الجسام وتلاحم الشعب اليمني


الأغبري: امتلاك الإرادة الوطنية في مواجهة أعظم إمبراطورية استعمارية مفخرة لكل يمني حر
شمسان: عيد الجلاء بمثابة تكريم لكل المناضلين والثوار
الغرباني: يوم الجلاء حطم الأسطورة العسكرية للإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس
سرور: لا بد من إعادة الاعتبار للشهداء والمناضلين
الشرفاء
يجمع الشعب اليمني بكل أطيافه أن الثلاثين من نوفمبر يمثل حدثاٍ تاريخياٍ ومحطة فارقة في تاريخ الوطن حيث استعاد في هذا التاريخ استقلاله وسيادته الوطنية بعد احتلال دام 129 عاماٍ.
في هذا الاستطلاع يؤكد من التقيناهم على واحدية النضال والمصير للشعب اليمني وتلاحمه في دحر الاستعمار البريطاني من جنوب الوطن ونيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م ليبدأ الوطن مرحلة جديدة من تاريخه يعيش تجلياتها اليوم بعد تحقيق الوحدة الوطنية:
الدكتورة/ سامية الأغبري جامعة صنعاء تقول: عيد الاستقلال وليس الجلاء فشتان بين المصطلحين لأن عيد الجلاء يعني رحيل الاستعمار بإرادته دون مقاومة تذكر من شعب الجنوب ولكن حين نقول عيد الاستقلال يعني أن الاستعمار رحل بالقوة بعد مقاومة وطنية باسلة. فأتمنى تصحيح الاسم. فعيد الاستقلال الوطني هو ثورة تحررية من الاستعمار وعملائه بكل المقاييس. هو عيد استعادة الهوية الوطنية المسلوبة وامتلاك الإرادة الوطنية.
وتضيف: إن مواجهة أبناء الجنوب لأعظم إمبراطورية استعمارية في ذلك الوقت يمثل مفخرة لكل يمني حر ويعشق تراب هذا الوطن اليمني الممتد عبر التاريخ والجغرافيا. فلم يأت عيد الاستقلال إلا بعد نضال طويل منذ خمسينيات القرن الماضي حين تمكنت الحركة الوطنية اليمنية في جنوب الوطن حينها وبدعم من الثوار في شمال اليمن من استنهاض الحماس الثوري لدى أفراد الشعب عبر الصحف والمنشورات المناهضة للاستعمار وكانت ثورة 14 أكتوبر هي الثورة الحقيقية لأنها ثورة شعبية انطلقت من جبال ردفان الأبية. واستطاعت أن توقع بالاستعمار هزائم محققة رغم تفوقه العسكري من حيث العدد والعدة. ومع ذلك قدم الشعب تضحيات جسيمة في سبيل التحرر من الاستعمار واستعادة كرامة الوطن وحريته. لذلك فإن عيد الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967 يمثل لنا كيمنيين النقطة المضيئة في ظل هذا الواقع المظلم.
روح ثورية
الإعلامي والناشط محمد شمسان يقول: يأتي الاحتفال بذكرى عيد الجلاء 30 نوفمبر هذا العام ووطننا الحبيب يعيش أصعب مراحله التاريخية وفي ظل ظروف وأوضاع سياسية بالغة التعقيد غير أن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة والخالدة في قلوب اليمنيين قد تخفف من حدة الاحتقان السياسي على الساحة الوطنية وتسهم في تجدد الروح الثورية في أوساط المواطنين بعد أن ألقت الاختلافات والتباينات بين فرقاء المشهد السياسي بظلالها على حياتهم وعكرت الاغتيالات السياسية صفوهم في هذا البلد.
وأضاف ما نتمناه هو أن تتوحد الذاكرة الشعبية في مناسبة كهذه لتقول للأجيال القادمة إن أكبر إمبراطورية عالمية مرت من هنا وخرجت مع جحافلها وجنودها مدحورة مهزومة بعد أن أذاقها الشعب اليمني مرارات الهزيمة لعل ذلك يعزز من تلاحمهم كأجيال لا علاقة لها بالصراعات السياسية القائمة في المشهد الحالي .
