذية من الخضروات الأساسية على الأقل وتلبية جزء كبير من الاحتياجات، وذلك لسهولة استخدام الأسطح المنزلية وزراعتها، كما أنها تعطي منظرا جماليا يريح العين ويعمل على الاستقرار النفسي، كما أنه مفيد للبيئة حيث يعمل على زيادة نسبة الأكسجين في الجو وذلك من خلال عملية البناء الضوئي التي يقوم بها النبات والتي تقوم بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإفرار غاز الأكسجين، بالإضافة إلى أنه يعتبر مصدرا آمنا ونظيفا للحصول على الخضروات التي تقوم الأسر بزراعتها، فضلا عن أنه يشرك كافة أفراد الأسرة في الزراعة ومساعدة بعضهم البعض مما يحيي روح التكافل والتعاون بين بعضهم البعض ويرشد النفقات ويعمل على دعم الإنتاج وترك ثقافة الاستهلاك.
الفكرة، حسب شرح المتحدثين، تسمح باستخدام الأدوات البسيطة والمتاحة حيث يمكن القيام بالعمليات الزراعية إما بطريقة الزراعة العمودية، وذلك عن طريق استخدام الأنابيب البلاستيكية والقيام بعمل فتحات بشكل عمودي على مسافات متباعدة من 20-30سم، أو أن تتم الزراعة على الأسطح بالشكل التقليدي.

قطَّاعة وفرَّامة أعلاف
وفي اقسام المعرض لفت انتباهنا وجود آلة من صنع محلي يتم عرضها من قبل وحدة التصنيع الزراعي باللجنة الزراعية والسمكية العليا، وهي عبارة عن قطاعة وفرامة أعلاف، وحسب المختصين، فقد جاءت فكرة تقطيع الأعلاف لاستغلال المساحة والحجم بحيث يمكن للشاحنة الواحدة أن تنقل 3 أضعاف حمولتها تقريبا من كمية الأعلاف، وفي ذلك فائدة توفير الأعلاف في المناطق المزروعة في المناطق التي يقل فيها زراعة الأعلاف وبسعر مناسب، كما يتم استغلال محصول الأعلاف بشكل صحيح حيث أنه يتم الاستفادة منه بشكل كامل، بالإضافة إلى أن المواشي تأكل الأوراق فقط وتترك الساق، وبتقطيع الأعلاف بإمكانات هذه الآلة تكون الاستفادة من العلف كاملا الساق مع الأوراق بدلا من الأوراق فقط.
وأضاف المتحدث عن الآلة أنه يمكن الحفاظ، أيضا، على سعر الأعلاف في المناطق الوفرة وتشجعهم للزراعة بما يؤدى إلى توازن العرض والطلب، وبذلك يتم تشجيع التوسع في مجال الاستثمار الحيواني في المناطق التي يقل فيها زراعة الأعلاف من خلال توفير الأعلاف بأسعار مناسبة، فضلا عن أن في ذلك توفيرا للجهد أثناء عملية الحصاد من خلال استخدام القطاعة مما يسهل على المزارع هم العمالة والوقت.

بذَّارة الحبوب
ثم انتقلنا إلى ابتكار يمني جديد في عالم الزراعة، وتمثل في مشروع تصنيع بذارة حبوب متنقلة، وحسب المختصين، يهدف مشروع ابتكار وصناعة آلة بذر يتم تركيبها على المخرش ويجر بآلة حراثة أثناء عملية البذر لاستخدامه لعملية البذر بواسطة ترس دولاب ويعمل على تنظيم سرعة ومسافة البذر وتوجيه البذور إلى أخدود الحرث عوضا عن البذر اليدوي، إلى تقليل الفاقد من البذور والتخلص من العشوائية أثناء البذر اليدوي توفيرا للجهد والمال والاستغلال الأمثل للأراضي والبذور، كما أن المشروع يساعد على الاستفادة من المعدات الثقيلة في تسريع عملية حراثة الأراضي الزراعية الواسعة واستصلاح الأراضي الصحراوية الرملية، وبأقل التكاليف.
ويضيف المختصون أن آلة بذارة حقن الحبوب في التربة لا توجد في السوق المحلية لذلك ليست في متناول المزارعين، يمكن استخدامها بدون آلة حراثة، مثلا بدراجة نارية أو يدويا، ويمكن تصميم البذارة بحيث يتم التحكم وتعديل مسافة البذر، وبما يتناسب مع أنواع الحبوب المطلوب بذرها.

أبابيل1
كما لاحظنا خلال التجوال بين مخيمات العرض وجود علب بلاستكية، ومن خلال التعرف عليها من قبل العارضين عرفنا أنها لمنتج يمني خالص، وهو عبارة عن مستخلص نباتي طبيعي يعمل بالملامسة كمبيد حشري عناكبي يقضي على العديد من الآفات الضارة على المحاصيل كيرقات الحشرات القارضة والماصة أثناء أكلها للورقة وكذا صانعات أنفاق الطماطم توتا ابستوليونا والفراشة وأنواع من الحشرات التي تفسد المحاصيل الزراعية، ويستخدم على كل أنواع المحاصيل بدون محاذير، يعمل بالملامسة ويمكن استخدامه في الزراعات العضوية.
المبيد، حسب المبتكرين، آمن وغير ضار على معظم الحشرات النافعة كما أنه غير سام على النحل والطيور والأسماك، بل ويمكن تناوله كحلوى يمكن للإنسان تناولها بدون محاذير، ذلك لأن السمية الموجودة في المادة محدودة الاختصاص في قتل الحشرات الضارة، ويمكن أن يخزن المبيد في عبواته الأصلية مقفولة في مخازن معتدلة الحرارة وجافة بعيدة عن متناول الأطفال والحيوانات.

