اعتذر قائد قوات‮ »‬أرجيل‮« ‬قبل وفاته عن الجرائم التي‮ ‬ارتكبها في‮ ‬كريتر‮ .. ‬فمتى تعتذر الحكومة البريطانية ¿‮!‬



الكولونيل‮ »‬ماد ميتش‮«.. ‬سجل حافل بالإرهاب والقمع..‮ ‬في‮ ‬فلسطين تأثر بشخصية موشيه دايان‮ .. ‬وفي‮ ‬فيتنام عمل مستشارا للأميركيين تحت‮ ‬غطاء‮ « ‬مراسل حربي‮ « .. ‬ثم مدربا لـ‮ « ‬المجاهدين‮ « ‬في‮ ‬أفغانستان‮ .. ‬وفي‮ ‬كريتر سخر كل خبراته ومواهبه الشريرة‮

مطالبات بريطانية بحل قوات ارجيل ومسؤول بريطاني‮ ‬وصفها بـ»حفنة من بلاطجة جلاسجو«

عام‮ ‬1981‮ ‬فتحت صحيفة‮ « ‬صنداي‮ ‬ميل‮ « ‬ملفا عن جرائم قوات‮ « ‬أرجيل‮ « ‬في‮ ‬عدن‮ .. ‬وبعد عامين من التحقيق رفضت الدعوى

كان لسقوط كريتر بأيدي‮ ‬أفراد معسكر‮ « ‬البوليس المسلح‮ « ‬والفدائيين من الجبهتين ـ القومية والتحرير ـ في‮ ‬العشرين من‮ ‬يونيو1967‮ ‬وسقوط العشرات من الجنود البريطانيين أصداء مدوية في‮ ‬الإعلام الدولي‮ ‬وصفعة قوية للغطرسة البريطانية‮ . ‬وخلال شهرين‮ ‬ظل ذلك الحدث الشغل الشاغل للأعلام والرأي‮ ‬العام البريطاني‮ ‬الذي‮ ‬انقسم بين مطالب بسرعة الإنسحاب وآخر‮ ‬يدعو إلى الإنتقام والثأر في‮ ‬كريتر التي‮ ‬أعتبرت في‮ ‬الغرب رمزا‮ « ‬للتمرد العربي‮ « ‬ضد الإمبراطورية الأقوى في‮ ‬العالم وخصوصاٍ‮.‬

