عمليات وحشية نفذتها المخابرات البريطانية في عدن

منذ أعلنت سلطات الإحتلال حالة الطوارئ في عدن في العاشر من يناير1963م¡ خاضت القوات البريطانية مواجهات مع المقاومة الوطنية في الجنوب على كافة المستويات وبمختلف الوسائل ¡ وبموازاة الهجمات التي كانت تستخدم فيها مختلف الأسلحة والوحدات العسكرية والأمنية ضد الثوار في عدن والمحميات الشرقية والغربية . كانت هناك حرب أخرى سرية ليس لها صوت ولا ترى بالعين ¡ وكان لهذه الحرب وسائلها وتكتيكاتها وقواتها الخاصة التي يتم اختيار أفراها بعناية .
وتتبع هذه القوات ما يعرف اختصارا باسم الخدمات الجوية الخاصة ¡ وقد كانت مهمة هذه القوات عند تأسيسها هي التغلغل في أرض العدو وتحديد الأهداف للطائرات والمدفعية واستطلاع أماكن الإنزال المظلي . ويبدو أن مهمة هذه القوات تشعبت بمرور الزمن وتزايد أنشطة حركات التحرر الوطني في المستعمرات البريطانية حول العالم . وسنعرض هنا لجوانب من أنشطة هذه القوات في عدن: .
كانت قوات ساس في عدن تدار من مبنى تم تعريفه ” للفضلاء ” بأنه مدرسة لتعليم فنون الرماية ” ” وبقيادة الجنرال ” بيتر دي لا بلير ” وكان يتم اختيار أفراد هذه القوات من الأشخاص المشابهين في ملامحهم وبشرتهم للعرب أو السكان المحليين وفي كثير من الأحيان يتم تجنيد مرتزقة من فيجي أو من المستعمرات البريطانية وقد كانت مهمة هذه القوات التغلغل في الأحياء الشعبية التي يتوقع فيها تواجد قيادات المقاومة أو يتزايد فيها نشاطها .
ويكلف هؤلاء الأفراد بالمراقبة وجمع المعلومات ¡ ونصب الكمائن ¡ والإختطاف والإغتيال . وأثناء مهماتهم ¡ يتنقلون بمركبات قديمة ويرتدون أزياء محلية للتمويه ويستخدمون أسلحة خاصة . وقد كان يطلق على هذه العمليات اسم ” كيني ميني ” ¡ وهو مصطلح سواحلي يعني ” الثعبان المنزلق ” ـ في تشبيه لتغلغل أفراد هذه المجموعات ” المموهة “بين السكان المحليين بيسر وأمان كما ينزلق الثعبان بانسياب بين العشب والحشائش في الغابة .
مثل هذه العمليات كانت ناجحة ـ بحسب مصادر صحفية بريطانية ـ عندما استخدمها البريطانيون في مالاوي ضد الاثنية الصينية ¡ وفي كينيا ضد حركة ” الماو ماو ” وكانت هذه العمليات تسمى في كينيا ” بسيدو أوبراشن ¡ أي العمليات المزيفة ” .
في عدن ¡ كان الوقت المناسب لانتشار هذه المجموعات بين الثامنة مساء والثانية بعد منتصف الليل ¡ وقد عرف هذا الوقت بـ ” البانج تايم ¡ وقت الفرقعة ” حيث كان نشاط المقاومة يتزايد في تلك الساعات ¡ وكان البريطانيون يحاولون مهاجمة الثوار في مواقعهم ونصب الكمائن لهم في الطرقات المفترضة لتحركاتهم وهي غالبا في محيط الشيخ عثمان .
وقد اشتركت مجموعات من هذه القوات في عملية إعادة إحتلال كريتر في يوليو 1967م ¡ إذ كانت تقوم بمداهمة المنازل في أحياء كريتر ليلا والقتل بالسكين ¡ ثم تقوم بقطع سبابة الضحية المشتبه به ” للتعرف على هويته لاحقا “. وفي إحدى الليالي عاد أحد عملاء ” ” وهو يعلق تحت ” فوطته العربية ” كيسا بداخلة أربعين سبابة ووضعه فوق طاولة ضباط المخابرات ـ بحسب ما جاء في كتاب : حروب أحد العسكر ¡ لمؤلفه البريطاني ¡ ريجنال لينجهام .
يشار إلى أن الجنرال بيتر دي لا بلير ¡ الذي أشرف على مجموعات ” ” في عدن ¡ تولى أيضا قيادة قوات المظلات البريطانية في معارك ردفان خلال عامي 63و64م ¡ وفي التسعينات كان الحنرال لابلير قائدا للقوات البريطانية في حرب الخليج .

قد يعجبك ايضا