المستشار السياسي لرئيس المجلس السياسي الأعلى - رئيس حزب الأمة العلامة محمد مفتاح:
الكرامة قضية الأنبياء.. والشهداء هم طليعة الصراط المستقيم
الثورة /محمد أحمد اليتيم
عندما تجتمع السياسة والعمل السياسي بالقيم والمبادئ الإسلامية والنظرة الشمولية للدين وللأمة من كل الزوايا عند أصحاب القرار والمفكرين والسياسيين والمسؤولين ويتخلصون من الرؤية الشخصية والأنانية، يتحولون إلى أناس جذابين يظهرون حقيقة لطالما تغيبت مئات السنين من سلاطين الجور وعلماء السوء، وهي حقيقة أن الإسلام، دين ودولة ، المستشار السياسي للرئيس المشاط ورئيس حزب الأمة العلامة محمد مفتاح أبرز هذه النماذج الجذّابة، والكثير الكثير من الذين ستتضح لهم الرؤية السليمة ويحذون حذوه في نشر الوعي وإصلاح الأمة وبناء الدولة الإسلامية الحقيقية للأمة كلها بعالمية القرآن والتي إن استقرت أشرقت الأرض بنور ربها.
في كلمة له أمام جمع غفير من الأمة المحمدية في ذكرى الشهداء، العلامة والسياسي الكبير الأستاذ محمد مفتاح يستنهض المجتمع من جديد بهذه الذكرى التي وصفها بالمسؤولية الكبيرة أمام القضية الكبرى التي استشهد من أجلها عشرات الآلاف من خيرة شباب هذه الأمة ومن خيرة رجالها بل ونساءها وأطفالها.
وقال إن هذه الذكرى تذكرنا بالمسؤولية نحو هذه القضية العظمى، قضية الكرامة الإنسانية التي تتلخص في التحرر من كل طواغيت الدنيا.
وأكد مفتاح أن هذه القضية هي قضية الأنبياء “سلام الله عليهم” في كل مرحلة وفي كل زمان وقضية اتباع الأنبياء ومن ساروا على نهجهم وجاهدوا تحت رايتهم سواءً مع نبي الله نوح أو مع من بعده من الأنبياء أو مع من لم تُذكر أسماؤهم في القرآن العظيم.
القضية الأولى
وأوضح أن هذه قضية الكرامة وهي القضية المحورية الأولى في حياة البشرية، معللاً ذلك بأن الطواغيت والطغاة وعبدة الطاغوت أرادوا أن ينحرفوا بالبشرية عن النهج السوي باختلاقهم العادات المنحرفة والأفكار الضالة .
وأسرد العلامة مفتاح عبرا ودروسا من تاريخ الأمم وكيف تعاملت تلك الأمم مع أنبيائها وكيف واجهوا الطواغيت الذين أرادوا أن يُعبدوا من دون الله في تلك المرحلة كالذين نراهم اليوم من طواغيت العصر.
وأوضح العلامة مفتاح أن الشهداء هم الامتداد لهذا الجهاد في تاريخ البشرية وورثة الرسالات وورثة المنهج الحق من أول يوم في هذه الحياة إلى آخر يوم في الدنيا.
وبين العلامة مفتاح أن الشهداء هم طليعة الصراط المستقيم الذي هو “صراط الذين أنعمت عليهم” رابطاً إياها بآية أخرى في سورة النساء “أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين” لأن الله هداهم لهذه الدعوة واستجاب لهم الدعاء بقوله” اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم”.
وأوضح العلامة مفتاح أن الشهداءهم قدوة كل صادق لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه واتجهوا إلى الجبهات بشوق ورغبة وتلهف وبإرادتهم وقدموا حياتهم وأرواحهم برغبة، راجين من الله أن يتقبل منهم قربانهم.
