محافظ محافظة صنعاء عبدالباسط الهادي لـ(الثورة ): العدوان هو العائق الأبرز أمام عملنا.. وتحسين الخدمات ومعالجة الاختلالات السابقة أولوية
قال محافظ محافظة صنعاء عبدالباسط الهادي إن المحافظة تتميز بتنوع وتعدد المناخ، الأمر الذي جعلها تحتل المركز الأول في إنتاج المحاصيل الزراعية، وأن تصبح سلة غذائية لأمانة العاصمة وما جاورها، وأوضح أن المحافظة تعتبر من أكبر المحافظات تضحية في عدد الشهداء والأسرى، وهي داعم رئيسي لجبهات العزة والكرامة..
ودعا المحافظ الهادي في لقاء مع (الثورة) إلى ضرورة دمج أمانة العاصمة بالمحافظة وتفعيل عمل المجلس المشترك بينهما .. لافتا إلى ما تعانيه المحافظة من نقص في الخدمات وشحة الإمكانيات .. تفاصيل أكثر في سياق اللقاء التالي:الثورة /
رضي القعود- حميد القطواني
في البداية نود منكم ان تطلعونا على أبرز الإنجازات التي حققتها محافظة صنعاء خلال الفترة الماضية ؟
– نحن نعتبر هذه الفترة والتي لا تتجاوز العام فترة تأسيس ، لأننا بدأنا نؤسس لعمل مؤسسي يتضمن الخطط المستقبلية لإقامة العديد من المشاريع الخدمية التي تعود بالنفع على أبناء محافظة صنعاء .
● ما أبرز الأضرار والخسائر التي تعرضت لها محافظة صنعاء نتيجة استمرار قصف طيران العدوان ؟
– هناك مساران للتضحية في هذه المحافظة، المسار الأول – وهو الأهم – متمثل في عدد الشهداء وكذلك عدد الأسرى ، حيث تعتبر محافظة صنعاء صاحبة الرقم الأكبر في هذا الجانب ، وقد انعكس ذلك على حالة الأسر من حيث الإعالة وما يترتب على ذلك من أضرار نفسية وإشكاليات أخرى سلبية .
وللتوضيح فإن عدد الأسرى من محافظة صنعاء قد بلغ ما يقارب 600 أسير، أما فيما يخص المباني والمنشآت الحكومية فالكثير منها تعرضت للقصف ، وشمل ذلك مباني إدارة المحافظة والمدارس ومحطات الكهرباء ، إلى جانب العديد من منازل المواطنين وصالات العزاء والأفراح، ونحب أن نذكر هنا أن المحافظة هي الوحيدة التي تفتقر إلى أبسط المقومات وقد تكون المحافظة التي ليس لها عاصمة، حيث كانت من قبل تتخذ من مديرية بني الحارث عاصمة لها لكن الآن أصبحت مديرية بني الحارث تتبع أمانة العاصمة صنعاء، أضف إلى ذلك أن المحافظة لا تملك مبنى إدارياً أو مكاناً يضم جميع مكاتبها، وكل ما هو لدينا مبنى بالإيجار حاله كحال أي مستأجر مهدد بالطرد .
● للحد من التداخل الإداري بين المحافظة وأمانة العاصمة تم إنشاء المجلس المشترك بقرار رئاسي لإدارة شؤون الأمانة والمحافظة .. ما هي آلية عمل المجلس؟
– في الحقيقة هناك نظرة قاصرة ، وإن كان هناك توجه من رأس هرم أمانة العاصمة ممثلا بالأخ / حمود عباد إلا أننا نلاحظ أنه ليس هناك جدية في الموضوع رغم وجود قرار جمهوري بدمج أمانة العاصمة مع محافظة صنعاء ، إذ أن هناك عواصم عربية تكون أكثر من محافظة كما هو حال القاهرة في جمهورية مصر العربية، وكذلك في دمشق بالجمهورية العربية السورية، وفي هذا الجانب قمنا بالمبادرة وطرح رؤية واضحة غايتها تكثيف الجهود وتوحيد العمل المشترك .
وعلى الواقع نجد أن تطبيق القرار على أرض الواقع لا يتم إلا في أجزاء بسيطه جدا من حيثياته، وبالتالي نطلب في الوقت نفسه بكسر الجمود وتوسيع دائرة العمل بين المحافظة والأمانة بشكل كامل ، ونحن في هذا الجانب نتابع حيث بدأنا في عقد جلسات مستمرة وبإذن الله ستزول العوائق بشكل تدريجي خاصة أننا قد عملنا على توحيد رقم حساب في الباب الرابع الذي أعدت له دراسة على مستوى كل المحافظات، كما تم الاتفاق على النسبة بحيث تحصل أمانة العاصمة على 70% ومحافظة صنعاء 30% ، ومن خلال ذلك استطعنا تنفيذ عدد من المشاريع خلال هذه الفترة التي بدأ العمل فيها وبالتدريج ، كما سنعمل على إقناع الأخوة في أمانة العاصمة بضرورة الدمج كونها قضية أساسية للارتقاء بأمانة العاصمة والمحافظة على السواء .