وأشار إلى أننا في هذه اللحظات الحرجة التي نعيشها في أمس الحاجة إلى مناسبات تخفف عنا أحزاننا ومآسينا وتجدد فينا روح الأمل والاستشراف والتطلع إلى المستقبل المنشود كشعب ثائر ومناضل كان وما يزال جزءا من منظومة التحرر العربي وحاملا لمشروع الثورة العربية وأمينا على أهداف ومبادئ ثوراته سبتمبر وأكتوبر وكذا الثورة العربية التي مثلت مقدمة حقيقية لتحرير الإرادة السياسية العربية وتطوير المواطن العربي وتأهيله كمواطن عالمي يؤمن بمشروعه العربي النهضوي التحرري .
وأكد أن الاحتفال بعيد الجلاء يجب أن يكون بمثابة تكريم لكل المناضلين والثوار الذين ناضلوا من أجل تحرير جنوب الوطن من الاستعمار البريطاني وضحوا بدمائهم وأرواحهم في سبيل الاستقلال والتحرر من هيمنة الاستعمار كما أنه يجب علينا وعلى كافة أطراف المعادلة السياسية أن نكون أوفياء لقيم ومبادئ ثورة الرابع عشر من أكتوبر والتي كانت كمقدمة لخروج الاحتلال البريطاني من جنوب وطننا الحبيب وفي الأخير لا يسعني إلا أن أهنئ وأبارك لشعبنا ووطننا بهذه المناسبة العظيمة والتي أتمنى أن تعود علينا في الأعوام المقبلة وقد تحقق لنا ولوطننا الأمن والاستقرار والتقدم والتطور والازدهار في ظل الدولة المدنية الحديثة التي يتم بناؤها والاتفاق على ملامحها وشكلها من خلال مؤتمر الحوار الوطني والذي أيضا نتمنى له النجاح والتوفيق في أعماله المتوقع انتهاؤها خلال الأيام القادمة.
تحطيم الأسطورة
الناشط والإعلامي نجيب الغرباني يقول: مائة وتسعة وعشرون عاماٍ هي الفترة التي رزح فيها الوطن أرضاٍ وإنساناٍ فيما كان يعرف آنذاك بجنوب اليمن تحت وطأة الاحتلال البريطاني ذاق خلالها كل عذابات القهر والاستبداد والقمع. يوم الجلاء الثلاثون من نوفمبر حطم الأسطورة العسكرية للإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس ويضيف الـ30 من نوفمبر يوم تاريخي في حياة الشعب اليمني ففيه طرد آخر جندي بريطاني وأصبح الشعب في جنوب الوطن في ذلك اليوم موحداٍ بعد أن مزقته السلطنات والدويلات التي كان يهدف المستعمر من خلالها إلى تمزيق الشعب اليمني لكن انتصار ثورتي سبتمبر وأكتوبر وتتويجها بالوحدة اليمنية المباركة زاد من تماسك لحمة الشعب اليمني.. هناك آلاف المناضلين الذين نذروا حياتهم وأرواحهم فداءٍ لهذا الوطن فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر فلهم التحية والإجلال والوفاء والكثير منهم يحتاجون إلى إعادة نظر في رعايتهم والاهتمام بكل الشهداء الأبرار لثورتي سبتمبر وأكتوبروشهداء ثورة الشباب الشعبية في 11 فبراير 2011م.
