متأثراً بإصابته بكورونا وبعد رحلة طويلة من النضال المشرف
وفاة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وإعلان الحداد لثلاثة أيام
الفصائل الفلسطينية تشيد بالمواقف الوطنية الشجاعة لعريقات في الدفاع عن القضية الفلسطينية
القدس المحتلة / وكالات
نعت الرئاسة الفلسطينية أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات الذي توفي أمس الثلاثاء بعد اصابته بفيروس (كورونا)، وقررت إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام .
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس نعى أمس شهيد فلسطين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) والأكاديمي البارز صائب عريقات والذي أمضى حياته مناضلاً ومفاوضاً صلباً دفاعاً عن فلسطين وقضيتها، وشعبها وقرارها الوطني المستقل.
وقال: إن رحيل المناضل الكبير الدكتور صائب عريقات يمثل خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء الشعب الفلسطيني خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية.
وأضاف قائلاً “تفتقد فلسطين اليوم، هذا القائد الوطني، والمناضل الكبير الذي كان له دورٌ كبير في رفع راية فلسطين عالياً، والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية، في المحافل الدولية كافة” .
وقدم الرئيس الفلسطيني لأسرة الفقيد الكبير وزوجته وأبنائه وبناته التعازي والمواساة، سائلاً العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته .
وكانت عائلة كبير المفاوضين الفلسطينيين قد ذكرت في وقت سابق أن عريقات لم يطرأ عليه أي تغيير على وضعه الصحي .
وأوضحت نجلة عريقات الدكتورة سلام عريقات في تصريحات لتلفزيون فلسطين أنه مرت عدة أسابيع على إصابة والدها بفيروس (كورونا) أمضى منها أسبوعاً في المستشفى حيث كان يتنفس باستخدام جهاز التنفس الاصطناعي متصلاً بجهاز دعم وظائف الجهاز التنفسي.
وأشارت إلى أن عريقات خضع لعملية تنظير للرئة بينت وجود نوع من أنواع الفطريات التي تؤثر على الناس الذين يعانون من مناعة ضعيفة، كونه خضع قبل ثلاث سنوات لعملية زراعة رئة.
من جهة أخرى تقدمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أمس، للإخوة في حركة التحرير الفلسطيني “فتح” بالعزاء والمواساة في وفاة الأخ الدكتور صائب عريقات .
وقالت الحركة في بيان صحفي:”بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة الأخ الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية”.
كما هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، رئيس دولة فلسطين محمود عباس، معزيا بوفاة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، المناضل الوطني الكبير صائب عريقات.
وأشاد هنية خلال الاتصال الهاتفي بمناقب الفقيد، ومواقفه الوطنية في الدفاع عن حقوق شعبه وقضيته العادلة، فقد كان في كل المواقع التي تبوأها وطنيا مخلصا وابنا بارا لفلسطين، ومناضلا من أجل حريتها واستقلالها”.
وبدوره، شكر سيادته هنية على هذه اللفتة.
وفي سياق متصل أعلن محمود العالول نائب رئيس حركة فتح تفاصيل مراسم تشييع صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ليوارى جثمانه الثرى.
وأوضح العالول أن جثمان عريقات سيصل إلى مقر الرئاسة (الساعة العاشرة والنصف صباحًا) وسيتم استقباله ضمن مراسم عسكرية ورسمية.
وأشار إلى أن رئيس السلطة محمود عباس سيلقي نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر في مقر الرئاسة قبل أن ينطلق جثمان د. عريقات إلى مدينة اريحا للصلاة عليه ومواراته الثرى.
وكانت حركة فتح أعلنت رسميًا ظهر أمس ، وفاة صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.
وقال المتحدث باسم حركة فتح اسامة القواسمى: “ننعي الدكتور صائب عريقات بالقول “ترجل صائب عريقات، ترجل الفارس البطل القائد المغوار، ترجل قبل أن يرى القدس حرة، سلام عليك أيها الصديق الصدوق القائد البطل أبا علي”.
صائب عريقات
والدكتور صائب عريقات سياسي فلسطيني، ارتبط اسمه بالمفاوضات مع كيان الاحتلال واشتهر بها فتولى مسؤولياتها الرسمية وخاض تعرجاتها السرية، ولا يكاد مشهد منها أو محطة من محطاتها تخلو من صورة له.
ولد صائب عريقات يوم 28 أبريل 1955 في أريحا بالضفة الغربية، وهو السادس بين سبعة أطفال من أسرة تنحدر من بلدة أبو ديس، إحدى البلدات القريبة من القدس.
وتلقى تعليمه الأساسي بمدينة أريحا، ودرس العلوم السياسية في جامعة سان فرانسيسكو الحكومية وحصل على درجة الماجستير فيها عام 1979، ثم التحق بعد فترة بجامعة برادفورد البريطانية وحصل على درجة الدكتوراه في دراسات السلام عام 1983.
عمل محاضراً في جامعة النجاح الفلسطينية عام 1979، كما عمل صحفيا في جريدة القدس الفلسطينية لمدة 12 سنة، وكان أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
تولى مسؤوليات قيادية كثيرة ذات علاقة بالمفاوضات، وقاد المفاوضين الفلسطينيين في أكثر من مناسبة، فكان نائبا لرئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد عام 1991، وأصبح سنة 2003 وزيرا للمفاوضات في مجلس الوزراء الطارئ لحكومة أحمد قريع.
تأثر مساره السياسي بإيمانه بالمفاوضات وسيلة وحيدة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وكان الحاضر الدائم في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية سرا وعلانية، وبقي مفاوضا في جميع مراحل التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي.
عُيِّن سنة 1994 رئيسا للوفد الفلسطيني المفاوض، وأضحى كبير المفاوضين الفلسطينيين عام 1995، وكان أحد المقربين من ياسر عرفات إبان اجتماعات كامب ديفد عام 2000 ومفاوضات طابا عام 2001.