● كيف تجدون تفاعل قبائل طوق صنعاء في رفد الجبهات بالمال والرجال؟ وكذلك حل القضايا الداخلية العالقة ؟
– عندما نتحدث عن القبيلة اليمنية بشكل عام فإنها أحد الأسباب والركائز الأساسية في دعم الجبهات وبقاء المقاومة الحقيقية، ومحافظة صنعاء كتلة صخرة تتحطم أمامها كل مؤامرات العدوان ، كيف لا وأبناء هذه المحافظة هم من يقدمون الغالي والنفيس في سبيل مناصرة الحق ودعم جبهات العزة والشرف ، وهنا يجب ان نضيف أنه لا يوجد محور من محاور القتال إلا وهناك تواجد لأبناء المحافظة يقفون صفاً واحداً في وجه العدوان الغاشم ، إلى جانب تكاتفهم وتعاونهم في حل القضايا الداخلية، وهذا العمل حظي باحترام وتقدير كافة أبناء الشعب اليمني والقيادة السياسية. .
أما بالنسبة لقضايا الثأر فإن لقبائل ومشائخ المحافظة دور أساسي وفعَّال في حل قضايا الثائر الداخلية ، حيث استطاعت القبيلة بحكمائها أن تفصل في نزاعات قديمة بلغت من السنين ما يقارب عمر ولد الولد، فعندما ينظر الإنسان إلى تاريخ المحافظة سوف يجد أنها الأكبر من حيث إشكاليات الثأر ، والسبب في ذلك يعود للعمل الممنهج من قبل أصحاب المصالح الضيقة بهدف زيادة الصراعات والمحن بين القبيلة الواحدة، لكنا في الفترة الأخيرة بدأنا نلمس انكماشاً لهذه القضايا نتيجة المعالجات المجتمعية وزيادة في الوعي بين عامة الناس ، خاصة أنهم عرفوا من هو العدو الحقيقي ومن يجب محاربته والوقوف ضده، ولا زالت الجهود مستمرة لحل ما تبقى من قضايا عالقة ، وإن شاء الله سوف نصل بتكاتف الجميع إلى طي وإنهاء كافة القضايا العالقة .
● ونحن نحتفل بذكرى ثورة 21 سبتمبر.. برأيكم ما هو أبرز إنجاز حققته هذه الثورة؟
– بالطبع ثورة 21 سبتمبر لها هدف استراتيجي هو تحقيق استقلالية القرار والرأي، كما أن لها مخرجات تتمثل في الحرية والفكر، وكذلك حرية الحياة والتخطيط ، وهذه الإنجازات تعتبر ثمرة عظيمة ومن خلالها يتحقق لنا ما نصبو إليه ، فالإنسان عندما يشعر بحرية مطلقة في التخطيط وفي ما يريد أن يعمل ويقول دون أن تتحكم فيه السياسة أو السفارات ، يصبح شخصاً صاحب سيادة، نعم إن كل هذه النتائج الإيجابية دليل واضح على أن الثورة نجحت في تحقيق أهدافها وأنها تستحق أن يضحي الشعب من أجلها .
● أدى تدفق السيول نتيجة هطول الأمطار الغزيرة إلى فيضانات في السدود وجرف للأراضي الزراعية .. ما الإجراءات العاجلة التي قمتم بها لمواجهة هذه الإشكالية؟
– لقد قمنا باعتماد حلول مؤقتة مثل شفط المياه من داخل السدود وذلك بهدف خفض منسوب المياه الزائدة والتقليل من خطر الانفجار ، كما اتفقنا مع الوزارات المختصة وشكلنا لجاناً لمعالجة الأضرار وإيجاد الحلول المستقبلية المناسبة ، حيث تبيَّن من خلال اللجان المختصة أن معظم السدود غير صالحة نهائيا وأنها أقيمت بدون دراسة وبقاء بعضها يعتبر خطراً، وهناك سدود لم يعرف مدى خطورتها إلا عندما فاضت بالمياه ، وهناك وعود وتعاون مشترك مع وزارة الزراعة لإصلاح هذه الاختلالات بشكل كامل .
● تعتبر محافظة صنعاء سلة غذائية لأمانة العاصمة ، فكثير من مديرياتها تشتهر بإنتاج أفضل المحاصيل الزراعية .. أين دور السلطة المحلية في دعم هذا القطاع ؟
– حقيقة يجب أن نطرح بعض المواضيع بشفافية مطلقة لأن هذا المجتمع هو صادق مع الله والوطن ويقدم التضحيات .. لهذا يجب ان نكون صادقين في الإجابة وليس مجرد وعود لا تصل إلى الواقع ، فالمجالس المحلية لا تمتلك حتى النفقات الضرورية في هذه المرحلة ، وما تقوم به هو عبارة عن جهود وبذل .. ولهذا يلزم على الحكومة عامة والمجالس خاصة أن توجد التوجه الحقيقي لتفعيل العمل ، وهذا ما بدأنا به حاليا ، إذ أن المبادرات المجتمعية كفيلة بأن تقف على قدميها وان تخرج المزارع إلى الطريق الصحيح والواضح ، حيث قمنا بإدخال ورش عمل لجميع مراكز الإرشاد الزراعي وعملنا على التنسيق مع مؤسسة التنمية الزراعية التي تقيم الورش المفيدة ، ومن خلالها سوف يحقق المزارع أفضل النتائج .
