الصراع السياسي وانشغال رجال الأمن بحماية الشخصيات أثر على الأمن عموما◌ٍ


■ هناك نساء اشتركن في جرائم اختطاف للأطفال وسرقة سيارات ومجوهرات ومحلات تجارية
,إعادة الثقة بين المواطن ورجال الأمن صعبة ولكنها ليست مستحيلة
, همنا الأساسي في الوقت الراهن تحقيق الأمن والاستقرار للعاصمة

, 49 جريمة قتل عمد خلال الثلاثة الأشهر الماضية ضبطنا منها 41 جريمة

, ضبطنا عدداٍ من العصابات المسلحة وجهودنا كبيرة في هذا الاتجاه

> أعتبر مدير عام أمن أمانة العاصمة العميد/ عصام علي جمعان انشغال أفراد الأجهزة الأمنية بعملية الحراسات الشخصية للأطراف السياسية بدلاٍ من الاهتمام بالعمل الأمني أحد أسباب الضعف الأمني إضافة إلى أنه أثر سلبياٍ على الأمن العام.. معتبراٍ جرائم الإرهاب والاغتيالات من أخطر الجرائم التي تشهدها أمانة العاصمة.
وشدد العقيد جمعان في هذا اللقاء الذي أجريناه معه على ضرورة الاهتمام بالجانب البشري والمادي والفني لأفراد الأمن كونه من أهم العوامل التي تساعد على الارتقاء بالعمل الأمني وتحقيق الأمن والاستقرار.. داعياٍ جميع رجال شرطة الأمانة إلى رفع اليقظة الأمنية والعمل بروح الفريق الواحد.. مشيراٍ إلى أن نسبة ضبط الجرائم خلال الثلاثة الأشهر الماضية ارتفعت إلى 85% من القضايا التي شهدتها العاصمة.. المزيد في تفاصيل اللقاء..

