“المقذوف” العجيب بعيد المدى

حمدي دوبلة

 

كعادته في ادعاء البطولات والعظمة والكبرياء، تحدث النظام السعودي عن وصول ما أسماه مقذوفاً “طائشاً” إلى محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو الواقعة شمال مدينة جدة، قبل أن يذهب مولولا شاكيا إلى مجلس الأمن بأن عصب الاقتصاد العالمي بات في معرض خطر كبير بسبب صواريخ اليمن الباليستية المتطورة.
-تطابقت تصريحات المتحدث باسم تحالف العدوان المدعو تركي المالكي والمصدر المسؤول بوزارة الطاقة السعودي بأن ما تعرض له خزان الوقود في محطة أرامكو في ميناء جدة واشتعال النيران فيه لساعات كان إثر “مقذوف” بلاعنوان أو هدف وأن الأضرار والخسائر الناجمة عنه طفيفة جدا وأن لا خسائر بشرية وأن الأضرار المادية كانت فقط بنسبة 10% من إجمالي مخزون الوقود في الخزانات.
-ما أعجب أمر هذا “المقذوف” الذي سافر لمئات الكيلومترات مخترقا أحدث أنظمة الدفاعات الجوية التي تمتلكها الدولة الأكثر غنى وثراء في المنطقة وما أغرب فعاله وهو يصيب هدفه بدقة عالية دون أن يكون له أي نتائج جانبية تهدد أمن وسلامة المدنيين والأعيان المدنية في تلك المدينة المكتظة بالملايين من البشر، لدرجة أن مدنيا واحدا لم يصب بأذى.
-هؤلاء المغفلون والحمقى دائما يحسنون من حيث يريدون الإساءة إلى اليمن والتحقير من شأن شعبه وعقول أبنائه وإبداعاتهم في مجال التصنيع العسكري والحربي.
-لقد أظهرت الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية جانبًا من الأضرار التي لحقت بخزان وقود محطة أرامكو في مدينة جدة ، بعد استهدافها بصاروخ مجنح من نوع “قدس2”..كما نشرت عدة مواقع متخصصة بصور الأقمار الصناعية، صورًا جوية لموقع الاستهداف، يظهر فيها حجم الحريق الهائل في الموقع المستهدف، فيما سارعت وسائل إعلام دولية ومواقع أجنبية إلى القول بأن دلالات الضربة الصاروخية اليمنية تكمن في اختراق الدفاعات الجوية التي تمتلكها السعودية، ووصول الصاروخ إلى هدفه بتلك الدقة، لكن كل ذلك لم يمنع النظام السعودي الأرعن من التمسك بروايته المعهودة حول المقذوف العجيب الذي فعل مالم تستطع إحداثه الطائرات الحربية والصواريخ الذكية .
-تلك المقاتلات المتطورة وصواريخها الموجهة بدقة، كما يزعمون، سارعت – بعد ساعات على “وصول المقذوف” إلى ثاني أكبر مدن مملكة العدوان – إلى شن غارات هستيرية على العاصمة صنعاء انتقمت فيها من المقذوف بإزهاق أرواح عشرات من الأغنام والنعاج والخيول وألحقت أضراراً في منازل الكثيرين من المدنيين الأبرياء.
الـ30من نوفمبر الرسالة الواضحة
-اليوم يحتفي اليمنيون بذكرى الاستقلال المجيد الـ30من نوفمبر وهو اليوم الذي رحل فيه آخر جنود الإمبراطورية البريطانية من الأرض اليمنية بعد احتلال استمر 139عاما، وهذه المناسبة التي تعتبر نكبة للإنجليز وهزيمة لا مثيل لها ومسمارا في نعشها كانت ولا تزال وستبقى رسالة واضحة وباقية لكل مستعمر وغاز ودخيل بأن هذه الأرض الطيبة تلفظ الجيف ولا تقبل النجاسات وأن مصير المحتلين الجدد لن يكون بأفضل من أسيادهم الأقدمين ..وكل عام واليمن وشعبه العظيم في أمن وسلام وازدهار ومن نصر إلى نصر.

قد يعجبك ايضا