لقد كان واضحا أن السلطات البريطانية‮ ‬غلبت الخيار الأخير ـ خيار الإنتقام ـ واختارت للمهمة أكثر القادة العسكريين في‮ ‬جيشها عنفا ودموية وهو الكولونيل‮ « ‬كولن ميتشل‮ « ‬قائد قوات‮ « ‬الأرجيل‮ « ‬الخاصة‮ . ‬والذي‮ ‬اشتهر بـ‮ « ‬المجنون ميتش‮ « ‬فمن هو هذا الكولونيل المجرم‮ ‬ولماذا اسموه بالمجنون وكيف تعاملت الصحافة مع جرائم قوات ارجيل في‮ ‬عدن¿
في‮ ‬يوليو‮ ‬1996م توفي‮ ‬في‮ ‬لندن‮ « ‬ماد ميتش‮ ‬أو المجنون ميتش‮ « ‬قائد عملية‮ « ‬قلعة ستيرلنغ‮ « ‬لإعادة احتلال كريتر عن سبعين عاما‮. ‬وقد كانت وفاته مناسبة للصحف البريطانية للتذكير بإنجازاته وبطولاته‮ ‬فهو بالنسبة للبريطانيين بطلا قوميا‮ ‬شارك في‮ ‬حروب بلاده في‮ ‬العديد من دول العالم منذ أربعينيات القرن الماضي‮ .‬
وبغض النظر عن جرائمه وممارساته الإرهابية واساليبه القمعية‮ ‬وبغض النظر عن عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا في‮ ‬عملية‮ « ‬قلعة سترلنج‮ « ‬ينظر البريطانيين لنجاحه في‮ ‬قمع إنتفاضة‮ ‬20‮ ‬يونيو‮ ‬1967م وإعادة احتلال كريتر بأنها أبرز إنجازات الكولونيل‮ ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬أكسبته الشهرة والمكانة العالية في‮ ‬قلوب البريطانيين‮ . ‬
رحلت قوات الإحتلال من عدن ورحل معها‮ «‬المجنون ميتش‮ « ‬وهناك‮ ‬أستقبل كالأبطال وأمطروه بالأوسمة والنياشين‮ ‬فقد كانت معركة كريتر أخر معارك الإحتلال في‮ ‬الجنوب‮ . ‬في‮ ‬يوليو تموز عام‮ ‬1968م قدم الكولونيل ميتشل استقالته من الجيش‮ ‬وفي‮ ‬مطلع السبعينات فازبعضوية مجلس العموم البريطاني‮ ‬نائبا عن حزب المحافظين من‮ ‬1970‮ ‬إلى‮ ‬1974م‮ ‬وكانت تلك المكافأة الأكبر عن الجرائم والأرهاب الذي‮ ‬مارسه في‮ ‬كريتر‮ . ‬بعض المصادر البريطانية ذكرت أنه لم‮ ‬يرغب في‮ ‬الترشح مرة ثانية‮ ‬بينما أكدت أخرى أنه فشل خلال العشر السنوات التالية في‮ ‬الوصول إلى البرلمان مرة أخرى‮ . ‬لقب المجنون‮ ‬عند تسلمه مهمة‮ « ‬الثأر‮ « ‬في‮ ‬كريتر‮ ‬تناقلت العديد من وسائل الإعلام الدائرة في‮ ‬فلك الإحتلال وجود عدم انسجام بينه وبين قادة المستعمرة‮ ‬وبأنه‮ ‬يفرض خططه وآراءه على القادة السياسين والعسكريين البريطانيين في‮ ‬عدن‮ ‬وقد كان ذلك مجرد هروب رسمي‮ ‬من تحمل مسؤوليات الجرائم التي‮ ‬ارتكبتها القوات البريطانية وبخاصة قوات‮ « ‬الأرجيل‮ « . ‬
لقد كان البريطانيون‮ ‬يدركون حجم المسؤولية عن الجرائم التي‮ ‬سترتكبها قواتهم في‮ ‬كريتر ولم‮ ‬يكن له من حيلة للهروب من المسؤولية سوى وصف قائد العملية بـ‮ « ‬المجنون‮ «‬‮ ‬والمجانين لا‮ ‬يخضعون للقانون‮ ‬وهي‮ ‬حيلة سخيفة بالتأكيد‮. ‬
في‮ ‬عدن وظف الكولونيل المجنون كل خبراته التي‮ ‬اكتسبها في‮ ‬حروب بلادة في‮ ‬مستعمراتها في‮ ‬إيطاليا وبورينو وكوريا وقبرص وكينيا والصومال وفلسطين ودول أخرى‮ . ‬وفي‮ ‬القدس نجا المجنون من حادثة تفجير فندق الملك داوود‮ ‬والتقي‮ ‬بالجنرال موشى دايان الذي‮ ‬كان‮ ‬يعتبره القدوة والمثل الأعلى‮ . ‬