< في البداية هل لك أن توضح للقارئ أولويات خطتكم للمرحلة القادمة ¿
بداية أهنئ قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية بالذكرى الـ 46 بعيد الاستقلال وبقدوم عام ميلادي جديد كما ارحب بصحيفة الثورة ممثلة بكم وتواجدكم هنا بمقر أمن أمانة العاصمة والذي يدل على اهتمام الصحيفة وكل وسائل الإعلام الرسمية الأخرى بإظهار جهود رجال الأمن والشرطة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الجريمة.
أما فيما يخص الخطة الخاصة بالمرحلة القادمة فلدينا طموحات أمنية سنعمل إن شاء الله من خلالها على تنفيذ ما يمكننا منها وبتكاتف الجهود الأمنية لكافة منتسبي شرطة أمانة العاصمة صنعاء وكذا مختلف الفروع الأمنية بهدف تحقيق المزيد من النجاحات الأمنية والعمل على تطوير العمل الأمني من خلال العمل على تذليل الصعوبات والمعوقات التي يواجهها رجال الأمن أثناء تنفيذ المهام والواجبات الأمنية وكذا إتباع كافة السبل التي من شأنها الرقي بمستوى الأداء الأمني لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار أن شاء الله.
ومن أولويات خطتنا للمرحلة القادمة إعادة الجاهزية للمناطق الأمنية والوحدات العسكرية لمساندة رجال الأمن من حيث جاهرية الإمكانات البشرية والفنية ” الأطقم” وتدريب الكادر البشري وتسليحهم جيداٍ وكذلك إعادة الجاهزية الميدانية لجميع الوحدات الأمن الوقائي بالإضافة إلى العمل على روح الفريق الواحد وضمن إدارة واحدة تتحدد فيها المسؤولية وتترابط فيها الجهود مع تفعيل كل الإمكانات المادية والبشرية المهدرة وإعادة الثقة بين الأجهزة الأمنية وبين المواطن ليكون شريكاٍ وعيناٍ ومبلغاٍ عن الجريمة حال وقوعها إلى جوار ذلك محاولة تذليل المعوقات والصعوبات التي يواجهها رجال الأمن للرقي بمستوى الاداء وتصحيح السلبيات وتجاوز الأخطاء.
قفزة نوعية
ما أهم ما ستركزون عليه في الخطة خلال الفترة القادمة¿
الهدف الأساسي والأسمى هو تحقيق قفزة نوعية في العمل الأمني وبالتالي فأن الهم الأكبر بالنسبة لنا هو العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع العاصمة صنعاء وتقديم الخدمات بشكل أفضل للأخوة المواطنين الذين نعتبرهم أهم أهداف العمل الأمني ونؤكد للجميع بأن تعاون المواطنين مع رجال الأمن والشرطة لا غنى عنه بل ولن تكتمل حلقة العمل الأمني بدون تعاون المواطن الكريم .
من خلال قراءتكم للأشهر الماضية ¿ ماهي أكثر الجرائم والقضايا التي تشهدها العاصمة ¿
– من خلال التقارير والإحصائيات هناك العديد من الجرائم منها جرائم السرقات مابين سرقات منازل وسرقات محلات تجارية وسرقات السيارات لكن فهناك جهود أمنية كبيرة يحققها رجال الشرطة تجاه تلك الجرائم كما أن هناك جرائم القتل العمد والتي بلغت خلال الأشهر الثلاثة الماضية (49)جريمة وتمكن رجال الشرطة من ضبط (41)جريمة والإجراءات مستمرة في متابعة وضبط القضايا المتبقية إلا أن جرائم الإرهاب والاغتيالات تبقى من أخطر الجرائم التي تواجه أفراد الأمن.
نطمح للمزيد
ما تقييمكم للوضع الأمني بأمانة العاصمة ¿
مما لا شك فيه أن الأحداث التي شهدتها بلادنا خلال العامين الماضيين كان لها أثرها السلبي على مختلف الجوانب ومنها الجانب الأمني لكننا نستطيع القول أنه بفضل الله سبحانه وتعالى وبجهود رجال الأمن وبتعاون المواطنين الشرفاء فأن الوضع ألأمني بخير وإن تخللته بعض الشوائب التي يقوم بها ضعفاء النفوس والذين لا يريدون أمن واستقرار الوطن ويعملون من وراء الستار.. فنقول لهؤلاء بأن رجال الأمن لن يتأثروا بما تقومون به بل وستكون أعينهم لكم بالمرصاد وسيعملون بكل همة وإخلاص في سبيل مكافحة الجريمة وضبط المجرمين … ولا يخفى على الجميع أن رجال الشرطة يقومون بجهود كبيرة يؤكد ذلك التقارير الأمنية الشهرية والإحصائيات التي تؤكد أن نسبة الضبط في الجرائم خلا ل الثلاثة الأشهر الأخيرة ما نسبته حوالي 85% من إجمالي الجرائم المرتكبة وهذه نسبة لا يستهان بها لكننا نطمح إلى تحقيق نسبة أعلى منها إن شاء الله مستقبلا.
