الثورة نت/
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن أولويات المطبعين مع الكيان الصهيوني تصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل وهم أصبحوا جنوداً لهما.
وقال قائد الثورة في الكلمة التي وجهها اليوم في ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام “اليوم يتآمرون على الشعب الفلسطيني بكل وضوح، وعدوانهم على شعب اليمن كان في هذا السياق منذ اليوم الأول”.
وأضاف “قلنا منذ بداية العدوان أن السعودية والإمارات ومن معهما مجرد أدوات لتنفيذ مخططات أمريكا وإسرائيل في استهداف الشعب اليمني”.
وتابع “الآن تجلت الأمور أكثر فأكثر، والبعض كان لا يستوعب أن المعتدين يتآمرون على اليمن ويريدون احتلاله وأن يمكّنوا الأمريكي والإسرائيلي أن يأتي من خلفهم ويسيطر على اليمن”.
ومضى السيد عبدالملك الحوثي قائلاً: “عندما تمكنوا من السيطرة على المحافظات الجنوبية، بات لدى الأمريكي قاعدة في مطار الريان بحضرموت، ويتواجد في شرورة وإلى حد ما في عدن، والإسرائيلي بدأ يحضر لتواجده في اليمن عبر أدواته وبحماية تحالف العدوان”.
وأكد أن القضية الفلسطينية لم تعد من الثوابت عند الطرف الآخر، والآن تجلت الحقائق أكثر فأكثر.
مسؤولية أبناء الأمة:
وأوضح السيد عبدالملك الحوثي، أن المسؤولية على أبناء الأمة أن يقفوا الموقف الصحيح المسؤول الذي يفرضه عليهم انتماؤهم للإسلام وفيه حريتهم وكرامتهم.. وقال “من يسترخص الدين في مقدساته ومبادئه، يسترخص نفسه وأمته، وسيكون حاضرا للخيانة وفعل أي شيء، وسيكون مخذولاً من الله”.
وأضاف “تأتي اليوم مناسبة مرور 2000 يوم من العدوان على اليمن، وخلال هذه الفترة باتت الحقائق واضحة أكثر حتى باعتراف الخونة في هذا البلد”.. لافتا إلى أن الدور السعودي والإماراتي وآل خليفة في العدوان على اليمن بات واضحا أنه في سياق تنفيذ الأجندة الأمريكية والإسرائيلية.
الخيار الصحيح:
كما جدد قائد الثورة، التأكيد أنه بات واضحا أن الخيار والقرار الذي اتخذه أحرار اليمن في التصدي للعدوان والثبات والتمسك بالحرية والاستقلال هو الخيار الصحيح والصائب.
وقال “نفتخر بكل جهد نبذله وكل عمل نقدمه ونقدس فيه كل التضحيات التي قدمناها في سبيل الله، وأننا آثرنا أن يكون قرارنا بالمعيار الإيماني الذي ننسجم فيه مع القرآن والتعليمات الإلهية”.. مشيراً إلى أن من كان خيارهم وقرارهم الوقوف في صف العدوان باتوا يعترفون أن حالة اليوم هي حالة احتلال لليمن.
وخاطب قائد الثورة، من وقفوا في صف العدوان قائلاً “كل ما قدمتموه معهم كان لخدمة الأمريكي والإسرائيلي”.
وأكد أن الجميع معنيون بمواصلة المشوار في التصدي للعدوان لأنه الموقف الصحيح.. وقال” نحن في الاتجاه المشرف الصحيح، نقف فيه رافعين رؤوسنا بكل اعتزاز، أما الآخرون في موقف خزي وحالة سيئة جدا”.
وجدد التأكيد على أهمية أن تكون المواقف منسجمة مع القرآن، والتحلي بالوعي والبصيرة.. مشيراً إلى أن نهضة الإمام زيد محط إجلال لدى كافة أبناء الأمة بمختلف مذاهبها.
واعتبر قائد الثورة، الإمام زيد امتداد لخط الهداية.. موضحاً أن الأحداث التاريخية لها صلة بواقع الأمة اليوم، فحاضرها نتاج لماضيها، وترتبط بهذا الماضي منهجياً على المستوى الثقافي والفكري وعلى مستوى القيم والولاءات.
