ما يفعله العدوان في الحديدة ليس مجرد خروقات بل حرب يقرع طبولها!
كتب/ المحرر السياسي
منذ التوقيع على اتفاق السويد نهاية العام 2018/م ، حتى اللحظة لم تتوقف العمليات العسكرية لتحالف العدوان ومرتزقته في الحديدة يوماً واحداً ، وقد سجلت غرف عمليات الارتباط أكثر من (850000) عمل عسكري وأمني منذ توقيع الاتفاق حتى اليوم ، ما بين عمليات قنص وقصف مدفعي وصاروخي واستهداف بالذخائر والأعيرة ، إلى إحراق مزارع ومنازل وإنشاء تحصينات ، وتحليق الطيران بمختلف أنواعه ،إلى الزحوفات الميدانية ومحاولات تسلل لإسقاط المناطق والسيطرة عليها ولم يتوقف الأمر عند هذا كله ، بل وصل إلى تنفيذ الطيران مئات الغارات على مناطق متعددة في محافظة الحديدة.
ورغم الرصد اليومي للأعمال العسكرية التي يقوم بها تحالف العدوان ومرتزقته في الحديدة وتوثيقها، وتزويد البعثة الأممية بصورة يومية وعبر بلاغات رسمية إلا أن الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً ولم تعلن موقفاً إزاء ذلك منذ دخل الاتفاق حيز التنفيذ , وحتى اليوم يواصل المرتزقة والعدوان التصعيد العسكري بقصف أحياء المدينة وقرى مديرياتها ، ويستهدفون التجمعات والأسواق وصالات الأعراس بقذائف المدفعية والهاون والصواريخ وبالغارات الجوية كما حدث أمس، وقد تجاوز عدد الضحايا (7000) مدني ما بين قتيل ومصاب جراء العمليات العسكرية لتحالف العدوان والمرتزقة خلال فترة سريان الاتفاق، كما أدت عمليات المرتزقة إلى تشريد الآلاف من الأسر قسراً ورحيلهم من أغلب المناطق التي تقع بالقرب من خطوط التماس.
الاستراتيجية العدوانية في الحديدة قبل اتفاق السويد لم تختلف عنها بعد الاتفاق ، الهدف هو إسقاط الحديدة, أكان بالخروقات اليومية أم بالحرب المفتوحة ، ولهذا لم يتوقف المرتزقة عن استهداف المدنيين بالمدفعية والصواريخ والذخائر في المزارع والمنازل والأسواق والمتنزهات وصالات الأعراس والعزاء يوماً ، ولم يتوقف الطيران عن ملاحقة المواطنين واستهدافهم, والحال نفسه تقوم البارجات بملاحقة الصيادين وقتلهم وإحراقهم عرض البحر ، ولطالما أعاد العدوان وأبواقه وجوقته تدوير الأكاذيب تجاه كل الفعائل التي يمارسها في الحديدة ، لكن ما شهدناه يومي أمس وأمس الأول من عمليات قصف واستهداف وغارات وتحليق وتمشيط من قبل الطيران ، وصولا إلى شن غارات جوية على الدريهمي والصليف ، يؤكد بأننا أمام تصعيد عدواني من نوع آخر ، وأن تحالف العدوان ومرتزقته فعلياً قد أعلنوا الارتداد عن اتفاق السويد ، وما هو حاصل يتجاوز مسألة الخروقات إلى ما يمكن اعتباره حرباً مفتوحة يشنها تحالف العدوان والمرتزقة على الحديدة .
فقد جاء الهجوم بالقذائف المدفعية الذي استهدف صالة أفراح بمديرية الحوك في مدينة الحديدة أمس الأول وأدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين ، وإصابة سبعة آخرين، متزامنا مع تصاعد العمليات العدوانية التي تتعرض لها الحديدة والتي تسجل مستويات غير مسبوقة ، حيث سجلت غرف الارتباط 242 من العمليات العسكرية من طرف العدوان خلال الساعات الماضية بينها قصف مدفعي وصاروخي على مناطق متعددة في التحيتا ، وغارة شنها الطيران التجسسي على الدريهمي، وغارة أخرى شنها الطيران الحربي على مديرية الصليف ،..
علاوة على تحليق 14 طائرة حربية في أجواء حيس والجبلية وكيلو16 وشارع الـ50 والمنظر ، وتحليق 12 طائرة تجسسية في أجواء الدريهمي والجاح والتحيتا وكيلو16 ، كما رصدت غرف عمليات الارتباط 19 عملية قصف مدفعي و193 عملية استهداف بالأعيرة النارية.
