محمد الحاكم
ربما لم يكن أحد يتصور ما وصل إليه العالم العربي من انهزام وانحطاط وركوع أمام عدوهم الأزلي الذي أوصاهم الله ورسوله، يقول جل شأنه ” وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ” وكم تحدث القرآن الكريم عن هذه الفئة.. فماذا تعني هذه الهرولة والتطبيع فهل كان محمد يريد تطبيعاً مع اليهود عندما نصبوا له العداء من أول وهلة وبعد ما عرفوا أنه رسول إلى البشرية من عند الله سبحانه. وذكر التاريخ أن حيي ابن اخطب اليهودي سأل أخاه أبا ياسر وكأنه كان أعلم منه، فقال له ما رأيك يا أبا ياسر هل محمد نبي؟. فأجابه نعم هو نبي.. فقال له ما موقفك منه فقال عداء حتى الموت. هذا هو شأنهم في عهد محمد صلوات الله عليه وآله ناهيك عن اليوم الذي اصبحنا فيه نحن العرب تنتهك كرامتنا وعرضنا من قبلهم أمام العالم وربما لو أراد رجل من العرب اليوم أن يتنصل عن عروبته لما كان ملاما فالمرأة العربية اليوم لا كرامة لها ولا ثمة من يدافع عنها، فها هي فلسطين تحت رحمة اليهود.. في السجون مئات حسب الإعلام منهن البنات ذوات الأربعة عشر عاما فما دون فبمن يستغثن بالمجرم بن سلمان أم محمد بن زايد أم ملك البحرين أم المجلس السيادي السوداني.. ثم إلى القارئ الكريم هل سمعتم يوما أن امرأة يهودية في العالم هتكت حرمتها؟.
هؤلاء الذين عانقوا نتنياهو اليوم وغيروا المناهج لترضى عنهم أمريكا وإسرائيل أغضبوا الله ورسوله وكل الشعب العربي الراكع للهيمنة والاستعباد، هؤلاء المسؤولون هم الداء وهم من أهان الأمة العربية وطلبوا العزة من عدوهم ولم يعلموا أن العزة لله ولرسوله ولم يقرأوا قول الله جل شأنه ” وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ” عندما سمع العالم كله ما حل بالمسلمين في البوسنة والهرسك حيث فتك بهم النصارى وهتكوا أعراض نسائهم، إذا كان في إقليم كوسوفو مليونا مسلم تلاعب بهم أولئك بكل معاني الكلمة ثم باعوا أطفالهم للعالم ووزعوهم هدايا لمن أرادوا، إذ وصل نصيب إسرائيل من هؤلاء الأطفال المسلمين إلى فلسطين المحتلة. امرأة مسلمة من هؤلاء ظهرت على الشاشة في عام 1993م تشكو حالها مما جرى وتقول إنه تعاقب عليها تسعة أشخاص فأين كان مليارا مسلم أو أقل؟ أين كان هؤلاء؟ أم أنهم كانوا نياماً؟! الآن دولة الكويت أرسلت لهؤلاء مستشفى متنقلاً إذا كان هؤلاء الزعماء لا زالوا في انتمائهم للعروبة والإسلام وهم إنما جددوا التطبيع الذي مزقه محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله بعد المعاناة حين كانوا على مقربة من المدينة المنورة، فقال قوله المشهور “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريضة” فأجلاهم بحد السيف وحين قال الله سبحانه ” أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم”.
فهل كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم مخطئاً في مفهوم محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وملك البحرين وعسكر السودان؟، فهو صلوات الله عليه وآله وسلم، يجليهم بحد السيف وهؤلاء يعيدونهم بالزغرودة والرياحين، فإلى أين يا شعب العرب؟ فأين حبكم لهذا النبي الكبير الذي أخرجكم من وحل الجاهلية الأولى ثم أنتم اليوم تكفرون به وتحيون جاهلية أسوأ من الأولى حسب قوله، وتتعاونون كلكم على الشعب اليماني وتقتلون شعبكم وأصلكم وتكذبون نبيكم إذ يقول “الإيمان يمان” وأنتم اليوم تقاتلون أو تقتلون في اليمن المجوس، لقد هزلت إذن، فالموت خير وأشفى.. ولا قوة إلا بالله.