الناشطة صفية المؤيد: لا توجد عوائق أمام المؤمن الصادق
“21 سبتمبر” صحَّحت مسار ثورتي 26 سبتمبر و11 فبراير
لا يخفى على أحد الدور الذي لعبته الثائرات اليمنيات في نجاح وانتصار ثورة 21 سبتمبر، لتلمع في الآفاق كوكبة ثورية من نساء اليمن، الأستاذة/ صفية غالب علي المؤيد إحدى ثائرات ومناضلات ومجاهدات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر والتي كان لها إسهام فاعل في نجاح هذه الثورة المباركة تحدثت للمركز الإعلامي للهيئة النسائية- بالأمانة- عن الدور الثوري للمرأة اليمنية، وكيف ساهمت مشاركة المرأة في نجاح الثورة، وعن المعوقات التي واجهت المرأة أثناء مشاركتها لأخيها الرجل في دعم الثورة، وعن دور المرأة الفاعل في مواجهة هذا العدوان الغاشم.. فكان الحوار كالتالي:
بحكم حضوركم الداعم والفاعل في نجاح ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر برأيكم ما الدافع لخروج المجتمع اليمني في ثورة 21 سبتمبر؟
-الدوافع في خروج المجتمع اليمني كثيرة ، كان أهمها الواقع الذي نعيشه في اليمن والمشاكل التي نواجهها في ظل النظام السابق مثل الحروب التي نعاني منها والارتهان للخارج وانتهاك سيادة البلاد وإباحة أجوائنا وفتحها للأعداء لقتل هذا الشعب واغتيال رموز وقيادات اليمن بتصريح من رئيس الجمهورية –آنذاك- عبدربه منصور هادي- يزيد هذا العصر- الذي صار يتحرك لخدمة الأمريكيين وتسهيل وتنفيذ مؤامراتهم، ولأن السفير الأمريكي صار هو الحاكم والمتحكم بشؤون اليمن؛ والأخطار والتحديات الكبيرة التي تستهدفنا شئنا أم أبينا لا بد من التصدي لها ، والانطلاق في هذا الموقف والتحرك في هذا المشروع من منطلقات مهمة ومشروعة وواقعية وصحيحة وسليمة من خلال :
أ-الوعي بحقيقة الأهداف الأمريكية التي تسعى من خلاله استهدافنا في كل شيء في قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا وحريتنا وكرامتنا واستقلالنا هذا هو الهدف الحقيقي.
ب-الوعي بطبيعة وأسلوب تحرك الأعداء ومستوى خطورة هذا التحرك.
ج-الوعي بمتطلبات الموقف وعملية الاستنهاض والتحريك لأنه لا يكفي أن تكون هناك مجرد توعية بدون تحرك.
أما الدافع الثاني الذي دفع المجتمع اليمني للتحرك الهادف أن لنا قضية واضحة ومطالب محددة كانت معلنة وصريحة ومكررة وهي :
إسقاط الجرعة التي أتت في سياق سياسة التجويع والتي كانت تنتهجها حكومة با سندوة وإسقاط الوصاية ؛ لقد كانت اليمن خاضعة لهيمنة السفير الأمريكي والسعودي ومن ورائهم بقية الدول الذين شملتهم المبادرة الخليجية، وإسقاط مشروع الأقلمة الذي كان يراد من خلاله تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، وإسقاط الحكومة الفاشلة التي بوجودها دمرت البلاد على كل المستويات التي منها وأخطرها انتشار التكفيريين والدواعش والقاعدة ونشر الاختلالات الأمنية وانتشار الفوضى بهدف تدمير البلاد وإفقاده للأمن والاستقرار، وأيضاً بسبب الوضع الاقتصادي والمعاناة التي لا تطاق على كل المستويات.
فثورة الـ21 من سبتمبر كانت ضرورة وطنية واهتمامنا هو من منطلق مبادئنا وقيمنا التي تفرض علينا أن لا نقبل مطلقاً بتلك السيطرة الأجنبية بتلك الهيمنة المطلقة من الأجانب على رؤوسنا وعلينا وعلى بلدنا وعلى حاضرنا ومستقبلنا.
