محمد المحويتي

 

عبدالسلام فارع

لا أدري إلى متى سيظل تعاملنا مع رموز الوطن ورموز وأعلام الرياضة مفعماً بالجور والجحود والتهميش والنسيان، كما هو الحال بالنسبة لنجم هذه الاطلالة من “رياضة الثورة” النجم الأسطوري العملاق محمد عبدالخالق المحويتي نجم الإمبراطور أهلي صنعاء والذي صال وجال في ملاعبنا المستطيلة كمدافع لا يشق له غبار على مدى عقد ونصف من الزمن حيث قدم مع باقي زملائه في القلعة الحمراء جل الجهد والعرق وكان مثالاً للتضحية والإيثار والولاء المطلق لناديه الإمبراطور الذي خاض معه عديد المباريات المفصلية والتاريخية أمام فرق الشعب والوحدة وأهلي تعز والصحة والطليعة والجيل والأهلي وشعب إب وفي صفوف منتخب صنعاء.
يوم أن كان الإمبراطور الأحمر يضم في كتيبته المتألقة النجم الراحل علي الحمامي “النيخا” – وشقيقه أحمد الحمامي -صالح الوسع – يحيى العذري – حسين الأهجري – محمد زبارة – عبدالله الحيمي – سعيد العرشي – الكابتن طيار محمد السراجي – محمد الشفق – محمد عبدالله – محمد إسماعيل العلفي ويوم أن كانت فرق الأندية الأخرى الشعب والوحدة وشعب إب والجيل والأهلي تعز والصحة والطليعة تزخر بعديد العمالقة من نجوم كرة القدم مثل الورقي – قاسم منصر الكالة – جواد محسن – الروضي – العذري – نصر الجرادي – محمد مقبل – البيضاني – الدكتور الشرجبي – محمد المقشي – آل الصباحي – الضراب – محمد سلطان البناء – بشير – أحمد عبدالعزيز – عبدالله الجهمي – القاضي – علي جمال – عبدالله العسولي وغيرهم من النجوم الأفذاذ الذين ذاع صيتهم في كل أرجاء الوطن.
ونجمنا العملاق محمد بن عبدالخالق المحويتي الذي وصفه الرائع حسين خيران بالماوس “فار الملعب” ووصفه الآخرون بالموس الذي تقطع شفراته أقدام المهاجمين أو بالأصح تحد من فعاليتها وفعاليات الروؤس كان قد استهل مشواره الكروي مع الإمبراطور ابتداءً من العام 63 وحتى 76م بعد أن لعب في المدرسة وصفوف النجم وبعد أن مثل الكلية الحربية في أكثر من مواجهة كروية.
أما ما يحز في النفس وأنا أرصد بعضاً من المحطات الخالدة في حياة نجمنا الكروي العملاق ونجم القوات المسلحة العميد محمد المحويتي أن يترك هذا العملاق الرياضي والعسكري وحيداً يعاني من شظف العيش ومن أمراض متعددة جون أن يلتفت إليه من قبل الجهات المسوؤلة فقد أصابني الذهول وأنا ألج إلى مقر سكنه في منزل شقيقه مع رفيق دربه وصديقه وزميله العميد محمد حسين المقشي الذي طالبني بإلحاج شديد بضرورة زيارته والكتابة عنه وبعد أن تمت الزيارة وبعد أن رحب بها العميد المحويتي تبين لي أن تلك الغرفة الخارجية المتواضعة التي يقطن فيها لا ترتقي حتى لمستوى الغرف الخاصة بالحراسة في بعض المنازل وقتها شعرت بحسرة موجعة ومدمرة وأنا أشاهد تلك الهامة والقامة يعيش في ذاك الجحر المتواضع الذي لا يتلاءم مع تاريخه الحافل بالعطاءات الخالدة كنجم كبير من نجوم الإمبراطور ونجوم القوات المسلحة وهذه لعمري وصمة في حق القوات المسلحة الذي مثلها في أكثر من موقع آخرها قائداً للشرطة العسكرية بمحافظة إب ووصمة مماثلة في حق القائمين على شؤون الرياضة اليمنية والتي مثلها خير تمثيل من خلال ناديه الإمبراطور أهلي صنعاء.
فهل آن الأوان أن ينظر إلى المحوتي من لدن وزارتي الدفاع والشباب والرياضة والاتحاد العام لكرة القدم والهيئة الإدارية الناجحة لإدارة الإمبراطور أهلي صنعاء نأمل ذلك قبل فوات الأوان.
والآن دعونا أيها الأعزاء نعرج على أهم واصعب محطة في مسيرة نجمنا المحويتي الرياضية حينما كان قائداً للشرطة العسكرية بإب أرسل له رئيس الأركان حسين المسوري كلاً من حسين الأهجري والمترب إلى محافظة إب كي يشارك في ديربي العاصمة “الأهلي والوحدة” فحضر وشارك في اللقاء الذي انتهى لصالح الوحدة 8 / 1 وما زالت تلك النتيجة عالقة في ذهنه إلى اليوم وحسب المقشي ما زال مدوخاً أما المحويتي فيقول بأنه “مسوِّم” من ذلك التاريخ.
أما أطرف موقف في حياته فقد تمثل بزيارة عملاق الحراسة له في مرضه الراحل يحيى الظرافي والذي أهداه صندوق أنيق مغلف يضم سبع طبقات الطبقة الثامنة والأخيرة تحوي كعكة + جزر.
وختاماً أقول أيها النائمون في العسل المحويتي العملاق يعاني.. فهل من منقذ؟
هوامش: في ديربي العاصمة كرم اللواء علي الصباحي من لدن جماهير ومحبي الوحدة في لفتة كريمة عابها سوء إدارة النادي والتدبير الذي لم يتلاءم مع أريج الرياضة اليمنية وبصماته الخالدة وقد كان عزاء المحبين للصباحي الحضور المشرف لإدارة الإمبراطور وعجبي.
حتى الآن يبدو أن استعدادات أهلي صنعاء ووحدة عدن للديربي القادم أكثر جاهزية.. فهل من منافس؟.
كتبت هذا العمود عقب وصولي من العاصمة صنعاء التي فتنني بكل ما تحويه وخصوصاً جوامعها التي تربطني بها علاقة جيدة وبعد رحلة شاقة ومعاناة مرضية ما زالت مضاعفاتها تحاصرني بشراسة.. دعواتكم أيها الأعزاء.

قد يعجبك ايضا