عباس: القرار الوطني الفلسطيني حق خالص للشعب الفلسطيني وحده ولسنا بحاجة لوصاية ورعاية أحد
انطلاق أعمال مؤتمر الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت
هنية: لن نعترف بـ”إسرائيل” ولن نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين
النخالة: الإمارات ارتكبت إثماً كبيراً بالاتفاق مع كيان العدو وعبور الطائرة الإسرائيلية فوق مكة والمدينة كان محزناً ومشهد ذل
الثورة / متابعات
انطلقت مساء أمس أعمال مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت ورام الله في فلسطين المحتلة.
وفي المؤتمر قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بإعلان أميركي هو آخر الخناجر المسمومة التي تعرضت لها القضية الفلسطينية، مؤكدا على أن اجتماع الأمس جاء “لنكون على قلب رجل واحد وهدفنا المصالحة وإنهاء الانقسام والحفاظ على الحقوق الفلسطينية مهما بلغ الثمن وعظمت التضحيات”
وتابع عباس إننا “لم ولن نفوض أحدًا في العالم ليقرر مصير الشعب الفلسطيني “معتبرا وعد بلفور إنتاجًا أمريكيًا بريطانيًا، وأن أمريكا تسعى إلى الآن لإلغاء وجود الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن القرار الوطني الفلسطيني حق خالص للشعب الفلسطيني وحده، ولا نقبل أن يتحدث أحد باسمنا لأننا لم ولن نفوض أحد للحديث باسمنا، ونحن فقط من نتكلم عن قضيتنا، ولا نريد أن يعطينا أحد أي شيء.
وأوضح أن فصائل المقاومة الفلسطينية هي من أفشلت صفقة القرن، وأن الفلسطينيين ليسوا بحاجة لوصاية ورعاية أحد، وأن حكومة العدو إذا أعلنت ضم الضفة الغربية، فإننا سنقطع العلاقات كافة وسنتحمل كافة المسؤوليات، ولن نتراجع عن موقفنا.
وأكد عباس أن “أمريكا منعت الدول من تقديم قروض لنا مقابل أموالنا المحتجزة، لكننا لن ننهار ولن نتفاوض على صفقة القرن ولا على مشروع الضم”.
من جانبه جدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية العهد للأسرى الفلسطينيين بتحريرهم وفك قيدهم بإذن الله، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني موحد وسيبقى موحدا في الداخل والخارج.
وأضاف هنية أن لبنان كسر أنف العدو الإسرائيلي عام 2000 وعام 2006 ولا زالت مقاومته تشكل امتدادا لمقاومة شعبنا الفلسطيني، قائلا “نعيد التضامن الأخوي والإنساني مع الشعب اللبناني خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت، ونثق بقدرة لبنان على تخطي هذه المرحلة”.
وتابع ” ثقتنا عالية بالأشقاء في لبنان أن يعملوا على تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين في لبنان”.
وأكد أن هناك ثلاثياً يتحرك اليوم على الأرض الفلسطينية ويحاول ضرب التاريخ وتغيير الجغرافية، وهذا الثلاثي هو صفقة القرن وخطة الضم والتطبيع مع بعض العرب، مضيفا أن هناك أيضا سعياً لتصفية القضية الفلسطينية عبر ضرب ركائز هذه القضية وعلى رأسها القدس وحق العودة والأرض الفلسطينية.
ولفت إسماعيل هنية إلى أن المشروع الأمريكي يعمل على بناء تحالف إقليمي يسعى للسماح لكيان العدو بخرق منطقتنا عبر معاهدات “السلام” والتطبيع، وأن المخطط الأمريكي يهدف لإعادة ترتيب مصفوفة الأعداء والأصدقاء، حيث تصبح “إسرائيل” صديقة لدول المنطقة وجارة، وتصبح بعض دول المنطقة وفصائل المقاومة عدوة للمنطقة.
واعتبر عملية التطبيع استخفافا بشعب يقاتل منذ عشرات السنين، ولذلك لا ينفع مواجهة هذا المشروع الكبير بخطوات صغيرة وبيانات وفعاليات شعبية، مردفا بالقول “دخلنا مرحلة من الحوار الجاد ونقلنا الحالة الفلسطينية من المناكفة إلى استشراف طبيعة الخطر والتهديد الاستراتيجي”.
وقال هنية ” نتحدث اليوم كقادة فصائل بصدر مفتوح دون أي خلفيات ولا نسعى لتسجيل النقاط، ويجب أن نتحدث كإخوة لدينا مصير مشترك، وقد جمعتنا معارك كثيرة سويا.
وأشار إلى أنه خضنا المعارك سويا في غزة، وتشاركنا الأسر في معتقلات العدو، وخضنا الانتفاضة الأولى والثانية موحدين، وجمعتنا ميادين الصمود والأسر والنصر، وقادرون اليوم على بناء المعادلات.