وبعد استقالته من الجيش‮ ‬عمل خبيرا ومستشارا في‮ ‬قمع الحركات التحرر حول العالم‮ ‬حيث امضى آواخر الستينات‮ « ‬مراسلا حربيا‮ « ‬لصحيفة الدايلى اكسبرس في‮ ‬فيتنام ـ بحسب صحف بريطانية ـ وهو عمل‮ ‬غير منطقي‮ ‬لضابط كبير بحجم وخبرات الكولونيل ميتشل‮ ‬وما من شك في‮ ‬أن حقيقة عمله في‮ ‬فيتنام هي‮ ‬تقديم الخبرة والنصيحة للقوات الأميركية التي‮ ‬كانت تغرق في‮ ‬مستنقعات فيتنام‮ . ‬
في‮ ‬النصف الثاني‮ ‬من السبعينات عمل مستشارا لرئيس الوزراء في‮ ‬روديسيا إيان سميث للمساعدة في‮ ‬قمع التمردات الوطنية و‮» ‬مكافحة الإرهاب‮ « ‬وفي‮ ‬الثمانينات ساهم في‮ ‬تدريب‮ « ‬المجاهدين‮ « ‬في‮ ‬أفغانستان وطرق مهاجمة القوات السوفيتية‮ . ‬
المجنون‮ ‬يعتذر‮ ‬قبل وفاته ببضع سنوات أعتذر الكولونيل ماد ميتش عن الجرائم التي‮ ‬ارتكبها في‮ ‬كريتر‮ ‬وجاء في‮ ‬نص إعتذاره‮ : ‬هناك عدد كبير من العرب هم اليوم على قيد الحياة وكذلك عدد كبيرمن قوات الأرجيل لا تزال على قيد الحياة‮ ‬والسبب في‮ ‬ذلك‮ ‬يعود إلى الأساليب التي‮ ‬اتخذناها في‮ ‬كريتر‮ ‬وهذا بالنسبة لي‮ ‬هو تبرئة كاملة من أي‮ ‬تهمة‮ .. « ‬فهل‮ ‬يكون اعتراف ميتش واعتذاره ـ بغض النظر عن صيغته ـ مقدمة لاعتذار الحكومة البريطانية بالجرائم التي‮ ‬ارتكبتها قواتها في‮ ‬كريتر وغيرها من مناطق الجنوب‮ ‬أم أنها ستتعامل مع أفعال وأقوال ذلك القائد العسكري‮ ‬بأنها صادرة عن‮ « ‬شخص مجنون‮ « . ‬¿‮! « ‬الأرجيل‮ « ‬سجل قاتم‮ ‬في‮ ‬كتاب‮ « ‬الرمال المتحركة‮ « ‬لمؤلفه البريطاني‮ ‬ديفيد ليدجر‮ ‬ترجمة الدكتورة منال سالم حلبوب‮ ‬ورد في‮ ‬أحد هوامش الكتاب عن قوات الأرجيل البريطانية مايلي‮ : « ‬كان هناك جانب قاتم لأعمال قوات أرجيل‮ ‬ففي‮ ‬يناير‮ ‬1981‮ ‬حكم على ثلاثة جنود من قوات أرجيل وسوثر وهاير لاندر‮ ‬لقتلهم ثلاثة من المزارعين خلال خدمتهم في‮ ‬ايرلندا الشمالية‮ ‬وتمت إدانتهم بعد أن كشف عنهم احد زملائهم‮ ..‬‮ ‬وخلال التحقيقات أعطى الجندي‮ ‬أيضا تفاصيل إلى فرع التحقيقات الخاص بالجيش عن أعمال وحشية مزعومة ارتكبت في‮ ‬حي‮ ‬كريتر‮ ‬وحسبما تأكد لم‮ ‬يتخد أي‮ ‬إجراء بهذا الخصوص‮ . ! ‬وبعد أسابيع من المحاكمة‮ ‬تقدم الجندي‮ ‬ـ الذي‮ ‬فصل من الخدمة ـ إلى صحيفة‮ « ‬جلاسكو صنداي‮ ‬تايمز‮ « ‬التي‮ ‬أجرت معه تحقيقا دقيقا وشاملا‮ ‬وتمت مقابلة العشرات من الجنود السابقين وأكد العديد منهم أنه لم‮ ‬يحدث سوء تصرف‮ ‬وفي‮ ‬النهاية‮ ‬وقع‮ ‬12‮ ‬جنديا على بيانات أقسموا فيها اليمين‮ ‬وأعطوا فيها تفاصيل عن أعمال السرقة والقتل التي‮ ‬ارتكبها الضباط والجنود‮ ‬واعترف أحد الجنود بأنه أطلق النار شخصيا على خمسة من‮ « ‬العرب‮ « ‬غير المسلحين في‮ ‬حوادث مختلفة‮ . ‬
