لولا الشهيد القائد

 

منير الشامي

كان المشروع القرآني الذي حمله الشهيد القائد السيد حسين رضوان الله عليه وما يزال أعظم نعمة وأوسع رحمة منّ الله بها علينا وخصّنا بها دون سوانا من الشعوب، وكرّمنا بها على سائر اﻷمم في هذا العصر، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا ضال مفسد أو حاقد مبغض أو منافق كاذب..
هذا المشروع العظيم هو امتداد لحياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وانعكاس لوجوده بيننا، ولا يمكن أن يتجاهل وجوده بيننا إلا من كان أصمّاً وأعمى وأبكماً !!
فلولا الشهيد القائد لما أفاقت الأُمة ، وكُشِفت الغُمة ، وتجلّت الظلمة..
ولولا الشهيد القائد لما امتلأت قلوبنا إيمانا بعد فراغها، ولا نفوسنا ثقة بالله بعد فقدها ولما عظم يقيننا بوعود الله ووعيده وظهر هذا اليقين بتقوى في القلوب وخشية لله ورغبة إليه ورهبة منه..
لولا الشهيد القائد لتعاظم جهلنا بربنا وديننا وقرآننا ونبينا وأعلام أمتنا الأطهار.
لولا الشهيد القائد لخضعنا لأعدائنا ، وسكتنا عن ظلم الظالمين ، وخنعنا لاستكبار المتجبرين.
لولا الشهيد القائد لاستعبدنا وارتضينا بالهوان ، وقدّسنا الطغيان، واكتملت غفلتنا عن القرآن ، ولا اندفعنا بالإيمان ، ولا عرفنا شجاعة ولا ثباتاً ولا إقداماً.
لولا الشهيد القائد لصارت أرضنا مغصوبة، وكرامتنا مسلوبة ، وحريتنا منهوبة ، وأصبحنا عبيداً للمستكبرين وألعوبة المتجبرين يسوموننا سوء العذاب آناء الليل وأطراف النهار.
لولا الشهيد القائد لكنا بلا قوة ولا بأس ودمى لا فرق بين اقدامها والرأس ، ولبسنا رداء المذلة واليأس.
لولا الشهيد القائد لما صمدنا يوما في وجه العدوان ولا ردعنا تحالف الشر والطغيان ولا كسرنا قرن الشيطان.
لولا الشهيد القائد لما أصبحنا رجال الرجال ولا خرج منّا المجاهدون الأبطال ، ولا رأينا الشهداء بعد أن أذاقوا العدو الوبال وجرعوه أشد النكال.
ولولا الشهيد القائد لما أحيت الأمة بالقرآن ، وما تحصنت بثقافة الفرقان ولا تعلمت الصمود في وجه الطغيان ولا كان ولاؤها للرحمن ولا تبرأت من أعدائها والشيطان ولا صنعت قاهراً ولا قاصفاً ولا بركاناً.
فكيف بعد كل هذا لا نحب حسيناً وهو قرين القرآن؟!
وكيف لا نجلّ حسيناً وهو شهيد القرآن؟!
وكيف لا نحزن على حسين وهو من أنار دربنا وأزاح عنا ظلمته وهو من علمنا الصمود في وجه الاستكبار في زمن الخنوع وعلمنا العزة في زمن الذل وعلمنا الإباء في زمن السقوط وعلمنا الكرامة في زمن الانحطاط؟!
وكيف لا نوالي حسين العصر وهو من علمنا الولاء في زمن العمالة وسقى بدمه الزكي أمة مجدبة فأثمرت قوة وشموخا ؟
هذه بعض من ثمار استشهاد القائد العلم شهيد القرآن التي تجلت ولمسناها وذقنا حلاوتها، وستظهر في المستقبل ثمار أخرى لدمائه ودماء كل الشهداء الذين مضوا على الدرب الذي رسمه وستكون أعظم وأكبر وأجل من الثمار السابقة لم تخطر لنا على بال سنراها وقائع مشهودة أمام أعيننا كما نرى الشمس في كبد السماء، ولا عجب في ذلك فثمار الشهادة فوق ما تتوهمه الفطن وفوق ما تتصوره العقول والألباب، وتلك سنة من سنن الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.

قد يعجبك ايضا