3 آلاف مدرسة ومنشأة تربوية طالها القصف والتدمير من قبل تحالف العدوان
عام دراسي جديد يحل على الطلبة اليمنيين في ظل استمرار العدوان والحصار وفي ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة، ملقيا بالكثير من الأعباء والمتطلبات على عاتق الأسر التي لا تستطيع توفير أدنى متطلبات العام الدراسي الجديد لأبنائها..
صعوبات كبيرة تواجه العملية التعليمية في اليمن وتواجه الطلبة وهم يدشنون عامهم الدراسي في ظل العدوان السعودي الذي دمر العملية التعليمية وجعلها ابرز أهدافه الرئيسية على مدى ما يقارب الـ6 سنوات، مستهدفا المدارس والطلبة والكادر التربوي في مختلف محافظات الوطن بالإضافة إلى الآثار والتداعيات الكارثية للعدوان والحصار على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وكلها ألقت بظلالها القاتمة على العملية التعليمية والتربوية ككل.الأسرة/ زهور عبدالله
أولياء أمور الطلبة يؤكدون أن هذا العام اشد سوءا من الأعوام الماضية بالنسبة لأبنائهم وهم يتوجهون لمدارسهم التي تقصف من قبل تحالف العدوان الذي يصر على تدمير مستقبل الطلبة ومسيرتهم التعليمية، ويؤكد أولياء الأمور أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضها العدوان تعد من ابرز المعوقات التي تقف أمام الطلبة الذين يبدأون عامهم الدراسي الجديد بأقل التكاليف وأنهم لا يستطيعون توفير أي من متطلبات الدراسة لأبنائهم بسبب الغلاء الفاحش في جميع المستلزمات الدراسية .
انتهاكات بحق التعليم
وبحسب تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عن وضع التعليم صدر مطلع العام 2020م، فإن كثيراً من المدارس توقفت عن العمل وعن أداء واجباتها التعليمية جراء تدميرها كليا أو جزئيا بفعل غارات العدوان المتواصلة وان هناك انتهاكات كبيرة بحق التعليم في اليمن وبحق مستقبل الملايين من أبنائه.
وتشير التقارير الدولية إلى أن هناك أعداداً مخيفة للأطفال اليمنيين الذين وجدوا انفسهم محرومين من حق التعليم بسبب العدوان وتداعياته الكارثية على هذا القطاع الحيوي وما نجم عن ذلك من انقطاع مرتبات العاملين فيه.. ويقول مسؤولون في وزارة التربية والتعليم إن “نسبة التسرب من التعليم جراء العدوان قد وصلت إلى حوالي ثلاثة ملايين طالب وطالبة، فيما تقدر منظمة الطفولة والأمومة الأممية “يونيسف” أعداد الأطفال الذين اصبحوا خارج المدارس بسبب العدوان بقرابة 3.7 مليون طالب في اليمن وانهم يواجهون مستقبلاً مجهولاً في التعليم وباتوا على المحك بسبب سوء الوضع وعدم صرف مرتبات مدرسيهم بعد نقل البنك المركزي إلى عدن.
في حين تتوقع منظمات حقوقية أن تصل أعداد الذين قد يتعثر التحاقهم بالمدارس إلى نحو خمسة ملايين طفل يمني إذا لم يتوقف العدوان وتصرف مرتبات المعلمين.
تأثير العدوان على التعليم
ووفقا لمنظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل فإن قطاع التعليم كان على رأس بنك الأهداف لدول تحالف العدوان على مدى خمس سنوات ونصف ، الأمر الذي كانت له تداعيات وآثار سلبية خطيرة أثرت على حياة الملايين من المعلمين والدارسين.
وتكشف الإحصائيات عن قصف وتدمير ما يقارب 3 آلاف مدرسة ومنشأة تربوية، خلال أربع سنوات فقط من العدوان.
وكانت أولى تداعيات العدوان وانعكاساته السلبية المؤثرة على العملية التعليمية تمثلت في الأضرار التي لحقت بوزارتي التربية والتعليم العالي إلى جانب تأثر العملية التعليمية والتربوية بذلك وفقاً لمستجدات وظروف الواقع التي فرضتها دول تحالف العدوان.
وخلال الأشهر الأولى للعدوان وصل فيها عدد غاراته الجوية إلى 300 غارة في اليوم الواحد فقط، ولم تكن تفارق أصوات الانفجارات المرعبة أرجاء العديد من عواصم المدن اليمنية بشكل عام وأجواء أمانة العاصمة بشكل خاص، إزاء ذلك لم يكن أمام القيادة التربوية من خيار بديل عن اتخاذ قرار تعليق الدارسة في مدارس وجامعات أمانة العاصمة وغيرها من المدن الأخرى التي ظلت تتعرض للقصف والتدمير ليل نهار.
بين تاريخي الـ26 من مارس 2015م وهو تاريخ بدء العدوان والـ15 من أغسطس2015م وهو تاريخ اتخاذ وزارة التربية قرار البدء بإجراء الامتحانات، خسر مئات الآلاف من الطلبة نصف عام من التحصيل العلمي رغم احتساب الوزارة نتائج الامتحانات لعام دراسي كامل.
