تحتفل اليمن وبقية الدول العربية باليوم العربي للبيئة والذي يصادف 14 أكتوبر، وفيما نحن نحتفل بهذا اليوم يجب أن نستذكر ونذكر العالم بكل الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بحق الإنسانية وبحق البيئة اليمنية خلال السنوات الست الماضية، حيث ألقت طائراته عشرات آلاف الأطنان من الصواريخ والقنابل المحرمة دوليا والتي قتلت آلاف اليمنيين وأهلكت الحرث والنسل، وليس ذلك فحسب بل تسبب أيضاً بأضرار وتلوث البيئة والهواء والماء، إلى جانب أن الاحتلال الإماراتي يعبث بمكونات البيئة في جزيرة سقطرى ما يهدد بشطبها من قائمة التراث العالمي.
وفي هذه المناسبة تسلط “الثورة” الضوء على هذه القضايا من خلال هذه المادة .. فإلى التفاصيل:الثورة / رجاء عاطف
تحدث رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة – عبدالملك الغزالي: عن تأثير الأسلحة والذخائر التي استخدمها العدوان في اليمن على الزراعة وصحة الإنسان ، والذي أحدث تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي دماراً بيئياً كبيراً للتُّربة، والأراضي الزراعية، بالإضافة إلى تلويث الهواء والماء، وإلحاق الضرر بالمصادر الطبيعية، ممّا اثر على حياة الإنسان، وصحته، ونمط معيشته.
وأشار إلى أن من جرائم العدوان في اليمن ذات التأثير المباشر على البيئة والإنسان أن قوى العدوان قامت بتجريب الأسلحة المحرمة دولياً من خلال القصف الجوي والبحري، والألغام الأرضية، وغيرها التي تسببت في تدمير البُنية التحتية اللّازمة لمعيشة الإنسان، وكان من آثارها المباشرة هِجرة الناس ونزوحهم وتدمير المنازل، والغابات، والحقول الزراعية، وشبكات الريّ، وأنظمة النقل.
فيما لا تزال آثارها غير المباشرة محل أبحاث ودراسات من قبل الجهات المختصة وهناك مؤشرات ودلائل على تأثيرها على التربة والمياه وعلى صحة الإنسان.
كما أن الكثير من المزارع باتت خطراً على حياة المزارعين بسبب إلقاء طيران العدوان للقنابل العنقودية عليها.
احتلال سقطرى وتأثيره على بيئة الجزيرة
وعن احتلال جزيرة سقطرى ومحمية حوف بالمهرة وتأثير ذلك على البيئة، ذكر رئيس مركز الرصد والتثقيف البيئي – علي الأسدي: أن تحالف العدوان يمارس في المناطق اليمنية المحتلة سياسات ممنهجة لضرب التنوع البيئي في البحر والجزر اليمنية والمحميات الطبيعية ومن هذه الممارسات اقتلاع ونقل عدد من الأشجار النباتية النادرة والحيوانات إلى الإمارات، كما قام العدوان والاحتلال بتجريف الشعب المرجانية وتلويث الحياة البحرية.
وأضاف أن تحالف العدوان لم يكتف بتلويث البيئة وحسب بل عمل على سرقة الأشجار النادرة من جزيرة سقطرى اليمنية ونقلها إلى الإمارات.
وأشار الأسدي إلى كارثة بيئية وشيكة تهدد الحياة البحرية في البحر الأحمر والتي تتمثل في تهالك خزان صافر العائم وعدم سماح تحالف العدوان بصيانته وإمداده بالمازوت والذي يتحمل مسؤولية ذلك.
خزان صافر والأضرار البيئية
تشير التقديرات إلى أن الخزان صافر يحتوي على حوالي مليون ومائتي ألف برميل من النفط الخام بقيمة تصل إلى 80 مليون دولار أمريكي والتي يصر تحالف العدوان على مصادرتها.
الأسباب والعوامل
وقال الأسدي: هناك عوامل وأسباب داخلية وخارجية أدت إلى تدهور أوضاع الناقلة ووصولها إلى حافة الانهيار والانفجار الوشيك ومنها:
– العدوان والحصار على اليمن.
– تعنت تحالف العدوان وحصاره للناقلة ومنع وصول مادة المازوت إليها والتي تعتبر ضرورية لإنتاج الغاز الخامل الذي يحول دون حدوث انفجار فيها.
