الغباء ومراهقة اللاهثين وراء المال المدنَّس

 

د. يحيى أحمد الخزان

عندما يتشابك الغباء السياسي مع مراهقة الأطفال اللاهثين للحصول على المال الحرام ولو على حساب بلدهم ودماء الشعب وممتلكاته، هنا تتضح حقيقة التدني والسقوط الذي يعاني منه تجار السياسة والأوطان، كما يعيشه العالم الذي يتظاهر بالمبادئ التي تنتهك وتداس أمام عينيه!ً
ولعل تفجيرات مطار عدن وتناولاتها الإعلامية السخيفة من بعض الأطراف تؤكد مدى السقوط الأخلاقي والتدني المعرفي.
فقد تضاربت الاتهامات منذ الساعة الأولى بشأن الفاعل والمستفيد، وكان أحقرها الاتهامات الصادرة من أغبياء السياسة وفاقدي الأخلاق وهم المرتزقة وقنوات دول العدوان بما فيهن قناة الجزيرة، حيث تبنوا توجيه الاتهام بلا وعي أو ادراك وإنما إرضاء لمن يوجههم ويقودهم.
إذا ما رجعنا بالذاكرة لأحداث سابقة محلية أو إقليمية أو دولية، والتي تم فبركتها كمبررات لتنفيذ مخطط اختلقتها قوى الشر والطغيان العالمي (أمريكا، بريطانيا، فرنسا..) وأذنابهم في المنطقة، وكان الهدف تنفيذ مخططاتها، القريبة والبعيدة، فما حدث في مطار عدن لا يخرج عن ذلك السياق، ولعل الغباء تمثل في من تم إخراجهم وتوجيههم للمطالبة بحماية الحكومة! وكذلك الأبواق في الخليج وقنواته وأغبياء لندن وتركيا وغيرها من العواصم، يطالبون المجتمع الدولي بالحماية.
يتمثل الغباء السياسي والمعرفي لدى هؤلاء- من يرددون المعلومات التي يتم تداولها في وسائل التواصل-وهم يفتقدون إلى أبسط مبادئ المعرفة والسياسة، حيث يكررون دائما نفس الموال، وهؤلاء يسكنهم الحقد والانحطاط والتفاهة.
هل يدرك هؤلاء الأبعاد التي يتم التخطيط لها من وراء ذلك العمل الذي تم تنفيذه بنفس الأيادي المتسخة القذرة؟.
عليهم أن يتذكروا كيف احتلت بريطانيا عدن سابقاً إلا أنني متأكد أن هؤلاء الحمقى إنما يهرفون بما لا يعرفون.
أعتقد أن مجريات الأحداث تؤكد أن هناك توجهات لمخطط تم التحضير له وتنفيذه قريباً، ولعل ذلك من مبررات التنفيذ.
والجواب:( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) صدق الله العظيم.
في التاريخ عظات وعبر لا يفقهها إلا القليل ممن يمتلكون العلم والمعرفة والإدراك.
ولعل أعظم العبر والتي تعتبر من المعجزات، المقاومة والاستبسال والتصدي للعدوان الغاشم الظالم على اليمن خلال السنوات الست.
فهل يدرك أولئك اللاهثون المارقون جنايتهم على اليمن؟ وهل فهموا حقيقة العدوان ونتائجه المخزية لهم وعلى دول العدوان؟.
ولكن لا أظنهم فهموا النتائج الواضحة، فما بالك بالنتائج والمآلات البعيدة!!.( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

قد يعجبك ايضا