وأكد أنه لا يستطيع أحد أن يتجاوز حقوقنا التاريخية، والذي يبني المعادلات هو شعبنا الفلسطيني ودول المقاومة والممانعة التي تشكل السند الحقيقي لشعبنا.
وأضاف هنية ” نحن كحركة حماس لن نعترف بـ”إسرائيل”، ولن نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين، و”إسرائيل” ستبقى عدوا لنا، مشيرا بأن خيارنا هو المقاومة الشاملة وهذا عبرنا عنه ومارسناه على الأرض واتبعنا استراتيجية تراكم القوى في غزة.
ولفت إلى أن غزة اليوم ضاعفت قوتها أضعاف أضعاف ما كانت عليه عام 2014، وهذا العمل يشمل كل فصائل المقاومة في غزة، وأن الاستراتيجية الوطنية في هذه المرحلة تتحرك في 3 مسارات أولها ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وبين أنه يجب أن ننجح هذه المرحلة في إنهاء الانقسام وبناء موقف فلسطيني موحد لأنه الركن الأساس في مواجهة كل المشاريع، كما يجبأن نتفق على برنامج سياسي وطني مشترك ينهي حقبة أوسلو ويفتح عهدًا فلسطينيا جديدا ونتفق خلاله على استراتيجية كفاح مشتركة وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية لتضم الجميع.
وأوضح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن المسار الثاني هو المقاومة والصمود الفلسطيني، والمقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المقاومة العسكرية، فيما قال إن المسار الثالث هو ترتيب علاقتنا بمحيطنا والعمل على بناء كتلة صلبة في منطقتنا تتصدى للخرق الإسرائيلي.
وأكد أن استراتيجيتنا هي: وحدة وطنية، مقاومة شاملة، بناء تحالف عربي وإسلامي داعم لقضيتنا، وأنه يجب أن نخرج بخطة عملية لأن المرحلة لا تحتمل الفشل، ويجب أن ننجح ونحقق الاختراق بإذن الله، كما يجب تشكيل لجنة تعمل على البحث لتطوير مقاومتنا الشعبية وأدواتنا الكفاحية في الداخل والخارج وخصوصا في الضفة الغربية.
وتابع هنية ” لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، وأطمئن الجميع بأننا رفضنا الكثير من العروض لنقيم كيانا منفردا في غزة” مضيفا “نملك أوراق قوة كثيرة: شعبٌ صامد، ومقاومة متطورة، وشعوب أمتنا الحرة، وجاهزون للبدء بوضع آليات عمل لتدشين مرحلة جديدة لتحقيق وحدة وطنية فلسطينية”.
بدوره أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة قال في كلمته خلال انطلاق أعمال المؤتمر إن أمامنا اليوم فرصة لنوقف الانهيار الذي تعيشه قضيتنا، مشيرا إلى أن اتفاق أوسلو أثبت فشله، وحينها صفق لنا العالم لأننا تنازلنا عن حقنا في فلسطين ووصلنا لما وصلنا إليه.
وتقدم النخالة بمبادرة استنادا لمبادرة النقاط العشر، وأولها إلغاء اتفاق أوسلو، وإعلان منظمة التحرير سحب الاعتراف بـ”إسرائيل”، وقال يجب إعلان المرحلة الحالية مرحلة تحرر وطني، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتحقيق الوحدة الوطنية.
وعلى المستوى العربي طالب أمين حركة الجهاد الأمة العربية والإسلامية بالوقوف عند مسؤولياتها ووقف حالة الانهيار التي نراها اليوم.
وأكد أن الإمارات ارتكبت إثما كبيرا بالاتفاق الذي عقدته مع كيان العدو، ومشهد عبور الطائرة الإسرائيلية فوق مكة والمدينة كان محزنا ومشهد ذل.
فيما أيد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد كل ما يمكن أن يؤدي لمزيد من الوحدة الفلسطينية وعلى رأسها تشكيل قيادة وطنية موحدة، داعيا إلى الحوار الوطني الشامل لأنه المفتاح لحل المشاكل والخلافات فيما بيننا.
وأردف فؤاد أن أسرع طريق للذهاب إلى الوحدة الوطنية هو إلغاء اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بـ”إسرائيل”، وأنه يجب ألا تبقى قيادة منظمة التحرير مقيدة من قبل العدو الإسرائيلي، إضافة لتقوية مؤسسات المنظمة خارج الوطن المحتل.
وطالب بطرد أي نظام يطبع مع العدو الصهيوني سواء كانت الإمارات وغيرها من الجامعة العربية.
ولفت غلى أنه يجب مقاطعة كل الأنظمة المطبعة من جميع القوى العربية، مطالبا من شعوب هذه الدول أن تتخذ موقفا ضد نظامها.