وقال “الوعي تجاه الماضي وتقييمه بشكل صحيح واستلهام الدروس من التاريخ نحتاجه لواقعنا اليوم، وعندما نتحدث عن الواقع الصحيح الناتج عن التمسك بالإسلام وننظر إلى الفجوة مع واقعها يرى البعض في ذلك حالة شبه خيالية”.
ولفت قائد الثورة، إلى أن جزءاً من معاناة الأمة يعود لوضعها الداخلي، حيث تعاني في واقعها من الظلم وغياب العدل والانحراف الفكري والتشتت والتفرق، وهو أمر غير طبيعي مع انتماء الأمة الإسلامية.
ذروة الانحراف:
وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الانحراف والتحريف في الأمة مصدرهما سلاطين الجور وعلماء السوء الذين حذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم.
وأشار إلى أن ذروة الانحراف في التاريخ الإسلامي كانت في عهد بني أمية الذين حملوا لواء النفاق وحاربوا خط الهداية والصراط المستقيم وامتداد الإسلام المحمدي الأصيل.. وقال “لولا الجهود الكبيرة في خط الهداية ورموزه وأخيار الأمة، لكان بنو أمية تمكنوا من الطمس الكلي لمعالم الإسلام وحرفوها بشكل كلي”.
وأضاف “بلغ الأمر ببني أمية أنهم وصلوا للمساس بأهم مقدسات الإسلام كالإساءة للرسول والسخرية والاستهتار بالقرآن وهدم الكعبة واستباحة مدينة رسول الله وقتل عظماء الأمة من أبناء رسول الله ومن معهم”.
وأضاف “لم يكن للحاكم الأموي هشام بن عبدالملك أي موقف عندما سب اليهودي في مجلسه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، في حين غضب من موقف الإمام زيد تجاه اليهودي إثر إساءته لرسول الله الأعظم”.
وقال “من يصل به الحد إلى الاستهتار تجاه أقدس مقدسات الأمة فهل يبقى لديه قيمة أو قدر لأمر أبناء الأمة الإسلامية؟”.. متسائلاً من كان لديه احترام لليهودي الذي أساء لنبي الإسلام، هل يمكن أن يكون مؤتمنا على الأمة في قراراتها؟.
وأكد أن من يعادي مقدسات الأمة ورموزها ورسولها وكتابها هو أكبر عدو للأمة ومن يقف إلى جانبه ويتحالف معه هو في الموقف المعادي للأمة.. لافتا إلى أن الدور الأموي بقي له امتداد في هذه الأمة، ولولا مواجهته لكان قد غير واقع الأمة بشكل كامل وخسرت الأمة إسلامها بشكل كامل.
وأكد أن الإمام زيد كسر حاجز الطغيان لهشام بن عبدالملك، ووقف الموقف الذي يفرضه الإسلام في مواجهة اليهودي الذي أساء لرسول الأمة.. وقال “نرى الذي تسلموا زمام الأمور في الأمة الإسلامية اليوم يقفون في صف اليهود المعادين لها، وفي صف أعداء رسول الأمة ومقدسات الأمة، وهذا مؤشر على خطر كبير يتهدد الأمة”.
وذكر أن جزءاً من معاناة الأمة يعود للأزمات التي تعاني منها داخليا، وحالة الانحراف ستؤدي بطبيعة الحال إلى الاستعباد، في حين أن الإسلام هو دين الحرية والعزة والكرامة.. مشيرا إلى أن الإسلام يعطي البشر الحرية في مفهومها الصحيح، فلا يكون الناس مستعبدين لأحد إلا لربهم وخالقهم، ويكون الناس متحررين من الطواغيت داخل أو خارج الأمة.
وأوضح أن النموذج الذي يمثل خط الانحراف والتحريف في الأمة نراه اليوم في النظامين الإماراتي والسعودي.. مبينا أن السعودية والإمارات تحملان راية النفاق، والولاء والتبعية لأعداء الأمة، ولعب الدور التخريبي داخلها.
