اتفاق مونترو.. بين الإنجاز والتنفيذ
عبدالفتاح علي البنوس
بعد أسبوع من المفاوضات التي شهدتها مدينة مونترو السويسرية بين الوفد الوطني الخاصة بملف الأسرى ووفود المرتزقة التي تمثل مليشيات الانتقالي ومليشيات الإصلاح وحكومة الرياض الفندقية استمرت لمدة أسبوع وبعد أربعة اجتماعات كرست لمناقشة تنفيذ اتفاق عمان الخاص بتبادل الأسرى والذي عمل تحالف العدوان على عدم تنفيذه إمعاناً منه في استمرار معاناة الأسرى وذويهم تم التوصل إلى اتفاق نص على تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق عمان والذي بموجبه سيتم الإفراج عن 681 من أسرى الجيش واللجان الشعبية مقابل 400 من أسرى الطرف الآخر بينهم 15 سعودياً و4 سودانيين، حيث سيتولى الصليب الأحمر عملية نقل الأسرى والتي ستبدأ في الخامس عشر من شهر أكتوبر وتستمر لمدة ثلاثة أيام..
كواليس اتفاق مونترو كشفت خواء ما يسمى ( بالشرعية ) وأظهرتها على حقيقتها بأنها عبارة عن كومبارس تعمل لحساب السعودية والإمارات، علاوة على كونها كشفت حالة الانقسام والتشظي التي تطغى على فصائل المرتزقة العملاء والتي تمثل فضيحة كبرى تضاف إلى قائمة فضائح الشرعية الدنبوعية المزعومة، فكل فصيل دولة بمفرده، وكل طرف جاء للإفراج عن أصحابه، تماما كما عمل الجنرال الفار علي محسن الأحمر عندما قام بالإفراج عن العلاَّمة يحيى الديلمي ورفيقه فؤاد فاخر مقابل الإفراج عن نجله، غير مكترث بالأسرى الذين يقبعون في سجون الجيش واللجان الشعبية، حيث نص الاتفاق على الإفراج عن 230 أسيراً من المرتزقة الإخوانجيين ونقلهم عبر مطار صنعاء إلى مارب، مقابل إفراج مرتزقة الإصلاح في مارب عن 230 أسيراً من الجيش واللجان الشعبية، وكذا إطلاق 200 أسير من الجيش واللجان الشعبية الذين تم أسرهم في الضالع ولحج وعدن مقابل الإفراج عن 150 أسيرا من المرتزقة الجنوبيين الذين سيتم نقلهم من وإلى مطاري صنعاء وعدن حسب الاتفاق..
ولأن المرتزقة سواء كانوا مقاتلين أو أسرى لا قيمة لهم لدى السعودي والإماراتي، ولأن السعودية هي صاحبة القرار، وهي من تدير دولة الشرعية المزعومة فقد أحبطت عملية الإفراج عن 280أسيرا من المرتزقة كانوا ضمن صفقة التبادل، مقابل الإفراج عن 280أسيرا من الجيش واللجان الشعبية لدى السلطات السعودية، وأصرت السعودية على استبدال اسري المرتزقة بـ 15 أسير سعودياً و4 سودانيين، لتؤكد المؤكد بأن المرتزق حقير خسيس مهان لا احترام ولا قيمة ولا قدر له مهما صنع..
رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى أكد عقب الإعلان عن التوقيع على اتفاق مونترو أن تنفيذ الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ في الـ 15من أكتوبر القادم وسيتولى الصليب الأحمر الدولي مهمة نقل الأسرى، وعبَّر عن أمله في التزام الطرف الآخر بالتنفيذ وعدم الذهاب للعرقلة مجددا، وأكد في رسالة تطمينية لأسر الأسرى غير المشمولين بعملية التبادل أن بلادنا تمتلك من الأوراق ما يمكِّنها من الإفراج عن جميع الأسرى والكشف عن مصير المفقودين، وهنا باتت الكرة في ملعب الأمم المتحدة المعنية اليوم بالضغط على وفد المرتزقة وإلزامهم بالتنفيذ وفق نص الاتفاق وعدم الذهاب لافتعال عراقيل وعقبات وذرائع ومبررات واهية تحول دون تنفيذ عملية تبادل الأسرى..
بالمختصر المفيد: اتفاق مونترو خطوة إيجابية على طريق كسر الجليد وحلحلة المياه الراكدة في ملف الأسرى، هذا الملف الإنساني البحت الذي كان من المفترض الفصل والبت النهائي فيه، بحسب اتفاق السويد الذي ينص على إطلاق كافة الأسرى والمعتقلين من الطرفين والكشف عن مصير المفقودين وتبادل الجثث، بحيث يتم إغلاق الملف بشكل نهائي، وإنهاء معاناة شريحة واسعة من المجتمع اليمني، لكن الصلف والتعنت السعودي حال دون ذلك، ولكن مع ضم أسرى سعوديين وسودانيين لعملية التبادل التي وافقت السعودية عليها، في انتظار الموعد المحدد للتنفيذ والذي سيكشف مدى التزام وحرص كل الأطراف على إغلاق ملف الأسرى، وستكون الأمم المتحدة مطالبة بمكاشفة الرأي العام عن الطرف الذي قد يتنصل عن تنفيذ الاتفاق، بعيدا عن النفاق والتزلف والمداهنة والمرونة والدبلوماسية التي تتسم بها مواقف الأمم المتحدة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.