و‮» ‬زعم‮ « ‬العديد منهم بقتل أشخاص بواسطة حقنهم بالمورفين وإطلاق النار عليهم‮ ‬وادعى آخرون بأنهم شهدوا بألم وحزن الطريقة الوحشية التي‮ ‬قتل فيها شخص في‮ ‬سن المراهقة وجد في‮ ‬مقهى بعد سريان مفعول نظام منع التجوال وطعن بالحربة حتى الموت بناء على أوامر من الضباط‮ . ‬لاحظ عزيزي‮ ‬القارئ‮ : ‬في‮ ‬البداية ذكر أن الجنود الذين أدلوا بهذه الاعترافات أقسموا عليها اليمين‮ ‬والآن‮ ‬يبدأ كل فقرة بكلمة‮ : ‬وزعم أو زعموا‮ .. ! . ‬ثم‮ ‬يواصل الهامش‮ : .. ‬وزعموا أن مهمة سد الطرق كانت تفسح المجال للقيام بعدد من السرقات‮ .. ‬ويشير المؤلف بأن هذه الأخبار وغيرها نشرت في‮ ‬صحيفة‮ « ‬صنداي‮ ‬ميل‮ « ‬في‮ ‬طبعاتها الصادرة في‮ ‬26‮ ‬أبريل وحتى مايو‮ ‬1981‮ . ‬
وفي‮ ‬الأيام التي‮ ‬تلت النشر‮ ‬تركت الصحيفة خطين هاتفيين مفتوحين لمعرفة رد الجمهور‮ ‬وقد تلقت عدة مكالمات بذيئة‮ ‬لكن عدد من المكالمات جاءت من جنود أيدوا تلك المزاعم ـ ومن بينهم بعض أولئك الذين أنكروها من قبل ـ‮ . ‬أرسل الملف إلى جورج‮ ‬يونجر‮ ‬وزيرالدولة لشؤون اسكتلندا‮ « ‬ربما لأن اسكتلندا هي‮ ‬المقرالرئيسي‮ ‬لقوات أرجيل التي‮ ‬تستمد جذورها العسكرية والثقافية وأزيائها من التراث الأسكتلندي‮ ‬وقد وصف مسؤول بريطاني‮ ‬كبير قوات الأرجيل ذات مرة بأنها حفنة من بلاطجة جلاسكو ـ وجلاسكو هي‮ ‬عاصمة اسكتلندا ـ إحدى مكونات المملكة المتحدة ـ وقد كان الكولونيل ميتش‮ ‬يفاخر بأنه اسكتلندي‮ ‬مع أنه من مواليد ضواحي‮ ‬لندن‮ « .. ‬الوزير ـ وزير الدولة لشؤون اسكتلندا ـ الذي‮ ‬قدم إليه الملف الذي‮ ‬أعدته الصنداي‮ ‬ميل هو أحد جنود أرجيل السابقين‮ ‬وقد أحال الملف إلى الجهات القانونية للتحقيق‮ . ‬محامي‮ ‬التاج‮ ‬يرفض الدعوى‮ ‬وبعد مرور فترة‮ ‬23‮ ‬شهرا‮ ‬كتب وكيل التاج المعتمد إلى محرر الصنداي‮ ‬ميل‮ ‬يقول‮ : ‬قدم تقرير كبير إلى كبير محامي‮ ‬التاج الذي‮ ‬قرر بعدم رفع دعوى‮ ‬لقد استغرق التحقيق وقتا طويلا وكما تدركون فعلا كانت هناك صعوبة في‮ ‬محاولة العثور على بعض الضباط والرجال الذين كانوا في‮ ‬الخدمة العسكرية عام‮ ‬1967‮ ‬والذين تركوا الجيش منذ ذلك الوقت‮ .. ‬وأضاف وكيل التاج المعتمد‮ : ‬طلب مني‮ ‬كبير محامي‮ ‬التاج أن أشكر صنداي‮ ‬ميل على استرعاء انتباهه لهذه المسألة‮ .. ‬صنداي‮ ‬ميل‮ ‬27‮ ‬مارس‮ ‬1983‮ . ‬وقد أخذ أيضا في‮ ‬الاعتبار المدة الزمنية القانونية المتعلقة بمقاضاة جرائم ارتكبت منذ وقت طويل في‮ ‬أراض أجنبية‮ . ‬وطوال إذاعة هذه المزاعم‮ ‬لم‮ ‬يصدر أي‮ ‬اقتراح أو تأكيد بأن القائد المسؤول الليفتنانت كيرنل‮ « ‬كولن ميتشل‮ « ‬ـ الشهير بالمجنون ميتش ـ قد علم أو أشترك في‮ ‬أي‮ ‬من تلك الأعمال الوحشية المزعومة‮ ‬ورفض بثبات أن‮ ‬يعلق على تلك المزاعم‮ .. ‬وفي‮ ‬نهاية الهامش جاء مايلي‮ : ‬في‮ ‬القيادة العسكرية العليا بقصر ستير لنج‮ ‬تعرض أوسمة الشرف العسكرية والذكريات الحربية التي‮ ‬تضم تاريخا طويلا من الأعمال المجيدة‮ ‬ولكن الإشارة إلى عدن ضعيفة ومكبوتة‮ .
المراجع‮ :
‬مقالات في‮ ‬عدة صحف بريطانية نشرت بين‮ ‬1996‮ ‬و‮ ‬2008.
‬الرمال المتحركة ـ البريطانيون في‮ ‬الجنوب العربي‮ ‬كتاب لـ ديفيد ليدجر‮ ‬ترجمة الدكتورة منال سالم حلبوب‮ . ‬