– فرض شروط تعجيزية من قبل تحالف العدوان لإيصال الفرق الفنية لصيانة وتفريغ الناقلة.
– وتخاذل وتواطؤ الأمم المتحدة تجاه تحالف العدوان.
أضرار وآثار انفجار الخزان
وعن الأضرار والآثار أوضح رئيس مركز الرصد، أن حدوث تسرب أو انفجار لخزان صافر يهدد بكارثة وشيكة الحدوث ستدمر البيئة البحرية برمتها وتمتد آثارها إلى ما بعد قناة السويس شمالا ومضيق باب المندب وخليج عدن جنوبا وتشكل تهديدا خطيرا وتحديا مباشرا لليمن والدول المجاورة اذا ما استمر الحصار على الباخرة وسينتج عن الكارثة خسائر وأضرار اقتصادية وبيئية كبيرة جداً في حال تسرب النفط الخام من السفينة أو انفجارها منها:
– 115 جزيرة يمنية بالبحر الأحمر ستفقد تنوعها البيولوجي.
– 126000 صياد يمني سيفقدون مصدر دخلهم الوحيد بمناطق الصيد اليدوي.
– نفوق850000 طن من المخزون السمكي ستخسره اليمن على طول الشريط الساحلي والشعاب المرجانية ومضيق باب المندب وخليج عدن.
– 969 نوعاً من الأسماك التي ستخنقها بقع الزيت في المياه اليمنية وتموت.
– 300 نوع من الشعب المرجانية ستختفي من البحر الأحمر.
– إضافة إلى اختناق 139 نوعاً من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه اليمنية.
وتابع: أنه ووفقاً للتقديرات سيحتاج اليمن والدول المجاورة في حال وقوع كارثة تسرب النفط الخام (الوشيك) من الناقلة صافر، إلى معالجة أضرار التلوث البحري لسنوات طويلة، كي تتعافى بيئة البحر الأحمر ناهيك عن كلفة النفقات المالية التي قد تتجاوز حسب التقديرات ومقارنة بكارثتي سيبريا وخليج المكسيك قبل سنوات — مليار دولار كأقل تقدير بالإضافة إلى توقف كافة الأنشطة التجارية والصناعية جراء توقف حركة الملاحة البحرية.
حلول تفادي الكارثة
وفيما يخص الحلول والمعالجات أوضح الأسدي أنه يجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والضغط على تحالف العدوان للسماح على الفور ودون تأخير أو شروط مسبقة بتأمين وصول الفريق الفني لإجراء عملية التقييم والفحص والصيانة اللازمة وتفريغ كمية النفط المخزنة قبل حدوث واحدة من أكبر الكوارث البيئية والاقتصادية والبحرية في العالم.
إلى جانب تزويد الخزان بمادة المازوت لتوليد الغاز الخامل المانع لحدوث الانفجار.
وكذلك اختيار طرف ثالث لتصريف الحمولة الموجودة في الخزان وايداع القيمة في البنك المركزي بالحديدة.
عوامل مساعدة
وأخيراً نوه إلى أن من العوامل المساعدة أيضاً تصعيد الأنشطة والفعاليات الداخلية لتكوين رأي عام عالمي مؤازر للقضية اليمنية العادلة ومناهض لتخاذل الأمم المتحدة ومطالب لتحالف العدوان والحصار بالسماح بصيانة وتفريغ الناقلة وتحميله مسؤولية التعنت والرفض وحدوث الكارثة.
كما هي مسؤولية تحالف العدوان مسؤولية مباشرة لأنه من يشن العدوان ويحاصر اليمن برا وجوا وبحرا وهو من يحاصر سفينة صافر ويمنع وصول الإمدادات إليها وخاصة مادة المازوت التي يتولد منها الغاز الخامل الذي يمنع حدوث أي حريق فيها.
سقطرى وعبث القوات
وبالحديث عن سقطرى فهي كغيرها من المناطق اليمنية التي عانت من تبعات الحرب منذ أكثر من خمس سنوات، وظهرت انعكاساتها على الجانبين الإنساني والاقتصادي، وحتى على الحياة الطبيعية، حيث لجأ السكان إلى قطع الأشجار واستخدام أخشابها في الطهو والتدفئة بسبب عدم وجود الغاز.
حيث أرسلت الإمارات في بداية مايو 2018 قواتها بشكل مفاجئ إلى مطار سقطرى.
