الثورة / محمد شرف
يواصل النظام السعودي مُفاجآته السياسية في مسلسل فضائحه المستمرة؛ هذه المرة وجد نفسه مُضطراً لجعل قائد قوات تحالف العدوان على اليمن الأمير فهد بن تركي كبش فداء لفشله في الحرب على اليمن منذ أكثر من خمسة أعوام، حيث تابع السعوديون في الساعات الأخيرة من اليوم الأخير من شهر أغسطس، بيانات ملكية شملت تعيينات واقالات شخصيات عسكرية هامة .
فقد أجمع مراقبون على أن قرارات العزل الجديدة التي أعلنها النظام السعودي والتي استهدفت ضباط سعوديين شاركوا على مدار السنوات الماضية في العدوان على اليمن، على رأسهم الإطاحة بقائد قوات تحالف العدوان وابرز وجوه الحرب على اليمن الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، ، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالغرق السعودي في المستنقع اليمني، بعد أن خيب بن تركي (القائد المقال)، آمال محمد بن سلمان في تحقيق انتصار يتوج به على عرش المملكة، بعد أن أعلن عدوانه على اليمن في مارس 2015م.
واعتبرت صحيفة “التايمز” قرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التخلص من قائد قيادة الأركان المشتركة في العدوان على اليمن، بأنه محاولة لتحميله مسؤولية الفشل في تحقيق انتصار في الحرب التي مضى عليها أكثر من 5 أعوام.
وقال ريتشارد سبنسر كاتب التقرير: إن ولي العهد السعودي العدواني قام بعملية تطهير جديدة بين أبناء عمومته، وهذه المرة عزل فيها عسكريا بارزا وابنه.
ويضيف الكاتب: “هناك تكهنات بأن يكون الجنرال كبش فداء لفشل الرياض في تحقيق انتصار أراده محمد بن سلمان عندما شن الحرب في مارس 2015م، حينما كان مجرد وزير للدفاع وفي بداية صعوده إلى السلطة حيث أراد أن يترك بصماته”، ووجدت القوات السعودية نفسها عالقة في مستنقع اليمن .
وتقول الصحيفة إن محمد بن سلمان جعل من حملات التطهير بين أبناء عمومته ملمحا لصعوده إلى السلطة، ففي يونيو 2017م أطاح بابن عمه ولي العهد محمد بن نايف وبعد ذلك قام بسجن أمراء ورجال أعمال في فندق ريتز كارلتون وأجبرهم على التخلي عن أرصدتهم.
كما اعتقل عددا آخر من أبناء العائلة، وهناك حوالي ألف منهم في المعتقلات، وهناك من خدعهم بالعودة إلى المملكة أو أجبرهم على العودة ضد رغبتهم، وفي ظروف غامضة اختفوا بعد ذلك في السجن.
وأوضح تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى،بأن فشل العدوان السعودي على اليمن، بات واضحا، حيث لا يزال الجيش واللجان يسيطرون على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان.
وأشار التقرير الذي أعده المختص في شؤون الطاقة والخليج سايمون هندرسون، إلى أن القرار الصادر باسم الملك السعودي، والذي قضى بعزل فهد بن تركي من قيادة قوات التحالف في اليمن، سيثير تكهنات بشأن تغييرات في سياسة اليمن ومعارضة العائلة المالكة لولي العهد.
وقال إن عدم كفاءة الجيش السعودي التي باتت واضحة بشكل متزايد، ترجح أن محمد بن سلمان وشقيقه الأصغر خالد يسعيان إلى مخرج دبلوماسي دون الاضطرار إلى الاعتراف بالهزيمة .
وأضاف: الادعاء بالفساد ضد الجنرال فهد بن تركي لن يؤدي إلا إلى إثارة الشائعات بأن هناك قضايا أخرى إلى جانب عدم الرضا عن حملته الفاشلة على اليمن .
ورحب عضو المجلس السياسي الأعلى ، محمد الحوثي بقرار العزل، وقال في تغريدة له على حسابه في تويتر – رصدتها الثورة – “جيد عزل تركي إذا كان في سبيل وقف الحرب على اليمن”.
وخلال سنوات العدوان على اليمن، ارتبط ظهور بن تركي في معاقل الاخوان بمأرب ومحيطها، وكانت اغلب لقاءاته بقيادات الحزب القبلية والعسكرية على راسها محسن، ما دفع مراقبين إلى التكهن بأن إقالة بن تركي تُمثل نكسة لجماعة الإخوان في اليمن؛ حيث ارتبط العديد من قيادات الجماعة ببن تركي .
من هو القائد المقال ؟
وقد ارتبط اسم الفريق الركن فهد بن تركي بالعدوان على اليمن بعد أن عيَن في فبراير 2018م، قائداً للقوات السعودية المشتركة في اليمن .
وعند إعلان تحالف العدوان حربه على اليمن بقيادة السعودية انتقل الأمير فهد إلى الحدود السعودية مع اليمن، وأشرف على العمليات العسكرية في مواجهة قوات صنعاء من الجيش واللجان الشعبية، قبل أن يتولى قيادة العمليات الخاصة المشتركة في عملية “عاصفة العار” .
وقبل ذلك، وتحديداً في 2017م، عين قائداً للقوات البرية السعودية، بجانب ترقيته إلى رتبة فريق ركن ليصبح بذلك قائداً للقوات البرية السعودية وقائداً لوحدات المظليين وقوات الأمن الخاصة، وتابع بن تركي تمويل وتسليح القوات الحكومية اليمنية والتنسيق معها عسكريا.
والأمير الضابط هو حفيد مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود، من ابنه الـ21 تركي الثاني، ووالدته هي الأميرة نورة بنت عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود.
كما أنه متزوج من ابنة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، واسمها عبير، وله منها ابن واحد هو الأمير عبدالعزيز بن فهد بن تركي، الذي أقيل أيضاً إلى جانب والده من منصبه نائباً لأمير منطقة الجوف، بجانب ثلاث بنات.