تعادل القوى
الناشط الإعلامي العميد المهندس المتقاعد يحيى قاسم سرور يضيف من جانبه أنه لعل كتب التاريخ الصادق للمؤرخين خير دليل على هذا النضال اليمني والأسطوري الفريد ومن جبال ردفان العملاقة الأبية بقيادة الثائر البطل السبتمبري وقائد أكتوبر البطل الشهيد راجح غالب لبوزة كانت البداية في 63 لتعلن هنا ردفان هنا الأبطال هنا معقل كل ثائر هنا الذئاب الحمر ومن مصافي عدن كان العملاق البطل الفدائي فتاح وفي عدن البطولة والانتصار كان العملاق سالمين وعنتر وقحطان وعائدة علي سعيد وشفيقة مرشد وكل الشرفاء ومدرم وبدر والحبشي وكل الرفاق والرفيقات صناع الاستقلال المجيد الذي أجبر بريطانيا العظمى على أن تأخذ آخر جندي من أرض اليمن الجنوبي الحر وترحل ويرفع علم الاستقلال بعد مفاوضات العمالقة قحطان فتاح فيصل عبداللطيف ورفاقهم الأبطال ولا ننسى أبو الشهداء المناضل عبد القوي مكاوي والأصنج وباسندوة فالتاريخ منصف لكل مناضل والانتصار تحقق بتضحيات الجميع حتى ولو حصل الفراق بعد الاستقلال المجيد يجب أن يدون التاريخ وينصف كل الشرفاء فالوطن يتسع للجميع واليوم في ذكرى الاستقلال المجيد الثلاثين من نوفمبر يجب أن يعاد رد الاعتبار للشهداء والمناضلين الشرفاء وأن تعاد دولة النظام والقانون حلم كل أبناء اليمن وأن يكون خاتمة الحوار خاتمة خير وحل عادل ومنصف للقضية الجنوبية التي احتلت الصدارة ولأول مرة بحق وحقيقة وأن تكون الوحدة اليمنية المباركة وحدة خير وإخاء وبركة وسعادة وليس جراحات وآلام وتفرقة بين الأخ وأخيه وكفى اليمن جراحات وآلام وكل عام وشعبنا اليمني الأبي في ألف خير وعافية ووفق الله الجميع.
حدث عظيم
د. علي العمار جامعة صنعاء يقول: يمثل عيد الجلاء 30 نوفمبر 1967 حدثا عظيما لكل يمني ففي مثل هذا اليوم استطاع اليمنيون في جنوب اليمن إجلاء أخر جندي بريطاني من ارض اليمن الغالية وكلنا يعلم بأن أي مستعمر لا يمكن أن يترك أي أرض مستعمرة إلا بالكفاح المسلح وبالنضال الشريف.
اليمنيون عانوا كثيرا في جنوب الوطن من غطرسة المستعمر البريطاني لذلك بدأ نضالهم في ثورة الـ14من أكتوبر المجيدة واشتد النضال عندما بدأت جبهة التحرير والجبهة القومية مقاومة المستعمر البغيض وتم القضاء على المندوب السامي البريطاني حينها وزادت تضحيات اليمنيين من أجل طرد المستعمر حتى تمكنوا من إجلاء آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن.
وأضاف: يعتبر عيد الجلاء 30 نوفمبر تتويجا لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وخطوة في إطار تحقيق الوحدة اليمنية التي تحققت لاحقا في الـ22من مايو 1990م وما نتمناه هو أن يستمر نضال اليمنيين من أجل القضاء على الفوضى الخلاقة التي يعيشها شعبنا اليمني فلم يعد هناك أمن ولا استقرار ولا كهرباء ولا مياه ولا أخلاق ولا ضمير ولا… الخ كما أتمنى أن يخرج مؤتمر الحوار بقرارات تلبي طموحات اليمنيين تعمل على توحيده والقضاء على الفساد المستشري والفوضى المصطنعة بسبب غياب الدولة لا أن يخرج بقرارات تمزق اليمن وتشتته لأن اليمن لم يعد يحتمل أكثر مما هو فيه فهل يعي المتحاورون ذلك .
عبدالرحمن السماوي -موظف بوزارة المالية- قال: يمثل الثلاثون من نوفمبر يوما تاريخياٍ تتكرر وتتجسد فيه ذكرى الاستقلال من المستعمر البغيض وفي هذا اليوم جاء النصر بعد تضحيات جسيمة قدم فيها المئات من أبناء شعبنا دماءهم رخيصة وزكية لتحرير الجنوب من الاستعمار حيث أبدى أبناء اليمن في كل محافظة ملحمة بطولية أعطت المستعمر درسا في الحرية ولم يتحقق ذلك إلا بالتضحيات الجسام والتلاحم بين أبناء الشعب ولذا فقد جاء الانتصار ورحل المستعمر من عدن الأبية بيد الإبطال الذين صنعوا هذا النصر وقدموا الغالي والرخيص من الروح والأموال من أجل التحرر ورفعة وطنهم فتحية للشهداء الذين بذلوا أرواحهم لهذا اليوم ويعتبر يوم التوحد هو ثمار الثورة والجلاء وجهود الرجال الطيبين ونتمنى من الله أن تستمر الوحدة والتكاتف بين أبناء اليمن الكبير شماله وجنوبه وأن يتوفقوا بالحوار الوطني للخروج باليمن من عنق الزجاجة بالحكمة والعقل.