كما أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن من يوجهون الإساءة لرسول الأمة بشكل مستمر هم مرتبطون باليهود الصهاينة وأئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.. مبينا أن الدور الأساس في العداء لأمتنا تقوم بها إسرائيل وأمريكا، ولديهم أعوانهم في الشرق والغرب.
وقال “الصهاينة اليهود وأمريكا هم أئمة الكفر في هذا الزمن، ويقومون بالدور العدائي للأمة”.. مشيرا إلى أن الصهاينة والأمريكيين يحرقون القرآن ويسيئون للرسول الأعظم بشكل مباشر ويتآمرون على مقدسات الأمة في فلسطين ومكة والمدينة، ووصلت بهم الإساءة إلى إدخال الصهاينة إلى المسجد النبوي الشريف.
وأردف قائد الثورة قائلا “المتجهون في صف أعداء الأمة موقفهم اليوم كما موقف هشام بن عبدالملك حين انزعج من انتهار اليهودي الذي شتم رسول الله صلى الله عليه وآله”.. مؤكدا أن النظام السعودي والإماراتي وآل خليفة وأمثالهم الذين يقفون في صف عدو الأمة، أصبحوا اليوم أعداء لها وخطرا عليها.
التطبيع مع الكيان الصهيوني:
وأشار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إلى أن من لا يحترم مبادئ ومقدسات الأمة فلن يحترم أبناءها، بل سيعاديهم ويتآمر عليهم خدمة للصهاينة اليهود وأمريكا.. لافتا إلى أن التطبيع السعودي والإماراتي وآل خليفة مع العدو، هو ولاء لأعداء الإسلام بشكل علني بعد أن كان موجودا بشكل سري.
وقال “بقدر ولاء السعودي والإماراتي وآل خليفة لأمريكا وإسرائيل، بقدر ما يبرز عداءهم لأبناء الأمة، رفعوا شعار “السلام” ليبرروا ولاءهم للعدو، وأين هم من السلام مع أبناء أمتهم؟.”
وجدد قائد الثورة، التأكيد على أن مصدر الحروب والاختلالات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المنطقة يأتي من عملاء الأمة من النظام السعودي والإماراتي وآل خليفة.. وقال “العملاء عادة يتقاضون المال مقابل عمالتهم، لكن الغريب في واقع النظام السعودي والإماراتي وآل خليفة أنهم يقدمون المال لأمريكا كي تنجح في مؤامراتها على الأمة”.
وفيما يتعلق بموقف ما تسمى بالجامعة العربية من التطبيع مع العدو الإسرائيلي قال قائد الثورة “لم يكن مفاجئا لنا هذه الموقف بل كان متوقعا، ونتوقع أن يكونوا جبهة واحدة وصريحة مع الصهاينة”.
ولفت إلى أن هناك مساع لتبرير الولاء مع الصهاينة على الصعيد الثقافي والإعلامي والترويج لحالة الارتباط بأعداء الأمة.. وقال “الموالون لأمريكا وإسرائيل يسعون للترويج لحالة التبعية التي يعيشونها، ليدفعوا بقية أبناء الأمة للوقوف معهم في جبهتهم إلى جانب إسرائيل، ليتجهوا بعدها بعدائية أوضح ضد أبناء الأمة الثابتين على العزة والحرية والاستقلالية”.
جريمة وخيانة:
وأكد قائد الثورة أن “كل علاقة بإسرائيل مدانة وجريمة وخيانة، وتوقعوا من السعودي والإماراتي وآل خليفة أن يتنافسوا في العمالة وأن يتصرفوا بغباء”… مبينا أن الصهاينة لا يرون فيمن يوالونهم إلا بقرة حلوبا وأغبياء جعلوا منهم غنيمة لهم، وسينتهي بهم المطاف إلى الخسارة.
ودعا، أبناء الأمة أن يكونوا على درجة عالية من الوعي ولا يتأثروا بالترويج للتطبيع والولاء لأعداء الأمة.. وقال “من يروجون للتطبيع والتبعية للصهاينة أولوياتهم تصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل وعلى شعوبنا أن تعي المؤامرة”.