ذكرى الأولين والآخرين
ويبيّن العلامة مفتاح أن ذكرى الشهداء لا تختص بمرحلة معينة وجيل واحد بل هي قضية كل الأجيال حتى التي عاصرت الأنبياء واستشهد فيها الأنبياء والعظماء في الماضي، وفي الحاضر، مؤكداً أن قضية استشهاد الأنبياء والصالحين من عباد الله والأخيار هي قضية مرتبطة ومتصلة ومتلازمة مع من يستشهدون من أبناء امتنا في هذه المرحلة وفي هذه المعركة التي هي امتداد للمراحل السابقة وباقية إلى نهاية الدنيا أمة واحدة، وسبيل واحد، ومنهج واحد.
ورأى العلامة مفتاح أن هذه الذكرى ستخرج عن الأطر الجغرافية والإقليمية وتتحول إلى ذكرى واحدة في كل بلدان العالم الإسلامي. مبينا أن الأحداث والمتغيرات تؤكد ذلك من خلال مسار الأحداث وتقاربها حتى تصير ذكرى “شهداء الإيمان” بإذن الله.
زوال التسلط
وأشار العلامة مفتاح إلى أن ثقافة الشهادة كفيلة بزوال الطواغيت والمتسلطين على رقاب الأمة، وأن هذه الذكرى ذاتُ وجهين وجه لزوال الطواغيت والمتسلطين وتذكر الأمة بكل جرائمهم وجبروتهم وبشاعتهم بحق البشر والأمة.
الوفاء للقضية
ويفسّر العلامة مفتاح ماهية وكيفية الوفاء لهذه القضية وكيفية الاستشعار للشهداء سواءً الذين عرفناهم وعاشوا معنا أم غيرهم ممن لم نعرفهم أن نستشعرهم بيننا وأن يكون استشعارنا لهم كل على حدة وأنت في عملك وأنت في مسؤوليتك في تحركك في سلوكك وتشعر أن هؤلاء لو اجتمعوا في مجلس واحد وعاتبوك، ما الذي ستقوله إن لم تكن وفياً لقضيتهم؟!
موضحا أن الوفاء للشهداء يعني الوفاء للقضية التي استشهدوا من أجلها وهو سلوك وليس مجرد كلام بل سلوك لخدمة القضية في كل سلوكنا الفردي والمجتمعي ومع أولادنا وجيراننا ويكون استشعارنا للقضية نفسها التي عانوا من أجلها وتعبوا من أجلها واستشهدوا من أجلها وبذلوا أرواحهم من أجلها.
الحد من جرائم الأعداء
ويعود بنا العلامة مفتاح إلى بداية العدوان مذكراً المجتمع كيف كان البلد في بداية العدوان وما حل به حيث كان الفرد لا يكاد أن يضع رأسه على فراشه إلا وهو ينتظر الشهادة لكثافة القصف والإجرام والغارات التي رأوها أمامهم والمنازل مهدمة على رؤوس الأطفال وسفك الدماء وتمزيق الأشلاء ودفنهم في منازلهم مؤكداً أن هذا الإجرام كان سيستمر ويتكرر ويعمم في كل أقطار البلد لولا وقوف هؤلاء الشهداء في وجوههم مكرراً بأنه لولا دماء الشهداء لما نام واحد منا آمنا في بيته لحظة واحدة.
ما أشبه الليلة بالبارحة
واختتم الهامة العلمية مفتاح كلامه رابطا بين ما حصل في غزوة أُحد من تمثيل وسحل وقطع الأنف والأذنين للشهداء الذين سقطوا في تلك الغزوة وبين ما يحصل اليوم.. مؤكداً أننا نعيش نفس اللحظة مذكراً بما حصل للأسرى من تعذيب وتمثيل حتى استشهد عدد كبير منهم.. وأكد أن من يسيرون على هذه الجرائم هم من يسيرون على نهج المجرمين الأوائل في غزوة أُحد أو غيرها.
بعد ذلك دعا العلامة مفتاح إلى رفد الجبهات بالمال والرجال كواجب شرعي، ديني وأخلاقي لاستئصال المجرمين وأذيالهم.