انتصار الثورة
أحمد غالب السري -رئيس المجلس المحلي منطقة شعوب يقول: تعتبر ثورتي 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م أهم منجزات الوطن حيث تم التخلص من الحكم الإمامي والاستعمار البريطاني فجاء يوم 30 نوفمبر 1967م تتويجا لأهداف الثورتين حين رحل آخر جندي بريطاني عن أرض اليمن الحبيبة مجرجراٍ وراءه أذيال الخيبة والخزي والهزيمة وانزل علم الاستعمار البغيض ورفع علم اليمن على أرضه وذرفت دموع الفرح لتصب في نهر واحد مع دماء الشهداء لتروي تراب الوطن الغالي وزرعه الذي أثمر ثماراٍ عظيمة منها رفع مستوى الشعب في جميع المجالات وتحقيق الحرية واستخراج الثروات من باطن الأرض وتحقيق الأمن والاستقرار وكان من أهم هذه الثمار تحقيق الوحدة اليمنية والتي نقلت اليمن إلى ركب العالم المتقدم وأعادت إلى الأرض اليمنية روحها التي سلبت منها بفعل الاستعمار لذلك ندعو أن يتغمد الله كل الشهداء الأبرار وأن يتحقق لهذا الوطن كل الخير والتوفيق بما يحقق الأمن والسلام الخروج من اليمن من كل الأزمات والمشاكل.
محمد الحمزي تربوي يقول: احتفالات الوطن بالعيد (46) من 30 نوفمبر يأتي تجسيداٍ لعظمة نضال شعب كامل ضد الاستعمار ومخلفاته حيث يعتبر هذا اليوم من الأيام التاريخية في اليمن حيث تم ترحيل آخر جندي بريطاني من مدينة عدن الأبية بعد زمن طويل من الاحتلال والاستعمار حيث بدأ الوطن مرحلة جديدة يطمح فيها اليمنيون في العهد الجديد وبهذا و بكل فخر واعتزاز يحتفل شعبنا الأبي بالعيد الوطني مع إشراقة صباح كل يوم وحدوي تتعاظم المنجزات والمكاسب التنموية والديمقراطية في كافة مجالات الحياة ويجب علينا أن نتذكر مسيرة الكفاح ضد الاستعمار البريطاني الجاثم حيث انخرط كل أبناء اليمن العظيم في حرب التحرير للدفاع عن وطنهم وللتأكيد على واحديه الثورة اليمنية وستظل تلك التضحيات محفورة ومسجلة في الأذهان.
من جانبه تحدث عبدالله المهدي عن ذكرى ثلاثين نوفمبر قائلاٍ: عيد الجلاء مناسبة عظيمة على أبناء الشعب اليمني بحيث يعتبر العيد السادس والأربعين عيد الاستقلال والتحرر من الاستعمار البريطاني البغيض يوما تاريخياٍ للحق المنشود للحرية والاستقلال خلال عقود الاحتلال فالذكرى التي نحتفل بها اليوم ضحى من أجلها خيرة أبناء الوطن وصانعو ثورته لنحصد نحن ثمار نضالاتهم بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي هي تعتبر أهم منجز للثورات الوطنية فهنيئاٍ لليمن حريته واستقلاله وهنيئاٍ للشعب هذا القائد والنصر والعزة دوماٍ لليمن. ومن هذا المنطلق فالاستقلال الوطني الناجز الذي تحقق في الـ30 من نوفمبر 1967م جاء ثمرة لكفاح شعبنا اليمني طوال السيطرة الاستعمارية البريطانية وكانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة أبرز محطات ذلك الكفاح فقد شاركت فيه كافة فئات الشعب جنوباٍ وشمالاٍ.

قد يعجبك ايضا