اليمانيون ومولد النور
يحيى صلاح الدين
بكل شوق، بكل محبة، بكل لهفة لبى الملايين من أحفاد الأنصار دعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله للاحتفال بقدوم مولد محمد رسول الله وإحياء هذه المناسبة بالأفراح والاحتفالات البهية في الساحات وفي البيوت في مشهد لم يحدث مثله من قبل في التاريخ، حقا أن الإيمان يمان والحكمة يمانية كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هذه الملايين التي خرجت للاحتفال بمولد النور ردت رداً قوياً على كل الإساءات التي وجهت لرسولنا العظيم من أولئك القردة وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي الماكر مكرون وأفشلت كل مؤامرات اليهود الخبيثة لإبعاد المسلمين عن دينهم ورموزهم المقدسة ليسهل بعد ذلك التحكم بهم، هذه الملايين قادرة على أن تغير واقعها وواقع الأمة الإسلامية وتفشل كل مشاريع ومؤامرات أمريكا للسيطرة على منطقتنا ونهب ثرواتنا.
إن إحياء المولد النبوي بهذا الحجم يعبر عن حب اليمنيين لرسول الله محمد ومدى تمسكهم به وبالنهج الرباني الذي جاء به وعلى الأعداء أن يعوا ويفهموا الرسالة لأننا لن نتخلى عن هويتنا الإيمانية وقيمنا الإنسانية، وهذه المبادئ العظيمة والقيم النبيلة كفيلة لأن تجعلنا نلقنهم درسا لن ينسوه وكفيلة بأن نركل كل ما يقدمونه بأسماء وهمية “مساعدات ومعونات إنسانية” لأننا وبكل بساطة في طريقنا الصحيح لحل كل مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية وفي الطريق للتخلص من سيطرة الأعداء و الاستبداد والذل الذي فرضته أمريكا على شعوب المنطقة العربية.
لقد آن الأوان لتعود كل الشعوب الإسلامية لإحياء ما حاول اليهود تغييبه وطمسه عن وعي الشعوب وإحلال ثقافات مغلوطة ونماذج مزيفة ورسمت للشعوب خطين لتمشي عليهما: خط متشدد مشوه للدين، كالقاعدة وداعش، أو خط باسم التحضر والتحرر وهو انحلال وفقدان للهوية وللأسف اتجه الكثير من الناس في هذين الخطين بفعل التضليل الإعلامي والمال السعودي المدنس صهاينة العرب رغم وجود كتاب الله وقول رسول الله المعروف والمشهور في كل كتب الحديث (اني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ) ، وعندما تخلى الناس عن التمسك بهذا الحديث ضلوا وضاعوا وتاهوا وكادت مؤامرات اليهود أن تفتك بالأمة وتتلاشى واليمن جزء من ذلك كله خيم الضلال والتيه عليها لعقود من الزمن.
لقد أعاد اليمانيون بتمسكهم بكتاب الله وأهل بيت النبي المنهج والقيادة القدوة، الأمل للأمة العربية والإسلامية لأن تنهض من جديد وتعيد بناء صرح الإسلام الشامخ على هذه الدنيا من جديد.