رؤية واضحة وإرادة أكثر صلابة.. الرئيس بانتظار الإنجاز

كتب / المحرر السياسي

ما تحدَّث به الأخ الرئيس مهدي المشاط يوم أمس في كلمته أمام قيادات الأجهزة الرقابية يعكس إرادة الإصلاح والبناء التي يملكها الأخ الرئيس ، وإصراره وعزيمته في القضاء على الفساد والاختلالات في مؤسسات الدولة ولو كانت بمقدار «ألف ريال» ، على أن القيمة العملية في خطابه – وهي الأهم – لا بد أن تُترجم في رؤية عملية وفاعلة لمواجهة الفساد مهما بلغ حجمه «ولو كان بمقدار ألف ريال كما أشار الأخ الرئيس» ، والمنتظر والمأمول بعد الخطاب التاريخي هو أن نرى رؤية تضعها الجهات التي أناط بها الأخ الرئيس مهمة مواجهة الفساد ، تعكس الإرادة السياسية التي عبر عنها في خطابه أمس ، وتحقق الغايات والتطلعات وتنهض بالواقع المؤسسي ، خصوصاً وأن الرئيس أبدى حرصه الشديد على الخروج برؤية عملية لمواجهة الفساد ومكافحته والمضي في مسار الإصلاحات القانونية كما المالية والإدارية ، ووفقاً للممكن والمتاح ولا شيء مستحيل أبداً.
لقد قدم الرئيس في كلمته أمام قيادات الأجهزة الرقابية تشخيصاً دقيقاً ومسؤولاً لواقع حال دولتنا ومؤسساتنا سلباً وإيجاباً ، وأطلق توجيهات صريحة وواضحة في ضرورة إيجاد آلية تنفيذية عملية بين الأجهزة الرقابية لمواجهة الفساد والتصدي له ، والجميع يعلقون آمالاً عريضة في أن تتحول كل تلك التوجيهات إلى برامج عمل فاعلة تحقق الهدف والغاية في القضاء على الفساد ولو كان ضئيلاً ، ولا شك في أن الرئيس على دراية بما يتطلع إليه الناس وما ينتظرونه وما يأملونه من إصلاح تستوجبه التضحيات العظيمة التي قدمها شعبنا في مواجهة العدوان الغاشم ، وما تفرضه المسؤولية من إصلاح لأحوال الناس ، خاصة بعد أن صبروا وتحملوا الكثير من المعاناة والمتاعب جراء العدوان والحصار ، ولذلك فإن الشعب سيكون سنداً للرئيس ورقيباً على المسؤولين والوزراء يقيّم ويراقب كل مسؤول من خلال عمله وأدائه المنزه من كل الشبهات والأفعال ويقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.
في ميادين المواجهة العسكرية حقق أبطالنا إنجازات شاهدها العالم كله ، وقابل كل ذلك صمود ووعي شعبي كبير تكسرت عليه مؤامرات وحروب العدوان على تعدد أشكالها وعناوينها ، ودورنا في مؤسسات الدولة أن نتوج تلك الانتصارات بإصلاحات جذرية تلبي التطلعات وتليق بالتضحيات التي قدمها الشعب اليمني في ميادين المواجهة والتصدي للعدوان ، ومثلما هو مطلوب من قادة العمل الرقابي على تعدد مؤسساتهم أن يكونوا عند المستوى المطلوب ، فإن على قيادات العمل الحكومي في مؤسسات الدولة من وزراء ورؤساء مؤسسات وهيئات ومحافظين ومن إليهم ، أن تتقيد بالقوانين واللوائح وأن تراقب الله تعالى في مسؤولياتها ، وتبتعد عن أي شبهات في القول والعمل ، وتستوعب طبيعة المرحلة وظروفها ، وحجم التضحيات والمعاناة التي يتحملها شعبنا والتي تقتضي بنا جميعاً أن نكون عند مستوى المسؤولية في الإصلاح والبناء ، والتخفيف من المعاناة والقيام بالدور الوظيفي والمسؤولية على أكمل وجه ، كما أن عليهم أن يكونوا عوناً وسنداً للأجهزة والمؤسسات الرقابية حتى تنجح في أداء مهامها .
وفي الختام لا بد وأن نشير إلى أن عملية الإصلاح ومكافحة الفساد تبدأ من حُسن الاختيار في التعيينات أياً كان مستواها ، وفي أن تكون الكفاءة والخبرة والنزاهة والإخلاص والمسؤولية والخوف من الله، هي المعايير الأساسية لأي عملية اختيار ، لأن ما يحتاجه الشعب اليمني اليوم هم رجال دولة مخلصون يتقون الله ويراقبون الله في أفعالهم وتصرفاتهم ، قادرون على تنفيذ مهام المرحلة وحمل أعبائها ، وهو ما أكد الرئيس عليه في مضمون حديثه ، صحيح أن المرحلة صعبة لكن لا يوجد مستحيل، فنحن الطاقات الكامنة فينا جميعاً، والعصا السحرية ليست بيد الرئيس أو الوزير ، إنها بيد الجميع وبإرادة الجميع ستتحقق المعجزات.

قد يعجبك ايضا