في الذكرى السنوية للشهيد.. ما هي رسالة الشهيد للمجتمع؟

 

العلامة فؤاد ناجي: ثقافة الاستشهاد صمام أمان من السقوط تحت الوصاية والهيمنة الأجنبية
العلامة العزي راجح: الإحسان في أرقى مساراته هو بذل النفس وهو الذي يجب أن يتجسد في كل مسلم

ستة أعوام من العدوان والحصار قدم خلالها الشعب اليمني أروع التضحيات في سبيل الله ودفاعاً عن الأرض والهوية. وكان شهداء اليمن الأبرار هم أعظم الرجال وهم من أذلوا تحالف العدوان ومرتزقته من شذاذ الآفاق وخونة الأوطان.
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد التقت “الثورة” عدداً من الشخصيات الاجتماعية الذين تحدثوا عن هذه المناسبة الجليلة وهنا المحصلة.

الثورة  / عادل محمد

الوفاء لأهل الوفاء
في البداية تحدث نائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد محمد ناجي قائلاً: إن الذكرى السنوية للشهيد محطة هامة للتزود بالروحية الجهادية وهي مدرسة يتعلم فيها شعبنا دروساً هامة يحتاج إليها في مسيرة الكفاح والنضال والجهاد المقدس.
وقال نائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد ناجي: كما أنها مناسبة لمبادلة الوفاء لأهل الوفاء من أسر الشهداء، وتابع قائلاً: الذكرى السنوية للشهيد محطة هامة يتزود فيها شعبنا بالروحية الجهادية وفي مدرسة يتعلم فيها دورساً هامة يحتاج إليها في مسيرة الكفاح والنضال والجهاد المقدس ، كما أنها مناسبة لمبادلة الوفاء لأهل الوفاء من أسر الشهداء ،إن ذكرى الشهيد هي مناسبة لتذكر مواقف الشهداء وتخليد آثارهم وتوثيق مواقفهم، هذه المناسبة ليست خاصة بنا بل تخص كل الأمم التي تعمل على تخليد عظمائها وتقديس مآثرهم وقد ورد في نشيدنا الوطني “واذكري في فرحتي كل شهيد وامنحيه حللاً من ضوء عيدي” كل ذلك يؤكد أهمية هذه المناسبة الخالدة والتي تتعاظم أهميتها في ظل الظروف التي يمر بها شعبنا في مواجهته للعدوان وهو يقدم كل يوم كوكبة من الشهداء ويحيي كل يوم مناسبة شهيد جديد.
إن ثقافة الاستشهاد هي صمام الأمان لشعبنا من أن نضام أو نستذل أو يسقط بلدنا تحت الوصاية والهيمنة الأجنبية.
الشهادة تجارة رابحة
الدكتور عبدالله عبدالله الحوثي -عميد الشؤون الأكاديمية بجامعة اقرأ، أشار إلى أن الشهادة هي أرقى مراتب الرقي الروحي والإنساني، وتساءل في سياق حديثه قائلاً: إن رسالة الشهيد للمجتمع هي التأكيد على أن الشهادة أعلى مراتب الرقي الروحي والإنساني للنفس التي وجدت في الأساس من أجل الرقي والعودة لخالقها وقد تخلصت من كدر الحياة والصراعات الفاسدة، فالشهادة بهذا الهدف تكامل وليس تسافلاً ورسالتي في الذكرى السنوية للشهيد أيها الشهيد لقد حزت مكانة تؤهلك لتحقيق المعنى الحقيقي لقوله تعالى” إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ” فقد وجدت الله واخترت العودة إليه سبحانه حاملاً شهادتك على عصرك ومن آثم في استهدفك ولترتبط ارتباطاً وثيقاً بالشهداء الذين قال الله تعالى فيهم” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا” فالشهادة تجارة رابحة ليست في الحياة هنا وإنما في الحياة الحقيقية ” وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ”.
مسار الإحسان
بدروه أكد وكيل وزارة الأوقاف لقطاع التوجيه والإرشاد العلامة العزي راجح أن الرسائل التي يبعثها الشهيد للمجتمع يعجز اللسان عن وصفها وتجف الأقلام عن الإحاطة بها، وقال: من رسائل الشهداء للمجتمع إنهم رفضوا السكوت عن الظلم والظالمين وأن مسار الإحسان في أرقي مساراته هو بذل النفس وأن الأمة التي تعشق الشهادة هي الأمة التي لا يمكن للطواغيت والمجرمين والمستكبرين أن يذلوها.