إمكانات غير كافية
هل الإمكانات البشرية والفنية الخاصة بأمن الأمانة كافية لتحقيق الأمن¿
لا نستطيع القول أن جميع الإمكانات متوفرة بشكل كاف لتغطية العمل الأمني لكننا سنعمل مع قيادة وزارة الداخلية على تذليل الصعوبات وإصلاح ما يمكن إصلاحه لتحقيق نسبة أعلى من الجاهزية الأمنية .
ماذا عن التنسيق بينكم وبين النقاط العسكرية والأمنية بشوارع العاصمة ¿
تم إقرار الحملة ونزول الخدمات الأمنية والعسكرية على ضوء خطة أمنية من اللجنة الأمنية العليا وجميع الوحدات المشاركة فيها يعملون وفق الخطة دعما لأمن أمانة العاصمة والتنسيق جار مع الجميع ممثلا بقيادات مختلف الوحدات المشاركة وكذا الخدمات الميدانية ونحن في طريقنا لإحداث تنسيق وترابط جيد بين جميع الأجهزة.
أقسام الشرطة
بعض المواطنين يتذمرون من خدمات أقسام الشرطة .ماذا عملتم أو ستعملون خلال الأيام القادمة ¿
من أولويات أعمالنا إعادة الثقة بين المواطن ورجال الأمن خاصة في مراكز الشرطة التي هي الواجهة الأمامية والهامة لوزارة الداخلية وبقدر اهتمامنا برجال الشرطة سيكون اهتمامنا بالمواطن ومتابعة مراكز الشرطة بالاهتمام بشكاوي وبلاغات المواطنين وتقديم الخدمات لهم وفي الوقت نفسه سنتفاعل مع المواطنين في أي شكاوى على جال الشرطة إذا ثبتت صحة الشكوى وسنتعامل بحزم مع أي سلبيات أو ممارسات خاطئة.
ثقة المواطن
استعادة ثقة المواطن برجل الشرطة مهمة صعبة وليست سهلة فكيف سيتم ذلك¿
العمل الأمني بدون المواطن يمثل حلقة غير مكتملة وفي اعتقادي أن إعادة الثقة بين المواطن ورجل الشرطة تكمن في تقديم الخدمات السريعة للمواطن من قبل رجال الشرطة والتفاعل مع قضاياهم وبلاغاتهم والمعاملة الحسنة المتبادلة بينهم سيكون له أثر في إعادة الثقة بين المواطن ورجل الشرطة .. ونحن بصدد البدء في تنفيذ خطة أمنية مجتمعية تم إعدادها لغرض تقوية روابط الثقة بين رجال الشرطة وكافة شرائح المجتمع وسنعمل على اتخاذ كافة السبل الهادفة إلى ما نسعى إليه لأن العمل الأمني مهمة مشتركة على الجميع ..
دوريات الشرطة
غابت دوريات الشرطة وبالذات الراجلة في بعض شوارع الأمانة خلال العامين الماضيين ¿ هل ستعملون على إعادتها بشكل يرضي المواطن ¿
خدمات الشرطة الراجلة لم تغب بل حصل إضافة بعض المهام الأمنية وبتوجيهات قيادية إلى مهام الشرطة الراجلة المعتادة والنوعية مما قلص من عدد أفراد الخدمات المعتادة كما تقوم إدارة الشرطة الراجلة بحملات نزول ميداني مكثف إلى العديد من الشوارع والأحياء من وقت إلى آخر كتغطية أمنية .
عصابات مسلحة
انتشرت العصابات المسلحة التي تقوم بسرقة وقتل وتخويف قاطني العاصمة ¿ما توجهاتكم للقضاء عليها¿
هذا الكلام مبالغ فيه وإن وجدت عدد من الحالات فقد كان لرجال الأمن دور في ضبط العديد منها حيث تم مؤخرا ضبط أكثر من عصابتين في نطاق أمن منطقة الثورة والعديد من المتهمين في مثل تلك القضايا ومنها سرقة الحقائب النسائية تم ضبطهم في المناطق الأمنية الأخرى وتم إحالة المتهمين إلى الجهات المختصة .
كما أن هناك من المتهمين مازالت المتابعة جارية بعدهم حيث تمكنوا من الفرار ومنهم متواجدين خارج العاصمة إلا أن المتابعة في ضبطهم مستمرة . ونأمل من الأخوة المواطنين الكرام سرعة إبلاغ الجهات الأمنية في حال ملاحظتهم لأي أعمال أو تحركات مشبوهة لأي شخص أو مجموعة يعتقد من خلال تصرفاتهم قيامهم بأعمال تخل بالأمن العام والسكينة العامة أو القيام بأي أعمال إجرامية حتى تتمكن الأجهزة الأمنية من القيام بواجبها في ضبطهم.
نساء مجرمات
ظهرت مؤخرا اشتراك نساء في عمليات سرقة وقتل ¿ما حقيقية ذلك¿