ما هي مظاهر مشاركة المرأة السياسية وغير السياسية الداعمة لنجاح الثور؟
– من مظاهر مشاركة المرأة السياسية: إصدار البيانات الثورية، إقامة جمعيات ائتلافية لدعم الثورة سياسيا، و نشر الوعي ، وصد الشائعات، كذلك المشاركة في الحوار الوطني.
أما عن المشاركة غير السياسية فتتمثل بـإمداد المخيمات بالتغذية المتنوعة، وإعداد الخبز والكعك والطعام بأنواعه، والانفاق بسخاء مما ساعد على إمداد المخيمات بالصوتيات وكل ما تحتاج.
ما هي المعوقات التي واجهت المرأة أثناء مشاركتها لأخيها الرجل في دعم الثورة؟
-لا توجد عوائق أبداً أمام المؤمن القوي ، لا توجد عوائق أمام المؤمن الصادق، ولا توجد أمام من توكل على الله في كل أموره ، جهودنا ماهي إلا 1% والباقي على الله بتأييده، بلطفه، بكرمه، بوعده الحق، من ينصره الله فلا غالب له قال تعالى :(وإن جندنا لهم الغالبون) ، لم يوجد أي عائق قد يوقفنا أو يبطئ حركة النساء المؤمنات أبدا وهذه القوة مستمدة من الاقتداء بآل البيت- عليهم السلام- ومن ثقتنا بالله تعالى ومعرفتنا به.
بعد نجاح الثورة المباركة اغتاظ أعداؤنا وشنوا عدوانا غاشماً، ما حجم الجرائم الوحشية بحق الشعب اليمني عموماً والمرأة اليمنية خصوصاً؟
– جرائم العدوان بوحشيتها ليس لها وصف أو حد، فهذه الجرائم قد استهدفت الطفل والشيخ والمرأة والرجل والبنى التحتية ومؤسسات الدولة والمزارع ومجالس الأفراح ومجالس العزاء والمستشفيات والمدارس، وكل ما في اليمن من بشر وحجر هو هدف لهذا العدوان الغاشم الذي بلغ بإجرامه وعدوانه كل وصف وكان استهدافه لكل أبناء اليمن بشتى أنواع الأسلحة، ولم يكتفوا بذلك بل أطبقوا حصارهم على أبناء هذا الشعب براً وجواً وبحراً ليخضعوا هذا الشعب ويركع خاضعا لهم، ولكن سنقول كما قال سيدي ومولاي السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي- سلام الله عليه- “في اليمن.. هذا غير وارد” ،وسنثبت كما ثبت آل البيت- عليهم الصلاة والسلام- وسنصرخ صرخة الإمام الحسين -عليه السلام- بـ هيهات منا الذلة، أما عن جرائم العدوان على المرأة خصوصاً فقد استهدف العدوان الغاشم المجرم بقيادة أمريكا وإسرائيل تجمعات النساء وقصف أماكن تواجدهن وكذلك قصف مقدرات البلاد وهذا مما صعب على المرأة القيام بأعمالها بسهولة، ولكن المرأة اليمنية لم تعجز أبداً ، فقد أوجدت البدائل لكل شيء ولم ولن نتوقف مهما تآمر المتآمرون وغزى الغازون ، كذلك أراد العدوان استهداف المرأة شخصياً في أخلاقها في معتقداتها بالحرب الناعمة في كل المجالات وبشتى الوسائل لأنه متى ما تم استهداف المرأة بأخلاقها بدينها بتوجهاتها ستفسد الأسرة ويفسد المجتمع وسيسهل للعدو غزونا إلى عقر ديارنا لكن هيهات للعدو أن يصل إلى مآربه، فالمرأة اليمنية تسلحت بسلاح الإيمان وقدودتها هي السيدة فاطمة الزهراء- عليها السلام- بأخلاقها بصبرها بثباتها بجهادها مع أبيها الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم – ومع زوجها الإمام علي -عليه السلام- وبتربيتها الصالحة لأولادها، وأيضاً المرأة اليمنية قدوتها السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب التي بقوتها ووعيها واجهت يزيد بن معاوية لعنة الله عليه وأكملت طريق أخيها الإمام الحسين وكانت الإعلامية في ذلك الوقت، وهذا ما أكسبنا نحن نساء اليمن الحصانة ضد مخططات الأعداء والتنبه لمثل هذا الغزو الخفي والأسلحة الناعمة التي أرادوا إفسادنا بها.