امتزجت دماء الشعبين المصري واليمني لتحقيق النصر والاستقلال


أجرت الحوار / أمل عبده الجندي –

■ منحت مصر 11 مليون جنيه لمساعدة أول ميزانية للثورة اليمنية

,أكثر من 240 اتفاقية سيتم توقيعها بين الحكومتين اليمنية والمصرية لتعزيز مجالات التعاون بين الدولتين

,تمكن اليمنيون من تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية نحو دولة مدنية حديثة

أجرت الحوار / أمل عبده الجندي

أشاد سعادة السفير المصري باليمن الدكتور أشرف عقل بالعلاقات اليمنية المصرية المتينة التي تربط الشعبين منذ آزال السنين ودور مصر التاريخي في ثورتي اليمن السبتمبرية والأكتوبرية وتحقيق الاستقلال في جنوب اليمن الـ 30 من نوفمبر وجذور هذه العلاقة العريقة التي امتدت في مؤازرة اليمن أثناء وبعد ثورة فبراير ووصولا نحو تحقيق دولة مدنية حديثة .. كما تحدث عن عدد من القضايا نستعرضها في سياق الحوار التالي:

● العلاقات اليمنية المصرية وطيدة التاريخ والعراقة في صنع تاريخ اليمن الحديث .. فهل لك أن تحدثنا عن ذلك¿
– امتزجت دماء البلدين وضحى أبناء وجيش مصر من أجل إحلال الأمن والعدل والاستقرار ودحر مكامن الظلم والاستبداد في الثورة السبتمبرية والاكتوبرية 62 وعام 63 م بعد أن كانت هناك إرهاصات لقيام الثورة في حركة 48 في الجيش اليمني فتم إرسال بعثة عسكرية مصرية تقوم بتدريب الجيش اليمني أثناء حكم الإمام وبعثات يمنية إلى مصر كان فيها مناضلون كثيرون من قيادة الثورة اليمنية يتم تدريبهم وتأهيلهم ودعمهم لوجستيا وعسكريا .
ولما قامت حركة 48 في الجيش اليمني وفشلت أدرك الضباط الأحرار في الجيش اليمني أنه لابد لهم من ظهير قوي وهذا ما جاء في ثورة 23 يونيو عام 52 بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ولذلك استمرت المحاولات وعندما قامت ثورة 26 سبتمبر كانت مصر أول دولة تعلن انحيازها للثورة وتأييدها وأرسل عبد الناصر قواته لمساعدة اليمن ضد القوى الملكية والرجعية التي حاربت هذه الثورة وحاولت إفشالها وانكاسها وإعادتها إلى الخلف انطلاقا من ضرورة مساعدة اليمن الشقيق أصل العرب ومهد الحضارة العربية على الخروج من عصور الإمامة والجهل والتخلف إلى العصر الحديث بما يشمله من حقوق ومواطنة وحرية وديمقراطية وعزة وكرامة.

إمداد تنموي
● وهل انحسر دعم مصر في الجانبين الثوري والعسكري لليمن ¿
– فاق الدعم أبعاده الثورية والعسكرية إلى الحضارية والتنموية كإنشاء مدارس مصرية ومنحت مصر 11 مليون جنية لمساعدة أول ميزانية للثورة اليمنية وتوافد الخبراء على اليمن من أطباء ومهندسين وقانونيين وفي كافة المجالات وكان هناك دعم للثورة بصفة عامة إنما جاء جمال عبد الناصر وكان نصب عينيه تحرير الجنوب وحينما جاء إلى تعز عام 63 وأطلق صرخته المشهورة على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل عن بلادنا حينها انطلقت في نفس اليوم من جبال ردفان إرهاصات ثورة 14 أكتوبر واستشهد الكثير من اليمنيين.