الحراثة المجتمعية
نظرا للتحديات التي تواجه المزارع اليمني في قلة الإمكانات المادية والمعدات الزراعية، وفي خطوة جادة من القيادة الحكيمة للوصول بالبلاد إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي من مختلف المحاصيل الزراعية، تم إنشاء مشروع الحراثة والشق المجتمعية، كوحدة تابعة للمؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب بالشراكة مع المجتمع وما يمتلكه من مقدرات وآلات ومعدات زراعية، لتقديم خدمات الحراثة الآلية وكذا أعمال الشق المختلفة والحصاد الآلي للمحاصيل الزراعية بأسعار مخفضة وبتنسيق وآلية منظمة على مستوى المديريات والقرى اليمنية.
وفي منشور لها وزعته على الزائرين أكدت المؤسسة العامة لتنمية إنتاج الحبوب أن مشروع الحراثة والشق المجتمعية يعتزم تقديم خدمات الحراثة الآلية والشق لاستصلاح الأراضي الزراعية في اليمن بأسعار مدعومة، ومن خلال مشاركة المجتمع في عملية التنمية الزراعية عبر تشغيل معداتهم الزراعية ضمن برنامج الحراثة والشق المجتمعية بأسعار مخفضة ومدعومة لدعم وتشجيع المزارعين للتوسع في العملية الزراعية بما يسهم في زراعة مساحة شاسعة بغرض الوصول إلى الاكتفاء الذاتي، مشيرة إلى أن المشروع يجري تنفيذه عبر آلية منظمة وتنسيق على مستوى العزل والقرى اليمنية.

مبادرات نسوية
وفي جانب إشراك المرأة اليمنية في جبهة التحرر الاقتصادي والبناء التنموي تتواجد المرأة اليمنية والتهامية على وجه التحديد في خيمة مبادرة همة النسوية التي أطلقتها نسوة مديرية المراوعة بالحديدة برعاية مؤسسة بنيان التنموية وتتكون من 6 فرق رئيسية يتفرع منها عدد من الفرق الفرعية في 6 عزل بمديرية المراوعة بمشاركة أكثر من 78 متطوعة تطوعن بالنزول من منزل إلى منزل لتوعية الأسر بمسببات حمى الضنك بالإضافة إلى تحفيز هذه الأسر على المشاركة في التخلص من مصادر توالد البعوض، فتمت التوعية ل65 قرية تضم حوالي 14139 مواطنا ومواطنة، وتستمر المتطوعات في المبادرة تزامنا مع استمرار فصل الشتاء حيث تشهد فيها المناطق الساحلية تفشي الوباء وارتفاع المصابين سنويا.
فتيات في المخيم الخاص بالمبادرة أفدن أن من ثمار هذه المبادرة هو التخلص من 9361 مصدرا لتوالد حمى الضنك وذلك بساعات تطوع بلغت 3045 ساعة لينخفض معدل الإصابة في المنطقة إلى أن أصبحت شبه معدومة.
وعلى ذات الصعيد أطلقت متطوعات في صنعاء مبادرة خيرات لتدريب وتنمية الأسر المنتجة والتي أصبحت تضم حاليا 80 متطوعة يعملن بكل جهدهن على تدريب وتطوير مهارات المرأة اليمنية في عدد من المجالات لتقوم المرأة بدورها الفعال في عملية التنمية المستدامة للوصول بالمجتمع إلى الاكتفاء الذاتي.
وقالت المتحدثة باسم المبادرة أن المبادرة انطلقت برعاية مؤسسة بنيان التنموية ومن واقع الشعور بالمسؤولية الوطنية في مواجهة الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها أبناء شعبنا اليمني المناضل جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر التي تفرضه قوى البغي والاعتداء الصهيوأمريكي عبر تحالف الشر السعوإماراتي، مشيرة إلى أن المبادرة تمكنت من تدريب أكثر من 4000 متدربة في مجالات الاكتفاء الذاتي المنزلي كالخياطة والتصنيع الغذائي والمجالات التعليمية التي تضم محو الأمية والقرآن الكريم والحاسوب واللغة الإنجليزية.
أما مبادرة رائدات النسوية فقد انطلقت في العام 2020م بتشكيل خمس فرق نسائية رئيسية للتوعية بمسببات الضنك والملاريا وطرق المكافحة المجتمعية لنواقل الأمراض الوبائية، وذلك في خمس عزل بمديرية القناوص محافظة الحديدة تمكنت خلالها المتطوعات من التوعية بشكل واسع حيث تم الوصول إلى أكثر من 25917 مواطنا ومواطنة في 5 عزل وتمت التوعية لحوالي 2873 منزلا و587 مجلسا مجتمعيا بساعات تطوع بلغت 1720 ساعة تم التخلص خلالها من أكثر من 2264 مصدراً لتوالد البعوض الناقل للمرض موزعة على الإطارات وأوعية حفظ المياه والمخلفات الصلبة والمستنقعات وبرك تجمع المياه.

تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا