عصر الكورونا والوحوش والثعالب البشرية

 

بندر باوزير

فيروس كورونا الذي شل حركة الكون بأكمله بمشيئة وعظمة الخالق، فهو من يغزي الكون ويلحق بخلقه إن أراد دون تمييز بين غني أو فقير وبين قوي أو ضعيف.
ولكن الغريب في الموضوع هو عدم أخذ العبرة أو العظة من كل هذا حيث لازال الناس مستمرين في إشعال الحروب والفتن والصراعات على المناصب والظهور بأي طريقة كانت، حيث زاد حب الذات والطمع بالمال الذي أعمى بصائر البعض وجعلهم عبدة المال.
ومن المؤسف أن هنا من قد نسي التعاليم الإسلامية الحميدة وفقدوا الأعراف والتقاليد والقيم الأخلاقية والإنسانية التي نشأنا عليها وتعلمناها من آبائنا وأجدادنا الذين سبقونا وشهد لهم التاريخ بخوض البطولات والمواقف المشرفة في الفتوحات الإسلامية حيث نشروا الإسلام في جميع أنحاء العالم سواء عن طريق الفتوحات الإسلامية شرقا وغربا أو نشر الدعوة عن طريق التجار والرحالة والمهاجرين والفاتحين. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فلم يقبلوا بالذل ولا بالانحناء أو العبودية إلا للواحد القهار، ولم يفرطوا لا بوطنهم ولا بدينهم حيث كانت اليمن مقبرة لمن غزاها ولا تقبل الخونة ولا العملاء والظلمة لأنه ليس لهم مكان بينهم.
نحن في زمن أصبح الكثير يقبلون بالذل والهوان وتركت الساحة للثعالب والثعابين والوحوش البشرية تقتل وتعبث وتظلم وتسلب حقوق المساكين وتفرض رأيها عليهم عن طريق الغش والكذب والقوة وكل أساليب الدجل والاحتيال، ومن صفات هذه الثعالب والثعابين والوحوش البشرية الغدر والخيانة وعندما تجوع تأكل بعضها البعض لأن ليس لديها لا القيم ولا المبادئ الإنسانية.
فهؤلاء وحوش في هيئة بشر لم يبق لديها أي مراعاة للضمير الإنساني ولا يفرقوا ما بين الجانب الإنساني والجانب السياسي ولا يفرقوا بين العدل والظلم من أجل مصالحهم وأطماعهم وطغيانهم.
حيث قد أصبحت الناس في غفوة من تجاهل الأخطاء حيث انحاز الكثير إلى النفاق والمجاملة لبعضهم البعض ولا يقولون كلمة الحق في وجه الظلمة ونصرة المظلوم ولا يقولون للمخطئ مخطئ في وجهه إلا من رحم الله.
وأخيرا أناشد كل ذي ضمير حي العودة إلى الله ومراجعة النفس ومحاسبة الضمير في جميع أعمالهم ويعرفوا مراقبة الله لهم وأن يعودوا إلى قول كلمة الحق ولا يخافون إلا من الله عز وجل فهو من بيده كل شيء.
وأنا أؤمن بأن الحقيقة دائماً تظهر وإن طال الزمن أو قصر وبأن الحق سيعود وينتصر لأهله.
وهذا وعد الله بأنه ناصر للحق وللمظلوم وسوف ينهي هيمنة الظلمة، وما دام الناس يثقون بعدالة السماء فأعلم بأن الله سوف ينصرهم ولو بعد حين.

قد يعجبك ايضا