كما تبادلت مليشيات العدوان التهم بتنفيذ خطة لتسهيل عمليات تهريب الأشجار النادرة والشعاب المرجانية والصخرية من جزيرة سقطرى إلى أبو ظبي.
نهب آثار سقطرى
الدكتور محمد العروسي، أستاذ الآثار في جامعة صنعاء تحدث لأحد المواقع المتخصصة بالبيئة وقال: إن ما تتعرض له سقطرى حالياً وما تعرضت له خلال الأربع السنوات الأخيرة من تدمير ونهب لأثارها وبيئتها النباتية والبحرية كارثة حقيقية لأنها جزء من التراث اليمني الأصيل والعريق الذي يعود إلى 4 آلاف سنة.
وأضاف العروسي في حديثه للموقع “بالنسبة للآثار هناك مجموعة كبيرة جدا من الكهوف والمغارات في سقطرى، كذلك قطع أثرية نادرة وهي عبارة عن نقوش قديمة مكتوبة بالخط العربي إلى جانب نقوش مكتوبة باللغة السقطرية وهي إحدى اللغات المشتقة من اللغة اليمنية القديمة”.
معسكرات في أماكن محمية
وأوضح العروسي” للأسف هذه القطع والنقوش النادرة والآثار الحجرية والتماثيل الحيوانية والآدمية تعرضت للنهب وبعضها نقل إلى الإمارات، ويتحدثون في وسائل إعلام شاهدتها شخصيا على أنها آثار إماراتية وليست يمنية”.
كما أكد العروسي أن الكثير من الثروة والأحياء النباتية في سقطرى، تعرضت خلال الأشهر الأخيرة للتدمير والقطع والتلف.
فيما قامت “الإمارات وأدواتها ببناء معسكرات ونقاط عسكرية في أماكن خضراء ونباتية يحظر العبث بها لأنها محمية”.
وأخيراً لفت الدكتور محمد العروسي إلى أن جزيرة سقطرى الآن مهددة بالشطب من قائمة التراث العالمي بسبب ما تتعرض له بيئتها وآثارها ومنشآتها التاريخية القديمة من تدمير وتجريف.
سوسة النخيل الحمراء
وكشفت دراسة علمية حديثة عن وجود سوسة النخيل الحمراء في جزيرة سقطرى في اليمن، لأول مرة مما يعرض النخيل للخطر بالإضافة الى تهديد سبل عيش السكان هناك.
كما تؤكد الأبحاث الأولية والمسوحات اللاحقة في الدراسة التي قام بها فريق دولي من الباحثين بمركز CABI البريطاني – عن وجود الآفة في مزارع نخيل التمر على الساحل الشمالي الشرقي، على بعد 5 كم من العاصمة حديبو، وفي 22 مزرعة نخيل على الأقل في سقطرى على طول الساحل الشمالي، من الغرب إلى الشرق بين دهامد وري ذي حمري، وتمتد جنوباً في سهل حديبو إلى سفوح الجبال باتجاه منطقة قشن. حيث لم يتم العثور على إصابات في جنوب (منطقة نوغد) وغرب (منطقة قلنسية) في سقطرى.
وقد أوصي الباحثون بضرورة وضع استراتيجية محددة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء تشمل الطرق الثقافية والصحية، واستخدام مصائد الفرمون.
أدخلت كمُلوث للسلع
فيما يعتقد الدكتور “آرند ويت” (رئيس فريق الباحثين) وعلماء من جامعة مندل في جمهورية التشيك، ومعهد سينكنبرغ للأبحاث ومتحف التاريخ الطبيعي في ألمانيا ووكالة حماية البيئة في سقطرى: لا يستبعد أن تكون سوسة النخيل الحمراء قد أدخلت من إحدى الدول الخليجية التي تقوم بتصدير البضائع بشكل متزايد من بينها أشجار النخيل التي يتم استيرادها إلى الجزيرة.
وقال: ” تعتبر سوسة النخيل الحمراء واحدة من أكثر الآفات إشكالية لنخيل التمر في العالم. وهناك خطر أن يؤدي انخفاض الدخل من أشجار النخيل إلى ضغوط إضافية من المجتمعات على الموارد الطبيعية المتاحة مما يساهم في زيادة فقدان التنوع البيولوجي”.
مشيراً إلى أن ممارسات الإدارة السيئة، مثل الاستخدام العشوائي للمبيدات الحشرية، ستؤثر سلبًا أيضًا على الحشرات المستوطنة والكائنات الأخرى.