وأضاف: رسالة خاصة لكل صاحب مسؤولية مفادها إن المنصب الذي وصل إليه ثمنه دماء وتضحية واستبسال.
وتابع العزي راجح- وكيل وزارة والأوقاف والإرشاد حديثه قائلاً: بقدر ما بذل الشهيد أغلى ما يملك في سبيل الله وابتغاء مرضاته ومن أجل ان تتجسد القيم الدينية والأخلاق القرآنية بقدر ما ارسل رسائل يعجز اللسان عن وصفها وتجف الأقلام عن الإحاطة بها ،فمن رسائل الشهيد التي لا حصر لها ما يلي: إن السكوت عن الظلم والظالمين وعن المجرمين وسبيلهم لا يرضى به ذوو القيم الدينية وذوو البصائر القرآنية وذوو الحرية والإباء، وأن مسار الإحسان في أرقى مساراته هو بذل النفس وهذا الذي يجب أن يتجسد في كل مسلم ،إن الأمة التي تعشق الشهادة هي الأمة التي لا يمكن للطواغيت ولا للمجرمين ولا للمستكبرين أن يذلوها ولا أن يضعفوها، إن الحرية والأمن والأمان الذي يعيشه كل أبناء شعبنا سببه هو الدماء الطاهرة والزكية التي بذلت في سبيل الله، رسالة خاصة لكل صاحب مسؤولية مفادها أن المنصب الذي وصل إليه ثمنه دماء ثمنه تضحيات، ثمنه استبسال.
رسالة الشهيد
الأخت فاطمة نبيل المؤيد -طالبة جامعية أكدت أن الشهيد يخاطبنا بقوله : “أنا الشهيد رسالتي لأبناء وطني وأفراد عائلتي بأن تبقوا على نفس الطريق الذي سرنا فيه ونهجناه، فهو طريق مقدس وقد بذلنا فيه أغلى ما نملك، بذلنا في هذا الطريق أرواحنا لرفع كلمة الله ولدفع الظلم عن الوطن الذي تعرض للعدوان الظالم الغاشم الذي لا يرضي الله ورسوله وكونوا على ثقة ويقين بأن نهاية هذا الطريق هي النصر والرفعة والتمكين لا محالة، فهذا وعد الله وتعالى الله أن يخلف وعدة فأرجو وأتمنى منكم أن لا تقفوا في منتصف الطريق وأن تكملوا ما بدأناه مهما واجهتكم من مصاعب ومحن فالله معكم ولن يخذلكم.. وأتمنى أن تحيوا ذكرانا وتذكروا مآثرنا ولا تخونوا دماءنا التي بذلناها من أجل أن يعم الأمن والسلام”.
الشهداء بطولة وجهاد
الأخ صادق الشوكاني -المعهد العالي للتوجيه والإرشاد، أشار إلى أن الذكرى السنوية للشهيد هي مناسبة جليلة لإحياء واستلهام دور الشهيد المتمثل في بطولته القتالية والجهاد من أجل حماية الوطن والذود عنه ضد من يريدون المساس بكرامة وحرية الشعب والعبث بممتلكاته وثرواته، ورسالة الشهيد هي التأكيد للجميع على عدم التهاون والانتقاص من دور الشهداء الجهادي حيث ضحوا بدمائهم من أجل ان ينعم الآخرون بمستقبل زاهر ينعم بالأمن والاستقرار والحرية ووطن خال من الوصاية الخارجية.
مسؤولية الجميع
الأخ عبدالله محمد هادي سريح -مدير عام الموارد البشرية بالمعهد العالي للتوجيه والإرشاد قال: إن الشهداء هم الذين بذلوا أرواحهم من أجل الوطن من أجل الحق والعدل وهم يعتبرون رجال الرجال وتضحياتهم كانت من أجل أجيال المستقبل وبعون الله سنمضي على نهجهم ودماء الشهداء أمانة في أعناقنا وأسر الشهداء مسؤولية الجميع.
أحياء عند ربهم
الأخ هاشم علي حسين شرف الدين قال: إن الشهيد الذي ضحى بدمه في سبيل الدفاع عن الوطن والأرض والعرض يستحق منا جميعاً رد الجميل من خلال الاهتمام بأسر الشهداء ..وتابع قائلاً: للشهيد آثار عظيمة تتجلى في ملاحم النصر والتنكيل بأعداء الله، فهذا الشهيد الذي ضحى بدمه في سبيل الدفاع عن الوطن والأرض والعرض يستحق منا جميعا رد الجميل له عبر متابعة حالة أسرته المادية وتفقدهم وتفقد أوضاعهم، فهذا ابسط ما يمكن أن نقدمه للشهيد كمجتمع يعتز ويفتخر بشهدائه والسير على نهجهم والمضي قدماً على خطاهم، فسلام على الأحياء عند ربهم ،قال تعالى ” وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.

قد يعجبك ايضا