كما تعلمون إن محافظة صنعاء تتميز بتعدد المناخ ومناخها أشبه بتنوع مناخ اليمن بشكل كامل ، فهناك مناطق تشبه الصحراء كما في نهم الشرقية وخولان ، كما توجد بالمحافظة مرتفعات جبلية وسطى الأمر الذي جعل المناخ في المحافظة متنوعاً وقد ساعد هذا التنوع في تعدد المحاصيل الزراعية .
● يشكو الكثير من السكان في المحافظة من تردي خدمات النظافة .. ما تعليقكم على ذلك ؟
– عند استلامنا إدارة شؤون المحافظة وجدنا أغلب المعدات الخاصة بالنظافة قد انتهى عمرها الافتراضي ، وهناك الكثير من هذه المعدات يخضع لعملية الصيانة ، إلى جانب أن هذه الأدوات قليلة ولا تلبي احتياجات المحافظة في رفع وإزالة المخلفات .. كما أن الجهات المانحة تنظر إلى محافظة صنعاء نظرة ريفية .. أي أنها لا تتعامل مع المحافظة كما تتعامل مع أمانة العاصمة ، مع العلم أن المحافظة تعج بكثافة سكانية عالية ، وهنا ومن خلالكم نناشد الجهات الداعمة بأن تنظر إلى محافظة صنعاء على أنها مدينة تحتاج إلى توفير وتفعيل الكثير من الخدمات .. وفي هذا الجانب، وخلال هذا العام تم عقد اتفاق بقيمة مليار ومائة مليون ريال وذلك لشراء معدات خاصة بالنظافة .. مشيرا إلى أن هذه الأدوات ستصل في أقرب وقت ، الأمر الذي سيحقق للمحافظة نقلة نوعية في تحسين الخدمات بشكل أفضل .
● ماهي الصعوبات التي تواجهونها في أداء عملكم ؟
– إذا ذكرنا الصعوبات فإن أكبر الصعوبات التي تقف أمامنا هو العدوان والحصار الجائر على هذا البلد ونحن لا نُحمِّل الوضع الداخلي مسؤولية هذا ، وإنما يتحمل مسؤولية ذلك العدوان وعلى رأسه أمريكا وإسرائيل وأذيالهما من السعوديين والإماراتيين والمرتزقة الذين ذهبوا إليهم من الداخل، إن هذا التآمر لن يثني إرادة وعزيمة الشعب اليمني في جميع المحافظات، بما فيها محافظة صنعاء ، فكل ما زاد العدوان تعنتاً ازداد الشعب صلابة وقوة في مواجهته .. وهذا يدل على أن أبناء شعبنا اليمني يحملون روحية جهادية وثقافة قرآنية ومشروع يستطيعون أن يواجهون العدوان مهما طال امده .
كيف تنظرون إلى المستقبل القريب؟
– في هذه المرحلة الأولوية هي الاستمرار في تقديم البذل والعطاء والثبات في مواجهة العدوان ، ونحن في هذه المحافظة نعتز ونفتخر بأن يكون الإنسان مسؤولاً وخادماً لمن يقدمون التضحيات ويقدمون المال والرجال في سبيل نصرة الحق ، وكذلك ما يقومون به من استقبال لاخوانهم النازحين من المناطق الأخرى يعكس مدى عظمة وأصالة سكان محافظة صنعاء .
● كلمة أخيرة ؟
– أولا أشكركم على هذا اللقاء .. ثانيا أوذ أن أرسل رسالة داخلية بأننا في هذه الفترة ومع مرور 2000 يوم وأكثر من العدوان – كما قال قائد الثورة – سلام الله عليه .. نحن مستعدون أن نصمد أكثر وأكثر وبإذن الله تعالى نحن مستجيبون ومستعدون لتلبية هذه القيادة، فالقائد – حفظه الله – مؤمل فينا الصمود، ويجب أن يُنقل هذا الثبات إلى جميع الكادر العامل في مؤسسات الدولة وان يكون لديهم الصمود الموجود لدى القيادة.
ونحن نظن أن قائد الثورة عندما قال: “ألفي يوم في ألفي يوم دليل قاطع على أنه سيحبط مؤامرات العدوان إذا وجد من يستجيب ويلبي هذه الرؤية وان نضعها نصب أعيننا، الأمر الذي سيؤدي إلى هزيمة العدوان ودحره بإذن الله سبحانه وتعالى “.