كما أتى استهداف مرتزقة العدوان صالة فرح مليئة بالمدنيين في مديرية الحوك بمدينة الحديدة ، فاتحاً لعمليات تصعيدية واسعة ينفذها العدوان ومرتزقته ، بدأت منذ ثلاثة أيام في كافة أنساق وخطوط التماس ، كما أن التحليق المكثف وغير مسبوق للطيران الحربي والاستطلاعي في أجواء الحديدة والمصحوب بقصف مدفعي وصاروخي غير مسبوق وتمشيط بالأعيرة النارية، يؤكد بأننا أمام جولة جديدة من الحرب العدوانية المفتوحة والشاملة على الحديدة ، يتحمل عواقبها تحالف العدوان ومرتزقته الذين ما برحوا يوماً وهم يتوعدون اتفاق السويد بالإسقاط وطرحه أرضاً ، واليوم يشعلون كل خطوط التماس في الحديدة بالنيران والقذائف وحتى الغارات.
القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم أكد أن مرتزقة العدوان استهدفوا بوابة صالة المنصور للأفراح أثناء إقامة عرس نسائي ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرة مواطنين ، وأشار إلى أن الشهداء والجرحى كانوا من المواطنين المنتظرين أمام بوابة الصالة لخروج عائلاتهم من العرس ، واعتبر ذلك انتهاكاً سافراً وغير مقبول لاتفاق السويد ، الفعاليات والتنظيمات والجهات الرسمية أدانت الجريمة وطالبت المبعوث بالقيام بدوره ، لكن المبعوث لم يعد يسمع إلا همساً من الرياض وأبو ظبي ونحوهما!
التصعيد العسكري في الساحل ، رسالة واضحة بأن اتفاق السويد لم يعد له محل لدى تحالف العدوان والمرتزقة ، أما السجالات الإعلامية التي يعملون على إثارتها حول اتفاق السويد وضرورات التمسك به فهدفها التغطية على فعائلهم المستمرة ، كما أن الخروقات والاعتداءات اليومية تتم بالتماشي مع الدعايات الكاذبة التي يسوقها الإعلام والأبواق التابعة لتحالف البغي والارتزاق ، فلم يتوقفوا يوماً عن اتهام الجيش واللجان الشعبية بخروقات عسكرية ، ولم يتوقفوا يوما ولا لحظة عن القصف والقنص والاستهداف طيلة عامين ، واليوم يشعلون الحديدة حرباً شعواء ، ويتناولون السويد كذريعة يستكملون من خلالها ما يريدون من مخططات.
وفيما يبدو فأن البعثة الأممية قد أخلت مسؤوليتها أو تخلت عنها ، أما المبعوث الأممي والأمم المتحدة نفسها فهم منذ زمن يشاهدون القذائف والغارات والصواريخ تتساقط على رؤوس المدنيين في الحديدة ويكتفون بتصريحات وبيانات معلبة وكاذبة من قبيل الاستهلاك والتدجين والتضليل الإعلامي ، لقد وصل التصعيد العسكري ذروته بعدما شهدته الحديدة يومي أمس وأمس الأول من قصف وغارات وتحليق واستهداف مدفعي وصاروخي وتمشيط بالأعيرة ، ويفترض أن يدفع المبعوث الأممي للخروج عن الصمت المشبوه ، لكنه نام أو مات ، والأمر سيان بالنسبة لمبعوث قال ما لم يفعل ، وفعل الكثير لصالح الطرف المعتدي على اليمن دون وازع لديه ولا مانع.
إن العمليات العسكرية المتصاعدة في الحديدة والصمت الأممي تجاهها ، يضعان اتفاق السويد على المحك ويبيحان لقوات الجيش واللجان الشعبية استخدام حق الرد المكفول بكل مواثيق الأرض والسماء فحق الدفاع عن النفس حق وواجب مقدس ، وما لم ينصاع المرتزقة وتحالف العدوان -للاتفاق وما ينص عليه من وقف كامل وشامل لإطلاق النار ووقف الغارات والتحليق والاستطلاع ، وما لم تتخذ الأمم المتحدة ويتخذ ولمبعوث الأممي مواقف واضحة ومسؤولة ونزيهة إزاء ذلك – فإن عليهم تحمل أي تطورات تسجلها الأيام القادمة ، وعليهم أن يعرفوا بأن أي صراخ لن يكون مجدياً منهم ولن يكون مسموعاً من أحد.
ما يفعله العدوان في الحديدة لم يعد مجرد خروقات ولا تصعيد لها ، بل حرب ينوي إشعالها ، وما ينبغي عليه معرفته أن ذلك لن يكون من مصلحته ولا من مصلحة مرتزقته العملاء وأن المرتد عن العهود والمواثيق عاقبته الخسران المبين.. ومن الله النصر والتأييد.