●وماذا عن عملية صلاح الدين الفدائية في جنوب اليمن آنذاك ضد الاستعمار البريطاني ¿
– بعد صرخة جمال عبد الناصر المدوية في تعز تشكلت خلية من الأمن القومي المصري رأسها الرئيس أنور القاضي ثم عبد المحسن كامل مرتجي ثم الفريق عبد الخالق شوقي في عملية صلاح الدين التي قامت بعمليات فدائية وبطولات في الجنوب آنذاك حتى توجت بخروج الاستعمار البريطاني وانتصار القوة الثورية على الاستعمار فمصر شريكة الشعب اليمني قلبا وقالبا بتضحياتها ودماء شهدائها التي امتزجت مع دماء الشهداء اليمنيين خلال الثورتين.

ثورة فبراير
● التجاذبات السياسية المصرية اليمنية هل جسدتها ثورة فبراير لكلا الشعبين الشقيقين¿
– جاءت ثورة فبراير 2011م اليمنية التي كانت شبيهة بالثورة المصرية (فالمعركة في مصر وغبارها في دقنك) فما يحدث في مصر يؤثر سلبا أو إيجاباٍ على اليمن وإن كانت اليمن استطاعت أن تتوصل للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة التي عصمت دماء اليمنيين بعد ما شهدته اليمن خلال عام 2011م وتوصلت الأطراف السياسية إلى صيغة المبادرة بمساعدة قوة إقليمية والأمم المتحدة لتعصم دماء اليمنيين وتم تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية من تسليم السلطة وبعدها إجراء استفتاء على الرئيس انطلاقا إلى مرحلة الحوار الوطني وبعدها إلى إعداد دستور وإجراء انتخابات نيابية ورئاسية في الفترة القادمة.

240 اتفاقاٍ
● بخصوص اللجنة العليا المشتركة رؤساء وزراء البلدين مصر واليمن لماذا تم تأجيل اللقاء المزمع إجراؤه ¿
– الظروف المضطربة بين البلدين أدت إلى تأخير عقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسية ووزراء البلدين ولكن إن شاء الله ستعقد عندما تستقر الأمور بصورة كاملة في مصر واليمن حيث إن هناك قضايا كثيرة في كل المجالات ستتم مناقشتها بين الدولتين وإجراء أكثر من 240 اتفاقاٍ بين مصر واليمن في كل مجالات الحياة فهي لجنة تنعقد باستمرار بين الجانبين لمعالجة أية مشكلات طارئة ولم تكن هناك مشكلات كبيرة في هذه الفترة ولكنها تنعقد بصفة دورية في إحدى العاصمتين صنعاء والقاهرة لمناقشة أي موضوعات تؤدي إلى تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية المصرية اليمنية وبحث عدة موضوعات لزيادة التعاون والتبادل التجاري في شتى المجالات حيث تقوم اللجنة بالبحث في كل المسائل سواء كانت سياسية أو اقتصادية والتجارية والعلمية والفنية والتكنولوجية بين البلدين فخلال فترة العام الماضي رغم الظروف إلا أن الوفود المصرية زارت اليمن في مجالات المواصفات القياسية وقياس الجودة بالإضافة إلى حصول شركات مصرية على مشروعات يتم تنفيذها وكذا زيارات متواصلة للمشاركة في المؤتمرات التي تعقد على أرض اليمن وأيضا التعاون الواضح والكبير في المجالات الثقافي والطبي والعلمي.

كفاءة هادي
● كيف يتم تنظرون إلى الدور الذي يقوم به الرئيس هادي في المرحلة الانتقالية في اليمن¿
– دوره مهم وصعب للغاية وعليه ضغوط شديدة ولكنه على كفاءة عالية خاصة وأنه كان نائب الرئيس السابق لفترة طويلة وبالتالي لديه من الخبرة ما يؤهله أن يتخطى باليمن من هذه المرحلة الصعبة شريطة مساعدة كافة الأطراف وينبغي تغليب عن المصلحة الوطنية العليا وتعزيز قيم المواطنة والحرية والديمقراطية ومعرفة قيمة بلادنا اليمن والإطار في بوتقة واحدة لينطلق اليمن إلى آفاق جديدة من النمو والازدهار والتقدم.

قد يعجبك ايضا