——-

خور مكسـر
و” السلطان المكسر ”

‮‮❞ تشير بعض الكتابات التاريخية التي تناولت مدينة عدن إلى أن اسم مدينة خور مكسر متداول منذ مئات السنين فقد كان الخور مشكل من عدد من الأخاديد وصف بسببها بأنه مكسر أو منقسم وسمي بـ ” خور مكسر ” . ويشمل الخور أيضاٍ منطقة الجسر الذي يمر من تحته ماء البحر إلى حقول الملح ويقدر المؤرخون تاريخ إنشاء الجسر إلى أكثر من ألف سنة وقد كان اسمه قنطرة المكسر . ويذكر المؤرخ حمزة لقمان أن الجسر تهدم أكثر من مرة بفعل المعارك التي دارت عليه . وكان آخرها بين رجال السلطان محسن فضل والإنجليز عام 1840م ثم يعاد بناؤه من جديد فقد كان الوسيلة الوحيدة التي تربط عدن بالبر .
وفي واحدة من الروايات التي يتداولها الناس حول التسمية ترى غير ذلك إذ تقول أن سبب التسمية يعود إلى إصابة السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي في واحدة من أعنف المعارك التي دارت بين القبائل المحيطة بعدن وقوات الاحتلال وكانت عام 1840 م حيث تعرض فيها السلطان الفضلي لإصابة بالغة فقد على إثرها الحركة فسمي بـ ” السلطان المكسر ” ثم انعكست التسمية على الخور وسمي ” خور مكسر ” وقد كان اسمه قبل ذلك ” خور المجراد ” .
وإلى شمال غرب المدينة توجد عدد من الملاحات الأثرية القديمة التي تؤكد اهتمام اليمنيين القدماء باستخراج وصناعة الملح من خلال إقامة العديد من المنشآت المرتبطة بهذه الصناعة أهمها الملاحات .
ومن أبرز المعالم السياحية في خور مكسر الشاطئ المعروف بـ ” ساحل أبين ”
ويقع في الجهة الشرقية ويعد أطول شواطئ محافظة عِدِن ويتميز برماله الناعمة ومياهه الصافية وقد أضفى كورنيش خور مكسر الحديث جمالا إلى روعة المكان الذي تغنى به العديد من الشعراء والفنانين اليمنيين .
وخلا فترة الإحتلال كان مطار خور مكسر يضم ـ إلى جانب نشاطه كمطار مدني ـ واحدة من أكبر القواعد العسكرية للقوات الجوية البريطانية والتي تزايدت أهميتها بعد انتقال مقر قيادة عمليات الشرق الأوسط البريطانية إلى عدن .
وقد شهد مطار عدن حادثا مفصليا في مسيرة الكفاح المسلح ضد الإستعمار بعد إلقاء قنبلة في المطار يوم 10 ديسمبر 1963 استهدفت المندوب السامي البريطاني الذي نجا من الحادث بينما توفي أحد كبار مساعده وعلى إثر تلك العملية أعلنت سلطات الإحتلال حالة الطوارئ التي شملت ـ إلى جانب عدن ـ المناطق الجبلية الساخنة في ردفان واستمرت حالة الطوارئ سارية حتى إعلان الاستقلال في الـ 30 من نوفمبر 1967 .
حاليا تضم خورمكسر عدد من المنشآت الحكومية أبرزها : مطار عدن الدولي وجامعة عدن وعدد من البعثات الدبلوماسية .

