, مكيش: كنت في الشعب مع بعض المناضلين

, الزغير: كنت معتقلا في بئر أحمد

, سعيد: هربت من الشيخ عثمان إلى صلاح الدين خوفا من اعتقالي

, باهيصمي: بين مصدق ومكذب

, مثنى صالح: كنت معتقلا في مستشفى عفارة

, المريسي: كنت في المدرسة ولبسنا أعلام الاستقلال

عدن / عبدالحكيم عبيد

يتزامن الاحتفال بالذكرى السادسة والأربعين للاستقلال الوطني لجنوب الوطن مع جملة من التطورات والمتغيرات التي تشهدها الساحة الوطنية هذا الحدث الوطني الكبير المتمثل بذكرى الاستقلال الوطني لجنوب الوطن المنجز في الـ30 من نوفمبر 1967م عدد من المناضلين الذين عاشوا هذا الحدث كان لهم شرف الإسهام في تحقيق هذا المنجز عن أماكن تواجدهم يوم إعلان الاستقلال تعددت الآراء واختلفت وإن كانت هذه الاختلافات لا تعنينا بقدر ما كان الهدف توثيقا لتاريخ وفتح صفحة للحوار بين رفاق الكفاح المسلح الذين اختلفوا واقتتلوا قبل إعلان الاستقلال الوطني لجنوب الوطن واستمرت تلك الاختلافات تعصر بالوطن وتلاحقه حتى اليوم مع تغييب جيل ما بعد الاستقلال عن كثير من الأحداث والحقائق فأين كانوا وماذا قال أولئك المناضلون يوم إعلان الاستقلال الوطني¿

