هجوم “توشكا – صافر” في الذكرى الخامسة.. يوم بكَت الرياض وأبوظبي والمنامة

 

مقتل وإصابة المئات من قوات العدو بينهم ضباط وقيادات سعودية وإماراتية
هجوم توشكا الباليستي.. الزلزال الذي حوَّل عواصم العدوان إلى “مجالس عزاء”

الثورة / محمد شرف

صباح يوم الجمعة الرابع من سبتمبر 2015م؛ يوم عظيم بالنسبة لليمنيين الشرفاء، لكنه يوم حزين واسود على (تحالف العار)، المشارك في العدوان على اليمن.
في هذا اليوم خيَم الحزن والعار على الرياض وأبوظبي والمنامة، وهي تستقبل في انكسار وهوان عشرات الجثث المتفحمة من قتلاها من الجنود والضباط، بفعل صاروخ توشكا اليمني، الذي أرسل رسالة قوية لقوى الاستكبار التي تقف وراء هذا العدوان على اليمن، فتسابقت أمريكا وبريطانيا وأوروبا جمعاء في إرسال برقيات التعازي لأدواتها في محرقة جنودها في صافر .
مرَّت أمس الذكرى الخامسة للعملية النوعية التي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية من خلال صاروخ توشكا الذي دكَّ معسكر قوى الغزو في منطقة صافر – مارب مكبداً إياهم خسائر فادحة في عشرات الجنود من جنسيات مختلفة (إماراتيون بحرينيون سعوديون)، والعشرات من المدرعات وطائرات الأباتشي.
عملية نوعية؛ راح ضحيتها أكثر من 80 جندياً وضابطاً إماراتياً وأكثر من 11 ضابطاً وجندياً سعودياً و5 من البحرين، وأكثر من 150 مرتزقاً من قوات الفار هادي ، وذلك في أكبر حصيلة لقتلى مُعترف بها رسمياً في صفوف قوات تحالف العدوان .
وفي حينه تصدرت العملية النوعية التي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية، اهتمامات وسائل الإعلام العربية والدولية، التي تناولت الضربة الصاروخية وكيف حصدت أرواح المئات من جنود قوات العدوان ، فضلاً عن مخازن الأسلحة والعتاد العسكري الذي دُمر واحترق .
وعقب الضربة شهد التواجد العسكري لدول العدوان تحولاً لافتاً حيث انكفأت القوات السعودية والإماراتية وفضّلت التواجد بأعداد قليلة في مراكز القيادة كما لجأت الإمارات لاستقدام 1800 من عناصر شركة “بلاك ووتر” الأمريكية معظمهم من كولومبيا.
نقطة تحول
يُجمع الخبراء على أن هجوم توشكا الباليستي على معسكر صافر، شكل نقطة تحول لقوات صنعاء، وتعد من أقسى الضربات العسكرية التي تلقاها تحالف العدوان في حربه الكونية التفكيكية لليمن منذ أن شن حربه المجنونة على البلاد.
فقد تم تدمير مراكز تجمعات وحداته في مركز قيادة اللواء 107 في منطقة صافر التابعة لمحافظة مارب والتي كانت تتحضر لتنفيذ عمليات عسكرية مختلفة في أكثر من ناحية تابعة لمحافظة مارب والعاصمة صنعاء، حيث نتج عن ذلك مقتل أكثر من مائة جندي وضابط سعودي وبحريني وإماراتي وتدمير عربات قتال ومدرعات خفيفة وثلاث طوافات من نوع أباتشي، وما زاد الطين بلّة هو انفجار أكثر من مستودع ذخيرة وصواريخ في الثكنة العسكرية حيث انفجر الصاروخ.
عملية صنعاء النوعية؛ كانت محل اندهاش واهتمام الخبراء العسكريين العرب والأجانب، الذين أستفاضوا في عمل قراءات تحليلية للزلزال الذي أصاب عواصم دول العدوان، وبحسب الخبير العسكري المتقاعد شارل أبي نادر، فقد شكلت العملية بمعناها وبطريقة تنفيذها وبنتائجها نقطة تحوّل مفصليّة في العدوان على اليمن بعد البدء بتنفيذ الخيارات الاستراتيجية التي تكلم عنها قادة أنصار الله منذ فترة ليست ببعيدة.
وأكد بأن الظروف والمعطيات العسكرية والميدانية التي طبعت هذه العملية بطابعها الخاص قد أمنت لها النجاح، كما أن اختيار صنعاء للمكان والزمان ونوعية الهدف، كانت كلها عوامل نجاح تُحسب لقوات الجيش واللجان الشعبية حينها.
فموقع صافر حيث انفجر الصاروخ “توتشكا”، يُعتبر نقطة استراتيجية بالغة الأهمية في المناورة الهجومية البرية التي كان ينفذها تحالف العدوان بقيادة المملكة العربية السعودية، فهي تشكل امتدادا حيويا لمحور الوديعة – عبر – مارب، حيث يؤمن هذا المحور دخول وتقدم القوى البرية المشتركة والتابعة للتحالف المذكور انطلاقا من أراضي المملكة في معسكرات شرورة جنوب شرق نجران في وسط الحدود المشتركة بين الدولتين باتجاه محافظة مارب الاستراتيجية امتدادا إلى العاصمة صنعاء .
كما وتشكل الثكنة في الموقع المذكور والتي تحوي مطارا جويا ومخازن كبيرة للذخائر وللصواريخ، النقطة العسكرية المناسبة أو الأكثر صلاحية وتجهيزا لاستيعاب هذا التجمع المشترك من أغلب أنواع الأسلحة التي تشارك في المعركة البرية المذكورة والتي رأينا نموذجا عنها من خلال التنوّع في الخسائر المادية بين الأسلحة والآليات والعتاد التي ظهرت بعد حصول الانفجار.
وحول الاختيار الناجح للزمان، يقول المحلل العسكري أي نادر في احدى تحليلاته، (لقد جاء التوقيت مناسبا في اطلاق الصاروخ، أولا: في اختيار لحظة اكتمال التجمع الذي كان قد أصبح جاهزا بالكامل من ناحية العديد والعتاد للبدء بالعمليات العسكرية المرتقبة في محافظة مارب تحضيرا للهجوم على صنعاء.
وثانيا: من ناحية اختيار التوقيت السياسي والديبلوماسي المناسب والخاص بالمفاوضات التي كان يتم التحضير لها بشكل في مسقط ، فكان الهجوم نقطة قوية في يد قوات صنعاء لما لها من دلالات ميدانية وعسكرية واستراتيجية في مواجهتم عدوان التحالف .
إضافة إلى كون الهدف موقعا مهما من الناحية العسكرية والميدانية، فقد فرضت العملية على التحالف إعادة النظر من الأساس بالمناورة الهجومية التي كان ينوي المغامرة بها، ما يشكل بحد ذاته رسالة سياسية ووجدانية لحكومات وشعوب دول العدوان ومن يقف خلفها حول جدوى انخراطهم في حرب خاسرة ضد شعب متحصّن داخل أرضه ومقتنع بالمقاومة حتى الرمق الأخير).

قد يعجبك ايضا