طلاب جامعات صنعاء وعدن وتعز وإب وذمار هم الآخرون طالتهم تداعيات العدوان، فقد اضطرت الجامعات إلى تعليق الدراسة بين مارس وأغسطس 2015م بسبب العدوان والمواجهات الدائرة بين قوات الجيش واللجان ومليشيات العدوان لاسيما في محافظات تعز وعدن.
تدمير المدارس والجامعات
قرار الاستئناف للعملية التعليمية ومواجهة العدوان بإرادة وعزيمة الثبات والصمود في وجه مؤامراته ومخططاته واندفاع الملايين من المعلمين والتربويين والطلاب إلى مؤسساتهم التعليمية، دفع دول تحالف العدوان إلى البدء والتسريع بتنفيذ مخطط القصف والتدمير للمدارس والجامعات ومباني نقابة المهن التعليمية ومكاتب التربية في المحافظات، وفي الـ18 من أغسطس 2015م ارتكب تحالف العدوان أولى جرائمه الهادفة إلى تدمير البنية التحتية للقطاع التعليمي باستهداف مبنى نقابة المهن التعليمية أثناء اجتماع تربوي برئاسة مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة عمران وأسفرت الجريمة عن استشهاد 18 تربوياً وإصابة عدد آخر بجروح إضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بالمبنى.
لم يتوقف مسلسل العدوان الإجرامي عن استهداف المنشآت التعليمية عند ذلك الحد ،بل ظل مستمراً في قصف وتدمير المدارس والجامعات والمعاهد والمكاتب التربوية في جميع المحافظات على مدى ثلاثة أعوام.
واظهر تقرير صادر عن المركز اليمني لحقوق الإنسان ان عدد المنشآت الجامعية التي استهدفها العدوان بلغ حتى مارس 2018م “119” منشأة جامعية منها 34 معهداً فنياً وكلية مجتمع.
خمسة أعوام من الصمود
أما عن عدد المدارس التي دمرها العدوان وحجم الأضرار المادية التي لحقت قطاع التعليم بشكل عام فقد وضحتها الأرقام الكارثية التي تضمنها تقرير صادر عن وزارة التربية والتعليم تحت عنوان “التعليم في اليمن، خمسة أعوام من الصمود في وجه العدوان” فقد بلغ إجمالي المنشآت في الجمهورية اليمنية16.734 و بلغ عدد المدارس المدمرة كليا 412 و عدد المدارس المغلقة 756 والمدارس المستخدمة لإيواء النازحين بلغت 993، أما المدارس المتضررة جزيئا فبلغت 1491 .
وتفنِّد الإحصائيات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم 2020م التضليل المتعمد الذي تدعيه المنظمات الدولية العاملة في اليمن حول تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار المدارس ، فبرغم إمكانياتها الضخمة وميزانياتها الخيالية ، لا يتم توظيف هذه الإمكانيات في إعادة تأهيل وإعمار المدارس سوى بالشيء اليسير.
وقد أثر العدوان السعودي الأمريكي على القوى العاملة في القطاع التعليمي بشكل كبير والبالغ عددهم 303.186 ،حيث أدى استمرار العدوان في غاراته على المدارس ونقل البنك المركزي إلى انقطاع رواتب المعلمين، مما أدى إلى تضرر أغلبية المعلمين وانقطاع بعضهم عن العمل
ويبلغ إجمالي عدد الطلاب في الجمهورية اليمنية حسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم للعام 2020م 5.983.707 طلاب وطالبات، وقد تضرر عدد كبير منهم بفعل غارات العدوان السعودي، وبرغم ضخامة الميزانيات الممنوحة للمنظمات الدولية العاملة في اليمن فإنها لم تغط سوى جزء بسيط من الدمار الذي لحق بالبنية التحتية التابعة للتعليم.
ويبلغ متوسط العجز السنوي في طباعة الكتاب المدرسي خلال السنوات الماضية من عمر العدوان 84.7% بينما يحصل كل 7 طلاب على نسخة واحدة من المنهج الدراسي.
وتقول الأخصائية الاجتماعية آيات القربي :الكثير من الأطفال يتوجهون للعمالة وممارسة الأعمال الشاقة لتوفير أدنى متطلبات العيش لدعم أسرهم، فالأطفال بحاجة ماسة إلى تعاون المدرسة والأسرة جميعا لتوفير الدعم النفسي لهم، فقد عاشوا الحرب رغم صغر سنهم وقد شوَّه العدوان داخلهم وأصبح الكثير منهم مصابين باضطرابات نفسية شديدة تؤثر على مستواهم الدراسي وتحصيلهم العلمي وسيطرة السلوك العدواني على حياتهم، فوضع الأطفال إذا لم تتم معالجته قد تتخطى آثاره البعد الإنساني وسينتهي بعدم قدرتهم على الحصول على التعليم وعدم قدرة أسرهم على مساعدتهم.