بالفعل فقد ظهرت قضايا استغلال العنصر النسائي في تنفيذ الجريمة من قبل المجرمين حيث يتم إغراؤهن بالمال وأحياناٍ تكون المرأة غير مدركة بالجريمة التي يخطط لها المجرم إلا عند ضبطهم من قبل رجال الشرطة تتحجج المرأة بأنها على غير علم وأنه مغرر بها . كما أن هناك من الجرائم يتم إشراك العنصر النسائي بها مثل جرائم اختطاف الأطفال وكذا سرقة السيارات وسرقة المجوهرات من المحلات التجارية كما أن هناك العديد من قضايا السرقات من المنازل تتم عن طريق النساء الشغالات في تلك المنازل ولكنها في حدود ضيقة.
اهمال البلاغات
تقاعس مراكز الشرطة في التجاوب مع بلاغات المواطنين وإهمالها ¿ لماذا¿
أود الإشارة إلى أن بعض البلاغات التي يقوم بها الموظفون في مراكز الشرطة وأحياناٍ تكون غير صحيحة أو كيدية.. لكن لكي يتوصل الشخص إلى ضبط من يريد ضبطه فأن يقوم بتقديم بلاغ قد يكون كيدي على غريمة لأنه يعلم أن رجال الشرطة في جميع المركز ملتزمون بتسديد البلاغات الواردة واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها …. ففي اعتقادي أنه إذا ما حصل تقاعس فقد يكون في حق البلاغات الكيدية …. لكننا نؤكد لكافة رجال الشرطة وخاصة مدراء مراكز الشرطة ومكاتب البحث بحق المواطن في تقديم الشكاوي والبلاغات والتفاعل الجاد مع تلك البلاغات وبالتالي إذا ما ثبت عدم صحة البلاغات فأنه يعتبر بلاغاٍ كاذب ويعتبر جريمة في نظر القانون ليصبح مقدم البلاغ متهما يحق لضابط الشرطة ضبطه واتخاذ الإجراءات القانونية معه ومن ثم إحالته إلى النيابة بتهمة البلاغ الكاذب .
ابتزاز المواطن
هناك من إفرادكم من يقوم بابتزاز المواطنين كيف ستواجهونها ¿
نحن نعمل من أجل خدمة الوطن والمواطن وبالتالي لن نسمح بهذا السلوك وسنواجه من يثبت عليه ذلك بكل صرامة وسنحيله للإجراءات القانونية.
السياسية وتأثيرها
ألا ترى أن العمل السياسي أثر على الجوانب الأمنية ¿ فما هي رسالتكم في هذا الجانب ¿
ما من شك بأن العمل السياسي قد اثر سلبا على الجوانب الأمنية من خلال المماحكات والمكايدات السياسية التي قد تصنع في المواطن بعدم الاستقرار والأمن وكذلك انشغال الدولة بتنفيذ المبادرة الخليجية وإنجاح الحوار ساهم سلبياٍ على الأمن العام بالإضافة إلى انشغال رجال الأجهزة الأمنية بعملية الحراسات الشخصية للأطراف السياسية بدلا من الانشغال بالمهام والأعمال الأمنية .
ورسالتنا إلى الجميع نقول: نتمنى أن يكون حب الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره فوق كل الاعتبارات وفي قلب كل يمني غيور على وطنه وأن نكون جميعا شركاء في تحقيق أمن واستقرار الوطن …….فوطن لا نحميه……لا نستحقه.
عوامل إضعاف الأمن
وفي الأخير أود منكم الحديث عن رؤيتكم في كيفية الارتقاء بالعمل الأمني وجوانب التجهيزات والإصلاح¿
هناك العديد من العوامل التي من شأنها الارتقاء بالعمل الأمني من هذه العوامل ماهو مرتبط بالجانب البشري ومنها ماهو مرتبط بالجانب المادي وتوفير الإمكانيات.
فالعنصر البشري بحاجة إلى اهتمام من حيث التدريب والتأهيل والإطلاع على مشاكلهم الخاصة ومحاولة حلها والعمل على تشجيع المبرزين في العمل الأمني ورفع الروح المعنوية لرجال الشرطة .
وما يتعلق بالجانب المادي وتوفير الإمكانات وهذا الجانب يتعلق بتوفير كافة متطلبات العمل الأمني والجاهزية الأمنية سواء في المباني والأثاث أو وسائل النقل والآليات ووسائل الاتصالات وغيرها من المتطلبات .
كلمة أخيرة تود قولها نهاية اللقاء .¿
نشكر اهتمامكم بالجانب الأمني بأمانة العاصمة صنعاء ومن خلالكم نوجه الدعوة إلى الأخوة المواطنين بأن يحسنوا ثقتهم برجال الشرطة وأن يكونوا أعوانا وأنصارا لهم في تحقيق الأمن والاستقرار .كما نتمنى بأن نكون عند حسن ظن المواطن بنا وعند مستوى حسن ظن قيادتنا ووطننا بنا أيضا وأن نعمل جميعا كفريق واحد في سبيل حفظ أمن الوطن وإستقراره .

 تصوير / مراد مبروك

قد يعجبك ايضا