عــــدن.. ورسالة “سباير”

• مطلع العام الجاري¡‮ ‬زار المصور البريطاني‮ «‬بريان سباير‮» ‬عدن‮ . ‬وعلى موقع فيلكر الشهير¡‮ ‬نشر مجموعة من الصور التي‮ ‬التقطها خلال زيارته الأخيرة¡‮ ‬وإلى جانبها نشر سباير صورا قديمة للمدينة بعدسته تعود إلى منتصف الستينات‮ . ‬وترك لنا المقارنة‮ . ‬الصور الحديثة ركزت في‮ ‬مجملها على حالة المنشآت والأحياء السكنية التي‮ ‬أنشئت في‮ ‬فترة الإحتلال لإسكان العائلات البريطانية وفي‮ ‬مقدمتها العمارات السكنية على امتداد شارع مدرم بالمعلا التي‮ ‬أنشئت مطلع الخمسينات من القرن الماضي‮ . ‬فقد كان حريصا◌ٍ‮ ‬على تصوير الواجهات الخلفية لتلك العمارات التي‮ ‬تبدو من الخلف متهالكة وآيلة للسقوط¡‮ ‬وفي‮ ‬الفناءات الخلفية‮ ‬يلعب الأطفال بين أكوام القمامة المتراكمة¡‮ ‬بينما ترتدي‮ ‬واجهات العمارات المطلة على الشارع قناعا◌ٍ‮ ‬مزيفا◌ٍ‮ ‬من الطلاء الملون‮ . ‬كانت رسالة سباير واضحة¡‮ ‬وهي‮ ‬باختصار‮ : ‬شوفوا الفرق¡‮ ‬قبل وبعد‮.‬
بالتأكيد الفرق واضح بين حالة المباني‮ ‬في‮ ‬العهدين¡‮ ‬ولكن¡‮ ‬هناك فرق واضح أيضا◌ٍ‮ ‬بين هويات السكان ـ السابقون والحاليون ـ في‮ ‬تلك العمارات‮ .. ‬ربما تكون الزيارة الأخيرة للمصور البريطاني‮ «‬بريان سباير‮» ‬إلى عدن قد تمت بدافع‮ «‬الحنين‮» ‬ولكن من المستحيل أن‮ ‬يحن العدنيون إلى الاستعمار حتى وإن تحولت المعلا والدكة والقلوعة إلى مقابر‮ . ‬وهذا لا‮ ‬يعني‮ ‬الرضا عن الوضع الحالي¡‮ ‬أو تخلي‮ ‬الدولة عن مسؤوليتها في‮ ‬صيانة تلك المباني‮ ‬عبر هيئة خاصة¡‮ ‬لأن تمليك الشقق وحده لا‮ ‬يكفي‮ . ‬الأمر ذاته‮ ‬ينطبق على المباني‮ ‬والمنشآت المماثلة في‮ ‬مديريات عدن المختلفة‮.‬

قد يعجبك ايضا