اليمن ينتصر !! 

ما يؤسف له حقاٍ أن ينبري البعض ممن ينتمون إلى هذا الوطن ويحملون هويته ويكنون باسمه إلى التطوع مجاناٍ بالإساءة للوطن والتشكيك بقدرات الأجهزة الأمنية الساهرة على أمن واستقرار الوطن والسكينة العامة للمجتمع وذلك من خلال التحامل على هذه الأجهزة والنجاحات التي حققتها في معركتها ضد الإرهاب وعناصره المتطرفة حيث أسقط هؤلاء بقصد أو بدون قصد من حساباتهم ما يجب الالتزام به من واجبات تجاه وطنهم وما تفرضه أيضاٍ أخلاقيات المواطنة إزاء هذا الوطن الذي ينعمون بخيراته ويستظلون بالحرية التي وفرها لهم لينغمسوا مع الأسف الشديد في مهاوي التحريض على هذا الوطن عبر التنظيرات المضللة والمعلومات الخاطئة والشطحات غير المسؤولة التي يطلقونها وهي الطروح التي تتلقفها بعض الوسائل الإعلامية والفضائيات وتعمل على الترويج لها والتعاطي معها وكأنها حقائق مع أنها لا تمت إلى الحقيقة بصلة ولا تحمل أية مصداقية ولا تستند إلى أية وقائع ثابتة. وفي حين تصبح تلك الوسائل الإعلامية ضحية لتضليل ذلك البعض فإن الوطن دولة ومجتمعاٍ يغدو هو الآخر عرضة للإساءة والتشويه من قبل بعض بنيه والمحسوبين عليه الذين أغفلوا أو تغافلوا عن أن من يسيء إلى وطنه إنما يسيء إلى نفسه وأن من لا يتردد في إطلاق عبارات الزيف والأراجيف والأكاذيب بحق الوطن الذي ينتمي إليه لا يمكن على الإطلاق أن يكون وطنياٍ أو يحمل ذرة من الوطنية. وما يجب أن يكون واضحاٍ أن من ذهبوا إلى إثارة المخاوف والتهويل والتضخيم من خطر الإرهاب في اليمن وكذا التقليل من شأن النجاحات الكبيرة التي حققتها الأجهزة الأمنية في الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب وعناصره المتطرفة إنما كانوا بذلك يعبرون عما كانوا يحلمون به وما كانوا يأملون حدوثه من فشل لليمن في هذه المعركة التي فْرضت عليه ولم يخترها حينما استهدفته عناصر الإرهاب بصورة مباشرة منذ وقت مبكر سبق الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في الـ11 من سبتمبر 2001م. حيث تعرضت اليمن ابتداءٍ من منتصف التسعينيات من القرن الماضي لهجمة محمومة من عناصر الإرهاب التي عادت إلى أوطانها بعد انتهاء الصراع في أفغانستان وقد برزت أولى حلقات الاستهداف في العملية الإرهابية التي كانت ساحتها منطقة المراقشة بمحافظة أبين عام 1998م والتي قادها أحد أشهر قيادات “القاعدة” الإرهابي أبو الحسن المحضار الذي قام باختطاف عدد من السياح الأجانب وقتل أربعة منهم مما استدعى من الأجهزة الأمنية ملاحقة ذلك الإرهابي واعتقاله ومحاكمته وإعدامه بموجب حكم قضائي. والعجيب والغريب أن من يشككون اليوم في قدرات الأجهزة الأمنية اليمنية سواء كان هؤلاء في الداخل أو الخارج تناسوا أن هذه الأجهزة ورجالها الأبطال هم من خاضوا أقوى وأعنف وأشد المعارك تأثيراٍ على تنظيم القاعدة وأنهم نجحوا في توجيه ضربات مؤلمة وقاسية ضد أوكار الإرهاب وأن أهم رؤوس الإرهاب أطيح بها في تلك المواجهات التي كان من شأنها أن تنظيم القاعدة فقد هيكليته القيادية وتحركاته الهرمية خاصة بعد مصرع أبو الحسن المحضار وأبو علي الحارثي وفواز الربيعي وغيرهم من قياديي الصف الأول الذين تربوا وتدربوا في معسكرات “القاعدة” بأفغانستان وبايعوا أسامة بن لادن وجهاٍ لوجه. وإذا كانت هذه الأجهزة بالفعل قد نجحت نجاحاٍ باهراٍ في القضاء على أهم رؤوس الإرهاب وتخليص اليمن والمنطقة والعالم من شرورها فكيف لأحدُ أن يشكك اليوم بقدراتها في الإجهاز والقضاء على من تبقى من شرذمه التطرف والإرهاب سواء تلك التي أتت إلينا من خارج اليمن أو تلك التي ظهرت علينا بقرونها الشيطانية من الصف الثاني ممن تم إغواؤهم وغسل أدمغتهم من الشباب وغير الراشدين. وحتى هذه العناصر فإنها صارت من الهشاشة والتقهقر بحيث لا تستطيع الصمود طويلاٍ في وجه الضربات الموجعة التي تتلقاها يومياٍ على يد رجال القوات المسلحة والأمن الأفذاذ الذين لقنوها خلال الأيام الماضية دروساٍ مؤلمة في عدة مواقع كان أبرزها تلك المواجهات التي جرت في لودر بأبين والحوطة بشبوة والتي أرغمت الكثير من تلك العناصر على الاستسلام والرضوخ لسلطة القانون وستظل البقية الباقية من هذه العناصر أهدافاٍ مشروعة للأجهزة الأمنية ما لم تسارع إلى الأوبة والتوبة وتسليم نفسها والعودة إلى جادة الصواب. فهل يعي أولئك الذين لا يميزون بين خلافهم مع الحزب الحاكم وخلافهم مع الوطن أن اندفاعهم إلى التشكيك بقدرات وطنهم حيال ما يتصل بمعركته ضد الإرهاب كشف عن خلل في عقولهم وضحالة في تفكيرهم وأنهم لا يهمهم أمر هذا الوطن بقدر ما يهمهم الوصول إلى مصالحهم الضيقة والأنانية حتى ولو كان ذلك على حساب سمعة بلادهم التي يحاولون تشويه صورتها بوسائل الزيف والتضليل. وسواء عاد لهؤلاء رشدهم أم ظلوا في غيهم فإن هذا الوطن سيبقى عصياٍ على كل من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره والإضرار بمصالحه العليا وأن هذا الوطن سيظل مصاناٍ وكريماٍ وعزيزاٍ وشامخاٍ وقادراٍ على تجاوز كل التحديات والمصاعب والشدائد وتلك حقيقة لا لبس فيها ولا غموض ولا حاجة بعد ذلك لإثبات الثابت!!.

قد يعجبك ايضا