المناضل عبدالوهاب أحمد الزغير: في 30 نوفمبر 1967م يوم الاستقلال الوطني لجنوب الوطن كنت معتقلا في بئر أحمد (قصر السلطان) والمناضل أحمد ناصر الحماطي والشيخ عوض عبدالله اعتقلنا من مدينة الشيخ عثمان بعد دخول قوات الجيش باعتبارنا من أعضاء جبهة التحرير وتم نقلي إلى بيت معجز وفي بيت معجز كان يتم تصفية المعارضين وبمساعدة الأخ عائش الدوح وبعض الإخوة من الصبيحة تمكنا من الهرب أنا والمناضل محمد حسين ومشينا إلى أن وصلنا إلى بئر فضل ومن بئر فضل تحركنا ليلا سيرا على الأقدام إلى محافظة لحج ومكثنا يومين في منطقة العرائس بمحافظة لحج هذا يوم 30نوفمبر 67م بعدها هربنا إلى الشمال بمساعدة أحد رجال الحواشب عبر الجمال والحقيقة يحز في النفس أن يأتي اليوم الذي ناضلت من أجله وأنت مسجون وهارب اسمح لي أن أتوجه بالدعوة لقيادة الدولة للاهتمام بأسر الشهداء ورعايتهم كونهم قدموا حياتهم فداء للوطن.
يوم عظيم
المناضل محسن سالم مكيش: في هذا اليوم العظيم كنت مع بعض المناضلين منهم المناضل سعيد علي سنان وآخرون في مدينة الشعب واستمعت إلى خطاب الأخ رئيس الجمهورية الأول قحطان محمد الشعبي الذي أعلن فيه عن قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وحدد حدودها وجزرها ومطاراتها وميناءها وكان يوما عظيما خرجت فيها مسيرات جماهيرية كبرى من جميع المحافظات إلى مدينة الشعب لترى وتشاهد بأم عينها هذا الحدث التاريخي العظيم المتمثل في قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بعد 129 عاما من الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن وفي ذلك اليوم العظيم رأينا كل القيادات التاريخية.
لحظة الاستقلال
المناضل علي صالح سعيد: أحد مناضلي حرب التحرير جبهة التحرير التنظيم الشعبي في 30 نوفمبر 1967م أي يوم إعلان الاستقلال الوطني قال : هربت من مدينة الشيخ عثمان إلى عند والدي في منطقة صلاح الدين خوفا من اعتقالي من قبل واستمر هروبي أكثر من عام بعدها تم اعتقالي من قبل عناصر الجبهة القومية وقضيت سنة تقريبا في السجن وخرجت بمناسبة عيد الفطر وتكرر اعتقالي مرة ثانية ستة أشهر ومرة ثالثة ثمانية أشهر ثم جاء المناضل الشريف علي شيخ عمر- رحمه الله – الذي كان حينها مدير أمن عدن وأطلق سراحي كنت أتمنى أن أعيش لحظات الاستقلال لولا المطاردات التي تعرضنا لها خاصة وأن هناك معلومات بأنه تم الحكم علينا بالإعدام ولكن الحمد لله كتب لنا عمر طويل .
كنت في المكلا
المناضل الشاعر محمد سالم باهيصمي: كان الشارع في المكلا بين مصدق ومكذب للاستقلال بسبب المعارك بيننا وبين جبهة التحرير.
في 30 نوفمبر 1967م كنت في المكلا ضمن الحرس الشعبي التابع للجبهة القومية وكنا أول محافظة تأخذ بزمام المبادرة في إسقاط المكلا ونواحيها وكنا بمعية المناضل عبدالرحيم عتيق والمناضل صلاح مرسال والمناضل لقمان باراس والمناضل عيد روس حسن سيف والمناضل راوح عبدالرب الصلوي وكنا مجموعة كبيرة من أعضاء الجبهة القومية وشكلت آنذاك سرايا الحرس الشعبي وكنت من ضمن السرية التاسعة وقبل ذلك كنا في صراع مع جبهة التحرير في منطقة رضوم ودارت معارك شرسة بيننا وبين جبهة التحرير وكانوا أقوى منا ولم نستطع التغلب عليهم إلا بمساعدة الكتيبة الثالثة من القوات المسلحة الجو العام في المكلا كان بين مصدق ومكذب للاستقلال وبالفعل نحن أسقطنا المناطق ولكن المعارك مع جبهة التحرير كانت تثير الشكوك أن بريطانيا سلمت الاستقلال للجبهة القومية ولم نتيقن من انتصارنا إلا بعد إعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م ومع ذلك ظل الشارع في المكلا بين مصدق ومكذب بسبب المعارك الشرسة الدائرة بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وكان جيش البادية الحضرمي داعما لنا ثم جاء المناضلان خالد باراس وبن حسينون وهم الذين أعادوا تشكيل الحرس الشعبي الذي كان من المدنيين وتم تأطيرنا ضمن الأمن العام في المكلا وكانت سريتنا يقودها عبدالرحيم عتيق .
في سجن المنصورة
المناضل محمد مثنى صالح: قيادي ميداني في التنظيم الشعبي للقوى الثورية الجناح العسكري لجبهة التحرير فرقة النصر التي كان قائدها خالد أحمد المفلحي في 30 نوفمبر 1967م: كنت معتقلا في مستشفى عفارة ثم انتقلت إلى سجن المنصورة المركزي.
وبالنسبة لشعوري لحظة إعلان الاستقلال أقولها بصدق لم أكن أتمنى أن أكون حاضرا لحظة الاستقلال بسبب أن رفاق الدرب والسلاح من المناضلين من جبهة التحرير كانوا موجودين في معتقلات المحافظات وأذكر على سبيل المثال المناضل أنيس حسن يحيى والمناضلين الفنانين محمد عبده زيدي ويوسف أحمد سالم .
لبسنا أعلام الاستقلال
أحمد مسعد عبدالله المريسي: في 30 نوفمبر 1967م كنت في المدرسة وخرجونا إلى مدينة الشعب ولبسنا أعلام الاستقلال وحضرنا الاحتفال ومثل ذلك اليوم عيد الأعياد فكان هناك زخم ثوري وحماس وطني منقطع النظير وانتابنا شعور بالفخر والعزة والكرامة وكمل هذا الاحتفال أغنية للفنان أحمد بن أحمد قاسم ومن كلمات الشاعر اليمني الكبير لطفي جعفر أمان بعنوان (ياعيدنا المخلد غرد) فكانت هذه الأغنية مكملة لذلك الاحتفال التاريخي وتمد كل أبناء الجنوب المحرر بالحماس أننا استعدنا حقنا وشعرنا بذاتنا.

قد يعجبك ايضا