———
الــتـواهـــي وستيمر بوينت »Steamer Point«

‮‮❞  كانت التواهي قديماٍ عبارة عن قرية صغيرة لصيادي السمك وأشار المؤرخ
 حمزة لقمان إلى أن كلمة التواهي جاءت من لفظ « تاه « بمعنى ضاع حيث يقال أن أهالي عدن آنذاك كانوا يخشون الذهاب إلى تلك القرية خوفاٍ من أن يتيهوا في جبالها التي لم يكن بها أي طرقات في تلك الأيام .  
 وخلال فترة الاحتلال الإنجليزي سميت « Steamer Point  « بمعنى : النقطة التي ترسو عندها البواخر . وفي تفسير آخر يقال أن اسم التواهي جاء من كلمة « الضواحي « جمع ضاحية وكان البريطانيون ينطقونها « تواهي « TAWAHI . ولأنها كانت واسعة وبها عدد قليل من السكان ولم يكن حينها الميناء قد بنى بالشكل المعروف حاليا وحتى مدينة المعلا لم تكن وقتها موجودة فالتكتل السكاني كان محصورا على مدينة عدن القديمة التي اسماها الإنجليز لاحقا مدينة كريتر .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الخرائط التي رسمها البريطانيون لعدن أثناء الإحتلال تشير إلى أن تسمية « ستيمر بوينت Steamer Point لم تكن بديلة للتواهي بل كانت التسمية خاصة بالجزء الغربي من منطقة التواهي فقط . حيث اتخذ البريطانيون من الجهة الغربية مكانا لإقامتهم وأنشأوا فية معظم المباني والمرافق الخاصة بسلطة الإحتلال . ويبدو أن اختيار المكان قد تم لدوافع أمنية فهو أقصى مكان في حدود مدينة عدن لم يكن مأهولا بالسكان ولا يمكن الوصل إليه إلا من جهة واحدة عبر الطريق المارة بالمعلا ثم التواهي والأخيرتان كانتا آنذاك مجرد قريتين صغيريتن وبناء على ذلك تم نقل الميناء من صيرة في شرق عدن المزدحم بالسكان إلى غربها .
هذا التغيير بدأ في وقت مبكر من الإحتلال حيث تم تغيير مقر سكن الكابتن هنس من الخساف إلى رأس طارشين غرب التواهي وصارت « ستيمر بوينت « مقراٍ لقيادة المستعمرة وكبار موظفيها ومساعديهم ومقراٍ للقنصليات والشركات الأجنبية  . وفي أحيائها الراقية ـ التي تداخلت لاحقا مع أحياء التواهي ـ انتشرت منشآت الخدمات الترفيهية والمنتزهات على الشواطى الجميلة ومن أشهرها « جولد مور « أو الساحل الذهبي الواقع بين جبل خليج الفيل وجبل هيل جنوب غرب عدن .

قد يعجبك ايضا